Print this page

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس: المجتمع الدولي بين الرفض والقلق

مع إعلان واشنطن عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصريح يوم الأربعاء 6 ديسمبر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب

إلى القدس تعددت المواقف الرسمية الدولية الداعية إلى التريث و المعبرة عن «القلق» و «الرفض» لإجراء يعتبره جل المسؤولين في العالم خرقا للقانون الدولي.

أول التصريحات جاء من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف في محاضرة ألقاها بمدينة القدس معتبرا أن « مستقبل القدس ينبغي أن يكون محل تفاوض بين إسرائيل و الفلسطينيين وجها لوجه في مفاوضات مباشرة». وهو الموقف العام الذي لجأت له جل العواصم في العالم لتحذر من عواقب موقف أحادي الجانب من قبل الدولة العظمى بعد أن اعتبرت الأمم المتحدة أن ضم القدس عام 1980 هو خرق للقانون الدولي. وسوف يعزل هذا القرار الولايات المتحدة من المجتمع الدولي الذي رفض احتلال القدس الغربية وقرار اسرائيل ضم القدس ك «عاصمة موحدة» للكيان الصهيوني.

قلق فرنسي
أعلن قصر الإيليزي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل بالرئيس الأمريكي معبرا عن «قلقه من إمكانية أن تعترف الولايات المتحدة بصفة أحادية بالقدس عاصمة لإسرائيل». وأضاف أن «إيمانويل ماكرون ذكر أن مسألة وضع القدس لا بد أن يتحدد في إطار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وخاصة بهدف إرساء دولتين ،إسرائيل وفلسطين تتعايشان في سلم وأمان والقدس عاصمتهما». ورد ترامب، حسب نفس المصدر، أنه سوف يناقش هذه المسألة معه في مكالمة هاتفية مقبلة. و اعتبرت باريس أن مثل هذه الإجراءات الأحادية الجانب يمكن أن تربك استقرار المنطقة.

نداء صيني
أما الصين فجاء موقفها عبر تصريحات غانغ شوانغ الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية الذي عبر عن «القلق من تفاقم الأزمة» وأعلن أن «كل الأطراف المعنية لا بد أن تتحلى بروح السلام وتعمل على استقرار المنطقة و تتحلى بالحذر في الأعمال والتصريحات وتمتنع عن إدخال المنطقة في صراع جديد». ولم يعبر الناطق الرسمي عن موقف مبدي في خصوص النزاع القائم المبني على قرارات مجلس الأمن. بل اكتفى بالتحذير من اندلاع أزمة جديدة تهز المنطقة.

رفض بريطاني
أعلن من ناحيته بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا أنه « يراقب بقلق المعلومات» التي وصلت. و قال ،على هامش لقاء لمنظمة الحلف الأطلسي، «نحن نعتبر أن القدس جزء من الحل النهائي للصراع بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، حل تفاوضي». وهو الموقف التقليدي لبريطانيا العظمى منذ أن التحقت بالإتحاد الأوروبي. ويبدو أن خروجها منه لن يغير من موقفها المبدئي الرامي إلى تشجيع الأطراف المتنازعة على استئناف مفاوضات السلام. لكن الدبلوماسية البريطانية لم تقدم إلى حد الآن أي حل لتسهيل عملية السلام.

البابا فرنسيس : الإبقاء على الوضع الحالي
وفي غياب موقف رسمي من الحكومة الإيطالية بادر البابا فرنسيس بإطلاق نداء للتعقل خلال مداخلته الأسبوعية في الفاتيكان معبرا عن ضرورة التحلي ب «الحكمة و الحذر» مضيفا : « لا يسعني إلا التعبير عن قلقي العميق من الوضع الذي اندلع هذه الأيام. أرسل نداء حارا من أجل أن يلتزم الجميع بالوضع الحالي للمدينة اعتبارا لقرارات الأمم المتحدة الصائبة». واعتبر البابا فرنسيس أن «القدس مدينة فريدة من نوعها، مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يرعون فيها الأماكن المقدسة لدياناتهم. وهي مدينة لها منحى خاص للسّلام».

المشاركة في هذا المقال