Print this page

ليبيا: تواصل ضبابية المشهد السياسي واستعدادات حثيثة للانتخابات

كشفت مصادر من داخل حكومة الوفاق بارتفاع نسق استعدادات وزارة الداخلية برئاسة عارف خوجة بدعم من بعثة الامم المتحدة

لدى ليبيا التي تعمل جاهدة على احراز تقدم على جميع المسارات سياسيا ، وتبدو البعثة واثقة كل الثقة باستكمال المفاوضات الدائرة بين مجلس النواب والأعلى للدولة والتوافق على تعديلات الاتفاق السياسي ومن هنالك طرح الحكومة القادمة على البرلمان لنيل المصادقة وتضمين الاتفاق السياسي بالإعلان الدستوري .

وبعد ذلك يتولى البرلمان اصدار قانون الانتخابات اما ما يتعلق بإقرار الدستور الدائم ومسالة الانتخابات الاستفتاء عليه، وهل من الضروري انجاز هذه الخطوة قبل اجراء الانتخابات بعدها؟ فقد اختلفت المواقف والآراء بين مؤيد لإجراء الاستفتاء وإقرار الدستور بداية ،وبين مطالب بتأخير ذلك الى ما بعد الانتخابات.
ويرى الشق المطالب بالتأخير بأنّ وضع البلاد الراهن لا يتحمل اهدار مزيد من الوقت ولا الإمكانيات وما قد يوجده الاستفتاء ونتائجه من خلافات خاصة مع تواصل مقاطعة مكون هام اي الأمازيغ لهيئة صياغة الدستور.

واقع مثل هذا سوف يدفع اغلب الاطراف المعنية بالأزمة السياسية في ليبيا الى الاتجاه لإجراء الانتخابات العامة ربيع العام القادم، سيما مع جاهزية المفوضية العليا للانتخابات المعلنة .ومن هنا يأتي تحرك داخلية الوفاق على كافة المستويات استعدادا للاستحقاق الانتخابي معولة على تحسن الوضع الامني في طرابلس وبنغازي ،اضافة الى الاستقرار الامني في مصراتة – سرت- الزاوية ومدن الجنوب لتبقى فقط مدينة درنة الموالية لتنظيم القاعدة الارهابي .

ومقارنة بالاجواء التي دارت فيها الاستحقاقات الانتخابية السابقة فان الاستحقاق الانتخابي القادم تتوفر له اجواء مشجعة فهو اولا سيكون نتاج توافق الفرقاء السياسيين وتنفيذا للاتفاق السياسي عسكريا ،ومع حلول موعد الانتخابات تكون المؤسسة العسكرية موحدة من خلال الحوار الدائر بالقاهرة برعاية مصرية ودعم دولي والأمم المتحدة .والاهم من كل ذلك ان الشارع الليبي مل المعاناة ونفد صبره من الفوضى وعبث الساسة. اضافة الى ذلك المجتمع الدولي وعبر الامم المتحدة مصمم على بلوغ الانتخابات وإنهاء الفوضى الحاصلة. كل الذي سبق مجتمعا يعطي المؤشر على نجاح الانتخابات وإمكانية تسجيل اقبال كبير من الناخبين عكس الانتخابات الفارطة.

ازمة المهاجرين
بعيدا عن الشأن السياسي وما آل اليه المخاض الراهن وفي اطار قلق وانشغال المجتمع الدولي بأزمة الهجرة والواقع الذي يعيشه آلاف من المهاجرين داخل ليبيا، عرض المسؤول الاول عن الشركة الامنية الامريكية الشهيرة «بلاك ووتر» على الرئيس الامريكي الذي تربطه به علاقة قوية امكانية دخول الشركة الى ليبيا لمحاربة الهجرة غير الشرعية.
ويرى ملاحظون بان طلب «بلاك ووتر» ذات الشهرة وطلبها دخول ليبيا في طريقه للتنفيذ لكن العائق هو الانتهاكات الفظيعة التي قامت بها في العراق، وللتقليص من تداعيات ذلك ربما لجأت «بلاك ووتر» الى ايجاد شراكة وضم مجموعات مسلحة موالية لحكومة الوفاق غرب البلاد وجنوبها والتعاون مع قوات حفتر في المناطق التي تسيطر عليها تلك القوات وتتكفل «بلاك ووتر» بحماية مراكز الاحتجاز للمهاجرين في ليبيا.

وفي سياق محاربة الهجرة دوما التقى عميد بلدية زوارة في تونس بسفيرة فرنسا في طرابلس المقيمة بتونس مؤقتا ،وطلب عميد بلدية زوارة من فرنسا دعم زوارة للتصدي للهجرة نظرا لموقعها الاستراتيجي. حيث ان الدعم الدولي كله حاليا يذهب الى طرابلس ومصراتة والزاوية وان زوارة وأجهزتها المختصة تعمل بإمكانيات ذاتية متواضعة، ورغم ذلك حققت نجاحات على طريق وقف مغادرة المهاجرين انطلاقا من سواحلها الطويلة وقد انتظرت طويلا دعما لم يأت مما دفع بعميد زوارة الى تقديم طلب الدعم من سفيرة فرنسا لدى ليبيا .

المشاركة في هذا المقال