ترامب وإستراتيجية المواجهة: حراك دبلوماسي أمريكي لضرب النّفوذ الإيراني في الشّرق الأوسط

تستمر ادارة البيت الابيض بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جهودها لمواجهة الدور الايراني في الشرق الاوسط ، بدءا بإستراتيجيّة ترامب الاخيرة حول الاتفاق النووي المثير للجدل وحديثه عن امكانية الغائه ، وصولا الى الجولة التي سيجريها وزير الخزانة الامريكي ستيفن منوتشين الى الشرق الاوسط الاسبوع المقبل للبحث في ملفي ايران وتمويل الارهاب وفق ما اعلن مكتبه.

وتمتد زيارة منوتشين من 25 الى 30 اكتوبر، ويزور خلالها السعودية و»اسرائيل» ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر.وتتهم ادارة ترامب ايران بـ«زعزعة الاستقرار ‘’ في المنطقة وتؤيدها كل من المملكة العربية السعودية و«اسرائيل» والإمارات في ذلك ن في حين بدات قطر تتخذ موقفا متقاربا اكثر مع طهران خصوصا بعد الازمة الخليجية بين الدوحة من جهة والسعودية وحلفائـها من جهة اخرى.
ويرى مراقبون ان السياسة الامريكية تجاه ايران بدأت منذ تولي ترامب الحكم في اتخاذ منحى جديد قائم على المواجهة والهجوم سواء من خلال حرب التصريحات التي يشنّها ساكن البيت الابيض الجديد او من خلال سعيه للانسحاب من الاتفاق الغربي الايراني حول برنامجها النووي رغم الرفض الغربي واسع النطاق.
كما يؤكد متابعون ان ازمة دول الخليج في حد ذاتها لا تشكل هاجسا للادارة البيضاوية على عكس ايران التي تعد اولوية الاولويات بالنسبة لترامب الذي يحشد دبلوماسييه لمواجهة طهران بشكل مباشر عبر الاتفاق النووي او من خلال ادواته في المنطقة وبالتحديد استهداف النفوذ الايراني في العراق وسوريا واليمن وغيرها .

حراك دبلوماسي أمريكي
بالإضافة لذلك يؤدي وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون بداية من اليوم الاحد جولة خليجية لحل الازمة بين الدول المعنية وأيضا لبحث النفوذ الايراني المتزايد الذي يؤرق امريكا وحلفاءها في الشرق الاوسط . ولئن يؤكد متابعون ان هذه الجولة لن تاتي بالجديد فيما يتعلق بالأزمة بين الرياض والدوحة ، تعوّل امريكا على هذه الجهود التي تبذلها في خلق منفذ للتحاور بين الاطراف المتصارعة كخطوة لضرب الدور الايراني وتحجيم نفوذ طهران المتزايد في منطقة الشرق الاوسطية.

ورغم ان ترامب لم يعبر صراحة عن انسحاب بلاده من الاتفاق خلال خطابه الذي اعلن فيه استراتجية بلاده تجاه طهران ،إلاّ أنّه اعتمد لهجة شديدة هدّد من خلالها طهران بالانسحاب في حال لم تلتزم طهران بالاتفاق، وهي تصريحات اثارت خشية دولية واقليمية واسعة لما يحمله ذلك من تداعيات جمة لما يحمله الملف من حساسية بالغة علما وان هذا التوافق جاء بعد 11 عاما من المفاوضات الشاقة بين الطرفين .

يشار إلى انّ العلاقات الامريكية الايرانية شهدت تعقيدا متزايدا منذ قيام طهران بتجربة صاروخية ناجحة في فيفري 2017 ، وهو ما اثار غضب الولايات المتحدة الامريكية وخلق توتّرا متصاعدا وحربا كلامية شرسة بين البلدين.
وكان هذا التصادم السريع بين ادارة ترامب الجديدة وإيران مؤشّرا واضحا على المشهد المُعتم الذي خيم على منطقة الشرق الاوسط وعلى واقع العلاقة بين ادارة ترامب وحكومة روحاني ، اذ يرى متابعون للشأن الدولي ان هذا الجفاء الايراني الامريكي سيكون ذا فائدة لعدة اطراف اقليمية على رأسها المملكة العربية السعودية التي بدأت في التقارب مع الادارة الامريكية الجديدة.

ومع اعتلاء الرئيس الامريكي الجديد سدة الحكم في امريكا وبالنظر الى فريق البيت الابيض الذي شكله بالإضافة الى تصريحاته المتتالية حول ايران وأهمها تصريحه المتكرر أن إدارة سلفه باراك أوباما ألقت طوق النجاة لطهران التي ‘’كانت على شفا الانهيار’’ .ويرى مراقبون انّ سياسة أمريكا تجاه إيران ستشهد تحولا وتصادما كبيرين خصوصا وان ترامب عين جنرالا امريكيا معروفا بعدائه وتخصصه في الشأن الايراني كوزير للدفاع وهي خطوة اظهرت الخطوط العريضة لإستراتيجية ترامب تجاه ايران.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115