لبنان على صفيح ساخن: ميشال عون يتهم السعودية بـ«احتجاز» الحريري ووساطة فرنسية لضمان عودته

اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون امس الأربعاء، في موقف تصعيدي لافت، السعودية باحتجاز رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، رغم تكرار الأخير أنه بخير وينوي العودة قريباً الى بيروت من دون تحديد موعد ثابت.في الوقت نفسه، بدأت فرنسا تحركاً دبلوماسياً لتوضيح الملابسات المحيطة باستقالة الحريري ومسألة وجوده في الرياض. وأعلنت وزارة

الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية جان إيف لودريان سيلتقي الحريري خلال زيارة له الى السّعودية بدأها امس الاربعاء.
وقدّم الحريري استقالته بشكل مفاجئ من رئاسة الحكومة في الرابع من الشّهر الحالي من الرياض. ومنذ ذاك الحين، يتم التداول بشائعات وسيناريوهات متعددة حول وجوده في “الإقامة الجبرية” أو توقيفه، ما دفع أطرافاً خارجية الى التعبير عن قلقها.وقال عون في سلسلة تغريدات نشرها حساب الرئاسة على موقع تويتر الأربعاء “لا شيء يبرر عدم عودة الرئيس الحريري بعد ، وعليه نعتبره محتجزاً وموقوفاً، ما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الإنسان’’.

تباين في التّصريحات
وبعد أقل من ساعة على صدور موقف عون، جدد الحريري التأكيد في تغريدة على تويتر أنه بخير وسيعود قريباً. وكتب باللغة العامية «بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع ان شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا».
ولم تمنع لقاءات عدة أجراها الحريري في السعودية التساؤلات حول حرية حركته. وعمت التساؤلات والشائعات الشارع اللبناني حول مصيره، واتهم حزب الله السعودية بكتابة نص الاستقالة وبـ”إجباره” عليها.
وجدد عون أمس الأربعاء التّأكيد بأنّه «لا يمكن البتّ باستقالة قدمت من الخارج» مضيفاً «فليعد الى لبنان لتقديم استقالته أو للرجوع عنها أو لبحث أسبابها وسبل معالجتها».وأضاف «لا يمكننا اطالة الانتظار وخسارة الوقت، اذ لا يمكن إيقاف شؤون الدولة».

مخاوف وتأثيرات متوقعة
وأثارت استقالة الحريري الخشية من تأجيج التوتر السياسي في البلاد ومن انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي الهش أصلاً.
إلا أن عون طمأن اللبنانيين امس الأربعاء قائلا “لا تخافوا، لا اقتصادياً ولا مالياً ولا أمنياً، البلد آمن والسوق المالية تعمل كما يجب، والوحدة الوطنية صمام الأمان”.
وشكل الحريري حكومته قبل عام بموجب تسوية سياسية أتت بعون، أبرز حلفاء حزب الله، رئيساً للجمهورية بعد عامين ونصف عام من الفراغ الرئاسي. وشهد لبنان منذ ذلك الحين هدوءاً سياسياً نسبياً.وعلى رغم الانقسامات السياسية العميقة في لبنان ازاء ملفات عديدة، لكنه بدا لافتاً تمسك كافة الفرقاء بوجوب عودة الحريري الى لبنان.

محاولات فرنسية للوساطة
وكثّفت فرنسا خلال الأيام الأخيرة مبادراتها لضمان عودة الحريري الى لبنان.ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الحريري خلال زيارة الى السعودية بدأها امس الأربعاء الرئيس الحريري وفق ما أفاد مصدر قريب من لودريان.
وقال المصدر إن لودريان سيجري محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ان يلتقي الحريري اليوم الخميس مبدئياً، موضحاً في الوقت ذاته أن الموعد “قابل للتعديل” اذ انه مرتبط بـ”متى يعتزم الحريري مغادرة السعودية” للعودة الى لبنان.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جدد، خلال استقباله وزير الخارجية اللبناني الثلاثاء في باريس، “التعبير عن أمله في أن يتمكّن سعد الحريري من العودة الى لبنان كما اعلن”.وقام ماكرون في التاسع من الشهر الحالي بزيارة خاطفة الى الرياض التقى خلالها ولي العهد السعودي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115