باختصاص مجلس النواب باختيار المجلس الرئاسي المكون من رئيس ونائبين. وأشار موسى فرج بأن هذا المقترح منحاز لصالح البرلمان. ويفيد في ذات الاطار بان لجنته سوف تناقش المقترح و ترد عليه قبيل انطلاق جلسته اليوم الاربعاء بين لجنتي الاعلى للدولة و مجلس النواب التي تحتضنها العاصمة المصرية.
و كانت بعثة الامم المتحدة للدعم لدى ليبيا اعلنت نقل الحوار من تونس الى جمهورية مصر العربية بعد أن سجّل حوار تونس بعض التقدم والتفاهمات لكن دون بلوغ التوافق المطلوب، وهي المرة الاولى التي يقبل فيها الاعلى للدولة الذهاب الى القاهرة ضمن مفاوضات رسمية ورفيعة المستوى .
حيث كان ممثلو تيار الإسلام السّياسي الى وقت قريب يتّهمون مصر بالانحياز لسلطات طبرق على حساب سلطات طرابلس، غير ان القاهرة نفت ذلك الاتهام وأكدت وقوفها على مسافة واحدة من كل الاطراف ،وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بتأكيده أنه لا يدعم حفتر على حساب السراج ، وان القاهرة ملتزمة بمساعدة الفرقاء في ليبيا على حل ازمتهم .
سياسة يترجمها قرار انشاء لجنة مصرية للازمة الليبية و عقد اللجنة المعنية لسلسلة من الاجتماعات مع الاطراف الليبية خاصة العسكرية الرامية لتوحيد الجيش ودفع المصالحة الوطنية والتي نجحت في جمع ضباط مصراته وضباط الكرامة وقطع اشواط هامة على طريق توحيد الجيش الليبي. وتحرص مصر على توظيف تلك النجاحات حتى تنعكس ايجابيا على التسوية السياسية وتنفيذ خارطة طريق الأمم المتحدة .
ويرى متابعون لمسار التسوية السياسية أن مجرد عودة الفرقاء لطاولة التفاوض هو نجاح لغسان سلامة الذي تمكن من تجاوز تعثر وإنتكاسة جلسات تونس، اذ أن انتكاسة مفاوضات تونس كانت تهدد بنسف المبادرة الأممية برمتها لكن بفضل الحكمة و خبرة غسان سلامة و التزام الهدوء أمكن تجاوز تداعيات تعثر الحوار. رئيس المجلس الرئاسي استغل فترة ما قبل عودة الحوار لدعم نفوذه وسلطته على الأرض فهو اليوم يسيطر على ورشفانة وتمكن من تأمين الطريق الساحلي من طرابلس إلى معبر رأس الجدير، وكسب دعم عمداء البلديات في مختلف أقاليم ليبيا . توسع نفوذ السراج استفز سلطات إقليم برقة، مما دفع بالقائد العام للجيش ورئيس الحكومة المؤقتة لإصدار قرارات جديدة بالقبض على كل متعاون مع حكومة السراج من عمداء بلديات وغيرهم الشيء الذي أثار غضب عمداء بلديات برقة معللين تواصلهم بطرابلس بعدم استجابة حكومة طبرق لمطالبهم .
مواقف متباينة
ويجمع المراقبون على أن موقف السراج هو الان أقوى مما كان عليه في السابق، والسؤال المطروح هل ينعكس ذلك على مخرجات جلسات القاهرة؟ وإلى متى يتواصل تعنت سلطات طبرق وعدم إذعانها لإرادة الأمم المتحدة ؟
الواضح بان الأمم المتحدة و دول الجوار والإقليم كلهم عزم على انجاز شيء ما قبل حلول موعد 17 ديسمبر القادم وإقرار تعديل الاتفاق السياسي. و من هنا تأتي أهمية جلسات الحوار بالقاهرة وبالتالي فان مجلس النواب سوف يظهر مرونة اكبر من ذي قبل، والأعلى للدولة سوف يوافق على مقترح غسان سلامة القاضي بإعطاء البرلمان اختصاص اختيار المجلس الرئاسي .
ومن مؤشرات نجاح حوار مصر الذي سينطلق اليوم الأربعاء ما كشفت عنه تسريبات من داخل المجلسين – الأعلى والبرلمان – حول الاتفاق على إبقاء المادة الثامنة كما هي وإحالة اختصاص القائد الأعلى للجيش إلى الرئاسي مجتمعا .