على ضرورة الوقوف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال الامريكي الصهيوني للاراضي الفلسطينية ، داعين الانظمة العربية الى معاضدة الجهود الداخلية في فلسطين عبر الضغط سياسيا على الولايات المتحدة الامريكية .
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود اسماعيل لـ «المغرب»:
«سنواجه هذا الإجراء ..وقرار ترامب لن يمر ولن تهدأ المنطقة»
أكّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجبهة التحرير العربية في فلسطين ان اعلان ترامب بشأن القدس هو اعتداء على الشعب الفلسطيني والعربي . وقال انه لا يمكن لدولة تدعي انها دولة عظمى وحامية لحقوق الانسان ومدافعة عن الشعوب المنتفضة والمحتلة ان تكيل بمكيالين في مقاييس العمل السياسي ..واشار في حديثه لـ «المغرب» الى ان امريكا متضامنة مع «اسرائيل» رغم انها تعرف انها محتلة شعبا آخر ومعتدية على الامة ككل وليس فقط على فلسطين .
وعن آليات الرد وكيفية تعامل منظمة التحرير مع هذا القرار اجاب بالقول :«سنواجه ونجابه هذا الاجراء الذي اتخذه ترامب ولن يمر ولن تهدأ المنطقة ..و هذه حقيقة شعبنا المناضل الذي يقدم يوميا الشهداء على درب الحرية والاستقلال وهو في مقدمة الدفاع عن الشعوب العربية» وشدد على ان هناك دورا يلقى على عاتق المفكرين والنخب والاعلاميين والقوميين ..لان ذلك يتطلب استنهاض الامة بقواها السياسية والحيوية. واكد ان القيادة الفلسطينية اخذت اجراءات وستنفذها خطوة خطوة واولها النزول الى الشوارع ومواجهة حواجز جيش الاحتلال الصهيوني في كل المناطق وفي القدس ستكون نقطة الغليان .واضاف:«واخذنا اجراءات وسنتجه الى الامم المتحدة لاننا معترف بنا دولة تحت الاحتلال وسنطالب مجلس الامن بالعضوية الكاملة وهناك عشرين منظمة وهيئة دولية سنقدم الانضمام اليها اضافة الى ما قدمناه في السابق وكان ترامب يعد لان لا نذهب الى المنظمات الدولية . والكونغرس الامريكي اخذ قرارا بقطع المساعدات عن الفلسطينيين ونحن لا نحتاح هذه المساعدات فالعائلة تاكل من شجرة الزيتون المباركة التي جذورها في اعماق الارض من آلاف السنين ... وطلبنا عقد جلسة طارئة لمجلس الامن و عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية وكذلك المؤتمر الاسلامي عسى ان تتحرك هذه الانظمة بعض الشيء دفاعا عن نفسها لان الدور قادم اليها والسيل سيجرفها».
وأوضح القيادي الفلسطيني ان هذا القرار متخذ سابقا من الكونغرس الذي يشكل معظمه من الاسرائيليين واليهود المتعصبين ضد الامة العربية وليس ضد فلسطين فقط ..وكان شعارهم من الفرات الى النيل ..واستهدفوا فلسطين في البداية لتكون فاصلا بين المشرق العربي ومغربه ..
