للحديث بقية: لبنان ... و«عاصفة» الحزم السعودي

يأتي اعلان الرئيس اللبناني ميشال عون امس بان رئيس الوزراء سعد الحريري محتجز وموقوف ليؤكد – بما لا يدع مجالا للشك – بان الرياض اقدمت على سابقة في عالم الديبلوماسية والاعراف السياسية وذلك باحتجاز رئيس حكومة بلد شقيق.

الرئيس اللبناني اكد ايضا في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي امس بان «لا شيء يبرر عدم عودة الرئيس الحريري بعد مضي 12 يوماً. وعليه نعتبره محتجزا وموقوفا، ما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الانسان».
والمعلوم ان الرئيس اللبناني سبق ان ارسل وزير خارجيته جبران باسيل الى باريس من اجل الضغط باتجاه معرفة مصير الحريري ..وقد عبر قصر الاليزيه عن امله في ان يتمكن سعد الحريري من العودة الى لبنان ...

فهناك مساع لبنانية على مختلف القنوات الدبلوماسية وغيرها من اجل الكشف عن ملابسات استقالة الحريري وما رافقها من غموض...وتأتي في هذا السياق ايضا الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الكنيسة المارونية اللبنانية واستقبله خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان . ويرتبط توقيتها بشكل قوي بالسجال الدائر في لبنان حول مصير الحريري..

ولئن جاءت هذه الاستقالة على خلفية التصعيد الحاصل بين ايران والسعودية وصراعهما على النفوذ في المنطقة ، الا ان قيام الرياض باحتجاز رئيس حكومة لبنان – بحسب تأكيدات الرئيس اللبناني نفسه – من شأنها ان تثير اكثر من نقطة استفهام حول سياسات الملك السعودي وولي عهده الجديد خاصة ان تبعاتها ولدت العديد من الازمات والحروب ، ويبدو ان الازمة الجديدة مع لبنان ليست الا احدى محطات « عاصفة الحزم» السعودية التي لا يعرف احد الى اين ستؤول..سواء في اليمن ولبنان وغيرها ...

المطلع على واقع الحياة السياسية اللبنانية -بماضيها وحاضرها -يدرك بان تركيبة هذا البلد الطائفية سهلت عملية ولاء او ارتباط سياسييه بقوى الخارج ...من هنا كانت السعودية تاريخيا راعية «للطائفة السنية» ..ودخلت ايران على الخط كراعية للطائفة الشيعية ...

ويبدو ان سياسات الحريري ودخوله في حكومة وحدة مع «حزب الله» ارق مضاجع حاكم الرياض ..وهناك انباء يتم تداولها في بلد الارز -طيلة الايام الماضية- عن سعي سعودي لدعم صعود الاخ الاكبر لسعد الحريري بهاء الدين الحريري ...وكان رد تيار المستقبل وقياديه حاسما وجاء على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قال «لسنا قطيعا يمكن نقل ملكيته من شخص إلى آخر».

سعد الحريري اكد عبر «تويتر» ان عودته قريبة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ..كيف ستكون تأثيرات « الصدمة» التي اطلقها من الرياض سواء على اللبنانيين بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم السياسية، اوعلى ابناء حزبه « تيار المستقبل» وحلفائه في قوى 14 آذار..وهل سيستطيع الحفاظ على رصيده الشعبي خاصة ان استقالته من الخارج اساءت كثيرا لصورة هذا البلد ..وبدا فيها لبنان برمته – وليس فقط رئيس حكومته -رهينة لدى سياسات حاكم الرياض ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115