ليبيا : بعثة الأمم المتّحدة تبحث توسيع قاعدة التفاوض بين الفرقاء الليبيين

يقوم المبعوث الاممي غسان سلامة بتقييم يومي لمسار المفاوضات وعندما يلاحظ ثغرات يتدارك تلك الهنات بإجراءات عاجلة من أجل التسريع بالحل السياسي لبلوغ الانتخابات العامة ورفع المعاناة عن الشعب الليبي ومن ضمن تلك الإجراءات العاجلة إعلان البعثة الأممية ، إضافة لجنة تفاوض جديدة مكونة من بعض أعضاء وفدي مجلس النواب والأعلى للدولة من

خارج لجنة الصياغة الموحدة الحالية التي تضم 16 عضوا مناصفة من المجلسين.

هذا الإجراء يعكس تصميم غسان سلامة وفريقه على انجاز خارطة الطريق الأممية بأسرع وقت وبالتوافق المنشود، في ظل هكذا جدية وحزم أجمع الملاحظون على أن مسار المفاوضات والحوار يؤشر لانفراج الأزمة وفق الجدول الزمني الذي حددته خارطة الطريق و لن يضطر المبعوث الاممي للجوء للبدائل الأخرى التي لوح بها مثل عقد المؤتمر الوطني الجامع و من المؤشرات الايجابية سرعة تفاعل الأعلى للدولة و استجابته لطلب لجنة البرلمان بتقديم مقترحاته مكتوبة حيث وصلت أمس ورقة مقترحات الأعلى للدولة مكتوبة إلى الأمم المتحدة و جاءت تلك المقترحات في 3 نقاط: اختيار رئيس الحكومة والمادة الثامنة من الأحكام الإضافية و المسار الدستوري.

فيما يتعلق باختيار رئيس الحكومة نص المقترح على أن يقوم الرئاسي بالاختيار، ويشكل المعني حكومته ويقدمها للرئاسي والذي بدوره يعرضها على البرلمان.أما المادة الثامنة فنص المقترح على كل ما يهم المؤسّسة العسكرية في حين اشترط الأعلى للدولة في مساحة المسار الدستوري نجاح هيئة صياغة الدستور الحالية في تمرير الدستور عل الاستفتاء الشعبي وإلا تمّ اعتماد دستور 63 المعدل بتعديل بعض المواد، الحقوق والحريات ومادة الحكم.

في أول ردود الافعال عن هذه المقترحات أشار الهادي الصغير عضو لجنة مجلس النواب بأن رئيس الحكومة ومثلما هو معمول به في كل الدول عليه أن يتحول وأعضاء حكومته المقترحة الى مقر البرلمان ويتشاور مع الاحزاب والكتل البرلمانية ويعرض برنامجه لا أن يتولّى الرئاسي عرض الحكومة على البرلمان أما فيما يتعلق بالمادة الثامنة والمؤسّسة العسكرية فذكر الصغير بأن ذلك خط أحمر ،وأردف الصغير ليس ذلك تمسكا من البرلمان بقيادات بعينها وانما تمسكا بالمؤسسة العسكرية سيما مع تواجد المليشيات المسلحة وسطوتها.

من جانب ثان اشتركت اصوات من داخل هيئة صياغة الدستور تدخل حوار تونس في شأن الدستور ،وذهبت أصوات أخرى من قانونيين الى اعتبار الحديث عن وجوب اجراء استفتاء شعبي على الدستور بالمغالطة باعتبار أن الهيئة التي وضعت مقترح الدستور هيئة منتخبة من الشعب. ورغم هذه الانتقادات الموجهة لمقترحات مجلس الدولة المقدمة أمس فقد قلل المتابعون لمسار الحوار من أهميته حيث أن الرأي السائد اليوم في تونس أين يدور التفاوض، وفي داخل ليبيا أين يترقب الجميع بلوغ التوافق النهائي الرأي الغالب هو سعي مشترك بين ممثلي المجلس بإنجاح الحوار وتجاوز الخلاف وتغليب مصلحة الوطن والدليل أن وفدي الحوار ينتقلون يوميا إلى مقر الجلسات بواسطة حافلة واحدة ويجلسون الى طاولة واحدة وتتواصل مشاوراتهم حتى خارج الجلسات الرسمية صورة ومشهد لم يعهده الليبيون من قبل.

تحول لم يأت صدفة أو من فراغ والفضل في ذلك للأطراف الليبية ذاتها التي قدرت حجم معاناة شعبها ووصول تلك الأطراف إلى قناعة بأن الحل بيدهم. الدافع الثاني هو إستراتيجية وتكتيك المبعوث الأممي الجديد ففي ظرف أشهر قليلة من تعيينه اكتسب سلامة تعاطي واحترام شرائح واسعة من الليبيين من نخب ومسؤولين سياسيين وعسكريين والشارع وهذا مجتمعا سوف يعبد طريق نجاح غسان سلامة لإنهاء الأزمة المؤقتة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115