اما عن توقيت اصدار الاجراء فأجاب :«التوقيت يتعلق بظروف الامة التي تتردى يوما بعد يوم ونحن نرى ماذا يجري في اليمن وفي سوريا وفي ليبيا وكل هذا بعد ان ضربوا السد المانع القوي للأمة العربية اي العراق ... اما عن تداعيات القرار فقال:«المنطقة ستغلي وبالأمس كانت فلسطين تغلي في كل مدنها وشوارعها ولن تهدأ وهذا يمس الامة العربية والمسلمين ايضا لان القدس ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم انما ملكا للعرب والمسلمين وفيها المسجد الاقصى القبلة الاولى للمسلمين وثاني الحرمين الشريفين ولا يمكن ان يدنس بهذه الطريقة في حين يطلب العرب من ترامب ان يوقف هذه الحالة ... والرجاء من الضعيف غير مقبول فالقوي هو الذي يفرض الحالة على الأرض
فيصل أبو شهلا القيادي بحركة فتح لـ«المغرب»:
«امريكا اصبحت شريكا في احتلال فلسطين وسنحشد جهودنا لردعها»
قال فيصل أبو شهلا القيادي بحركة فتح لـ«المغرب» أنّ فلسطين ستتجه الى كل المنابر الدولية للدفاع عن حقها في القدس كعاصمة ابدية ، وأضاف ابو شعلا ان توحيد الجهود الداخلية مع الجهود العربية من شانه الضغط على امريكا وإثناؤها عن خطوتها الجائرة المناصرة لكيان محتل .
لو تقدّمون لنا موقف الحركة من الخطوة الأمريكيّة الأخيرة التي أعلن عبرها دونالد ترامب القدس عاصمة للاحتلال ؟
أوّلا يجب فهم ان أمريكا صوّتت في مجلس الامن سابقا لصالح اعتبار القدس اراضي محتلة ، وأمريكا هي راعية اتفاقية اوسلو والقدس من القضايا التي اتّفق على ان الحل فيها يجب ان يتم عبر التفاوض .
ترامب أعلن قراره الأحادي وتحدّث في خطابه كأنّه داخل الكونغرس كأنّه يفي بوعد انتخابي وانّ من انتخبه هو الجمهور الإسرائيلي وليس الجمهور الانتخابي ترامب امس تكلم وكأنه يؤدّي واجبا للجمهور الاسرائيلي وهو في هذا الاطار الغى اي دور لأمريكا في أي تسوية.
هو لا يتحدّث عن القدس الغربية هو يتحدث عن القدس الموحدة وكان الفلسطينيين ليس لهم الحق فيها ، كيف تكون قضية من قضايا الحل النهائي وهو اتخذ قراره بشكل احادي ؟
ترامب يدعي انه وسيط وانه يسعى لحل لكن واضح ان هناك انحيازا واضحا ، اذن نحن نرفض هذا القرار اصلا هذا القرار ليس له اي مرجعية سياسية ولا اي شرعية . الان بعد ان اصطفت واشنطن مع الاحتلال الاسرائيلي اذن امريكا شريك في الاحتلال . طالما ان اسرائيل هي التي احتلت ارضنا في 67 الان امريكا شريكها الفعلي . الرئيس الامريكي اخرج نفسه وبلده من الوساطة واتخذ دورا مخالفا للقانون ومخالفا للالتزامات الثورية التي تلتزم بها امريكا .
هذه ارضنا وهذا حقنا ولن نتنازل عن اي شبر من الارض التي استشهد ياسر عرفات من اجل تحريرها ،نحن نرفض القرار فهو مخالف لكل التشريعات والقوانين الدولية، هو ايضا يتّجه لتبني نزعة اكثر عنفا بان يعتبر ان اليهود مسؤولين عن المقدسات الاسلامية ايضا وهو انحياز ديني واضح ومغالطة لقدسية القدس والعالم الاسلامي .
كيف سيكون ردكم الرسمي ؟
الرئيس محمود عباس اعلن قراره اولا بقطع الاتصالات مع امريكا كما دعا المجلس المركزي لمنظمة التحرير وهو البرلمان المصغر للمنظمة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتوضيح طبيعة العملية السياسية المقبلة .
سنظل في نضالنا وتمسكنا بحقنا سنذهب لكل المؤسسات الدولية مجلس الامن الجنائية الدولية وكل العالم وسندعو منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ليكون لها دور ، سنذهب لكل المنظمات الدولية للدفاع عن حقّنا وتأكيد رفضنا وسنوحد الموقف العربي والإسلامي في مواجهة هذه القرار الجائر.
