الكاتب والمحلّل السياسي الليبي عبيد أحمد الرقيق لـ«المغرب» «توحيد الجيش الليبي سيسحب البساط من السياسيين ويجبرهم على التوافق»

قال الكاتب والمحلّل السياسي الليبي عبيد احمد الرقيق لـ«المغرب» انّ المحادثات الاخيرة التي احتضنتها مصر بين ممثلي الجيش وممثلي حكومة الوفاق تمثل خطوة هامة نحو تحقيق التوافق خاصة وانه تمّ خلالها الاتفاق حول توحيد مؤسسة الجيش، مضيفا انّ المرحلة الراهنة في ليبيا تحتاج المزيد من الجهود لحل الازمة وتجاوز العقبات.

• ماهي قراءتكم للمحادثات التي أجريت في القاهرة بين ممثلين عن الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر وممثلين عن حكومة الوفاق، ومامدى صحة توصلهم الى اتفاق يقضي بتوحيد الجيش الليبي؟
نعم اتفقوا على توحيد الجيش والآن في طور اعداد الخطط والإجراءات التنفيذية لفحوى الاتفاق حيث سيتم الاعلان عن ذلك تفصيلا بعدها . اعتقد ان الظروف مواتية جدا لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية خاصة وان اغلب الضباط والمراتب لايزالون يرتبطون بهذه المؤسسة اداريا وماليا.

• ماهي أبعاد هذه الخطوة على الواقع السياسي والأمني في ليبيا ؟
ابعاد هذه الخطوة ستكون مؤثرة وفاعلة على الوضع الامني من حيث امكانية فرض عودة السيطرة الامنية على البلد وخاصة في المدن والمناطق التي تعاني الان من انفلات امني كبير يسمح بانتشار مظاهر الجريمة من قتل وخطف وحرابة..
فالشعب الليبي يتوق لقوّة العسكر وسيكون مرحبا بها وداعما لها في هذا الاتّجاه بقوة...اما على الوضع السياسي فسيكون التأثير كبيرا وواضحا اذ سيسحب توحد الجيش البساط من السياسيين ويجبرهم على التوافق او ينهي اثرهم.

• برأيكم الن تُجهض العراقيل المعتادة مثل هذا التوافق؟
بالتأكيد هناك من يحاول اجهاض هذه الخطوات ويعمل على عرقلتها خارجيا او داخليا..لكني اعتقد ان ارادة العسكريين الشرفاء مدعومين بالتفاف الشعب حولهم سيوفر لهم سبل التغلب على التحديات وتحقيق النجاح .

• هل سيكون توحيد الجيش بادرة نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا ؟
نعم بالتأكيد لو يتحد الجيش سيحدث التوافق تلقائيا لان الاطراف السياسية تتكئ على اجنحة عسكرية وفي هذه الحال سيكون مصير الجناح العسكري غير المندمج الاستهداف من الجيش الموحد وهذا مايخشاه كثيرون .

• بعيدا عن الاتفاق ماتعليقكم على ماشهدته درنة مؤخرا ومن هو الطرف المسؤول عن القصف برأيكم ؟
جرائم قصف الابرياء في معركة محاربة الارهاب قديمة ومستمرة منذ ان شرع الامريكان في ذلك في افغانستان قبل حوالي ربع قرن من الان...ودائما كنا نسمع عن قتل الابرياء وخاصة في مواكب الافراح والتعازي وبعض التجمعات...جريمة درنة في نفس الاطار ولن تكون الاخيرة طالما هناك حرب مستمرة على الارهاب...التحقيقات قد تكشف عن الفاعل وقد لا تكشف في ظل غياب الشفافية ...ولهذا اعتقد ان هذه الجريمة ستضاف لمجموعة الجرائم الاخرى وما اكثرها في ليبيا مثل قصف نساء وأطفال المشاشية في منتجع نينا الاستشفائي العام الماضي بتاريخ 20 - -9 2016 والتي راح ضحيتها 6 نساء وطفلة .

• الم تخلق احداث درنة الاخيرة حساسية بين الجيش وحكومة الوفاق ؟
الحساسية موجودة اصلا قبل هذه الجريمة والاحداث المشابهة كما ذكرت لك وقعت في الشرق والغرب...لن يتأثر التوافق الاخير بهذه الحساسيات فالمسارات متوازية وكل طرف لديه ما يشتكي في هذا الامر لكثرة الاحداث المشابهة بالخصوص...لا احد يمكن ان يزايد فالجميع في الحال سواء..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115