ماتعليقكم على المواقف العربية ؟
منذ سنوات طويلة نحن نرسل رسائلنا للأمة العربية والإسلامية لمناصرة قضيتنا ، القدس في خطر القدس امام خطر التهويد الذي تدفع اليه اسرائيل، لا ننسى انه في شهر جويلية الماضي حين حاولت قوات الاحتلال غلق البوابات الكترونيا ووضع الكاميرات انتفض الفلسطينيون حينها وافشل القرار بصمودهم وموقفهم الثابت.
ندعو امتنا العربية الى دعمنا نحن كفلسطينيين سنستمر في دفاعنا لكن يجب ان يكون هناك موقف داعم حقيقي ليس فقط بالبيانات . يجب ان يكون هناك موقف جدي داعم غير الشجب والإدانة عبر البيانات الدعم يجب ان يكون ماديا سياسيا وقانونيا .
مصالح امريكا يجب ان تُهدّد في المنطقة لانّ لها مصالح في الدول العربية ،يجب ان تعرف امريكا ان هناك دولا عربية ترفض هذا القرار الامريكي الجائر. يجب أن تكون الدول العربيّة جادّة في خطوة للدفاع عن القدس . يجب أن تترجم الاقوال الى افعال كل المواقف ادانة وشجب لماذا لا تُترجم المواقف التنديدية والاستنكارية الى مواقف ملموسة ؟ وهي تستطيع طالما تتوفّر الارادة لكن هذا الانهيار وهذا التخاذل وهذا الضعف العربي والإسلامي امام هذه السطوة الامريكية . ترامب لم يستطع ان يفعل شيئا في كوريا الشمالية وهو هنا يريد ان يظهر نفسه بطلا اما امتنا العربية القدس ليست فقط فلسطينية بل هي رمز اسلامي وفلسطين هي دولة عربية وارض عربية كاملة الحقوق .
الحاج أبو عطايا المتحدث العسكري باسم لجان المُقاومة الفلسطينيّة لـ«المغرب»
«القدس خط أحمر وردّنا كمقاومة فلسطينية سيتجسّد على أرض الميدان »
شدد الحاج ابو عطايا القيادي العسكري بلجان المُقاومة الفلسطينيّة في تصريح لـ«المغرب» ان رد المقاومة سيتجسد على الارض وسيكون مفاجئا للكيان الصهيوني ومن خلفه امريكا . وأكد الحاج ابو عطايا ان قضية القدس ليست فقط قضية الفلسطينيين بل هي قضية الامة العربية الاسلامية كافة.
ماهي خطواتكم المقبلة ردّا على خطوة الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب الاخيرة؟
نحن كأذرع عسكريّة للجان المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة وفي فلسطين بشكل عام نودّ أن نوجّه رسالة الى الجميع وفي المقام الأوّل الى العدوّ الصهيوني ومن خلفه أمريكا ردّا على قرار اعتبار مدينتنا وعاصمة دولتنا الابدية القدس كعاصمة لما يسمى دولة الكيان الصهيوني ، هذا القرار لن يمر مرور الكرام والايام المقبلة ستكون شاهدة على الرّفض الكامل الذي سيتجسّد على ارض الميدان من قبل قوى المقاومة الفلسطينية .
كيف سيكون الردّ ؟
ماستقوم به المقاومة هو فعل وليس قول ، الايام القادمة كفيلة بإثبات هذا. وسيندم العدو الصهيوني على تجاوزه الخط الاحمر فالقدس هي العاصمة الابدية والتاريخية لفلسطين العربية . تأكدوا اننا سنفاجئ الجميع بردنا .
المقاومة الفلسطينية وُجدت لحماية شعبنا وحماية مقدساتنا ، ووُجدت للوقوف في وجه هذه القرارات الجائرة وسيكون الموقف ميدانيا وليس فقط تصريحات اعلامية او تحرّكات دبلوماسية .
هل تنتظرون دعما من الانظمة العربية ؟
على مدار عشرات السنين نتأمل خيرا من اخواننا وبني جلدتنا قيادة وشعوبا. املنا بالله ثم فيهم ان يمدوا لنا يد العون لان قضية القدس ليست فقط قضية الفلسطينيين هي قضية الامة العربية الاسلامية قضية كل موحد وقضية ايضا كل المسيحيين نحن هنا نتحدث عن مدينة السلام تخص كل الاديان وستبقى عاصمة لدولة فلسطين كاملة غير منقوصة شبرا واحدا من أراضيها .
حازم قاسم النّاطق باسم حركة حماس لـ«المغرب»
«يجب أن تكون هناك هبة حقيقية ضد هذا القرار الجائر في حق القدس»
شدد حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس في تصريح هاتفي لـ«المغرب» على ضرورة التحرك فلسطينيا وعربيا ضد هذا الاعتداء الامريكي الصهيوني السافر على القدس عاصمة فلسطين.
لو تقدمون لنا موقف حركة حماس من القرار الامريكي الجائر في حق القدس ؟
هذا القرار اعتداء امريكي سافر على واحدة من ثوابت الشعب الفلسطيني ومقدّساته ، وهو استمرار لمنطق الانحياز الامريكي تجاه الرواية الاسرائيلية الصهيونية. لكن اليوم واشنطن اتخذت خطوة إضافية الى جانب الانحياز يمكن أن نسميه اصطفاف أمريكي .
هذا استهتار بمشاعر الشّعب الفلسطيني وامتنا العربية الاسلامية التي تعتبر القدس مدينة عربية اصيلة ، هذا القرار هواستهتار ايضا بكل مقدرات الامة العربية لأنه اتخذ قرارا يتعارض مع كل الشّعور العربي العام .
ترامب يصب الزيت على نار الصراع المُشتعلة ويعطي صبغة جديدة ايضا للصراع ، هو يؤكد على ما كنا نقوله دائما انّ الطرف الامريكي لا يمكن ان يكون نزيها فهو منحاز للجانب الصّهيوني وداعم له سياسيا واعلاميا ولوجسيتا وايضا دعم له في المحافل الدولية اذ دائما ما نجد الفيتو الامريكي في وجه اي مشروع قرار يمسّ «اسرائيل».
كيف سيكون ردكم على هذا القرار الامريكي؟
الردّ يجب أن لا يكون متسرعا ينبغي ان نبحث مع كل القوى الوطنية والإسلامية والسلطة الفلسطينية كيفية التصدي لهذا الاعتداء . نحن نؤكد على عروبة القدس ويجب ان نتحرك جماهيريا في الداخل والخارج في الضفة والقدس وغزة وكل المدن الفلسطينية . يجب أن تكون هناك هبة حقيقية ضد هذا القرار ويجب ان نساعد المقاومة بكل اشكالها حسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية اسناد اهلنا بالقدس بالحفاظ على الهوية العربية الاسلامية اسنادهم ماليا واقتصاديا وسياسيا .حدود القدس ترسمها دماء الشهداء الذين سقطوا في مشوار الدفاع عن عروبة فلسطين وهي حقنا كباقي الاراضي الفلسطينية المحتلة.
بخصوص المواقف العربية برأيكم هل سترتقي الى مستوى تأملاتكم ؟
نتمنى رؤية ردود واضحة وملموسة اتجاه الولايات المتحدة الأمريكيّة والكيان الصهيوني فأمريكا لها مصالح لدى دولنا العربيّة بالتالي يجب الضغط عليها من خلال هذه المصالح للتراجع .
نحن نتحدث عن مدينة فيها واحدة من مقدّسات الامة الاسلامية ،هناك دماء عربية اريقت دفاعا عن القدس التعدي على القدس ينبغي ان يكون محركا لكافة الشعوب العربية وينبغي ان يتصاعد الاحتجاج. ونحن متأكدون انّ الانظمة العربية باستطاعتها الرد على امريكا.
روعة قاسم و وفاء العرفاوي