بعد استعادة الجيش العراقي لـ«كركوك» تغير موازين القوى ودعوات للتحاور قبل تعمّق الخلافات

يشهد الوضع في مدينة كركوك العراقية تطورات متسارعة وذلك بعد ان استعادت قوات الجيش العراقي سيطرتها على المدينة بعد ان سيطرت عليها قوات البيشمركة بقيادة حكومة اقليم كردستان منذ سنة 2014 . هذه الخطوة التي اتخذها العراق جاءت ردا على استفتاء الانفصال الذي اجراه الاقليم الكردي دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد و في ظل رفض اقليمي ودولي حادين .

ولئن كانت الخطوة التي نفذتها قوات الجيش العراقي الاثنين متوقعة نتيجة تعنت اصحاب القرار في اقليم كردستان ورفضهم تجميد نتائج الاستفتاء ، يرى متابعون انّ الاخطر من الخطوة التي عادت بموجبها كركوك تحت لواء القيادة المركزية في العراق هي تداعيات هذه الخطوة وتأثيراتها على الطّرفين العراق من جهة واقليم كردستان من جهة اخرى . اذ بدأت ارهاصات هذه التطورات المتسارعة في الظهور تباعا بدءا بموجة نزوح بلغت 100 الف شخص خلال 24 ساعة خشية وقوع اضطرابات.وقال محافظ أربيل نوزاد هادي للصحفيين إن نحو 18 ألف أسرة انتقلت إلى مدينتي أربيل والسليمانية. وقال أحد مساعديه إن إجمالي من فروا يبلغ نحو 100 ألف.

تعمّق الخلافات
يشار الى ان استعادة كركوك خلفت ايضا موجة جدل وانقسام واسعة النطاق حول التّشكيلات المسلّحة الموجودة حاليّا في كركوك خاصّة الحشد الشّعبي المدعوم من إيران ، هذه النّقطة بالذّات خلّفت تباينا في الشّارع العراقي بين من يرى ان قوات الحشد الشّعبي لا تختلف من حيث تواجدها في كركوك عن تواجد قوات البيشمركة الكرديّة ، في حين اعتبرت جهات أخرى أنّ دخول الحشد مرحب به من جهة اخرى .

ومنذ ان استعاد الجيش العراقي كل المناطق التي سيطر عليها مقاتلو البشمركة الاكراد بعد عام 2014 وخصوصا في محافظة كركوك، تغيرت موازين القوى بين مختلف المجموعات المسلحة الموجودة هناك .

ويؤكد متابعون انّ استعادة القوات العراقية لهذه المدينة العراقية الاستراتيجية سيعمق الخلافات الداخلية الموجودة اساسا ، خاصة ان المدينة موجودة في المنطقة الشمالية للبلاد والتي يتهمها البعض بالسيطرة والهيمنة على موارد المنطقة وثرواتها النفطية وغيرها التي كانت بيد حكومة مسعود بارزاني في العراق .
هذه الخلافات التي نتجت وستنتج مستقبلا لن تقتصر على العلاقة بين حكومة العراق وحكومة الاقليم الكردي بل طالت ايضا المشهد الدّاخلي في إقليم كردستان العراق لتخلف دعوات طالبت برزاني بالاستقالة احتجاجا منهم على الاوضاع التي ال اليها الاقليم منذ اجراء استفتاء الـ 25 من سبتمبر المنقضي.

ولئن طرحت امس فرضية الحوار بهدف التوصل الى ارضية تفاهم بين الجانبين، الا ان تعنت البرزاني في البداية ورفضه التراجع سيؤثر على جهود حلحلة الازمة خاصة وان الرجل لم يتراجع رغم الضغط الاقتصادي الداخلي والاقليمي المتمثلة في اجراءات حادة فرضتها بغداد وانقرة على حد سواء.

يشار الى ان حكومة إقليم كردستان رحبت امس بدعوة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، إلى الحوار لحل الأزمة العالقة بين الجانبين بعد الاستفتاء.ونقل تلفزيون رووداو ومقره أربيل عن حكومة إقليم كردستان في شمال العراق قولها امس الخميس إنها ترحب بدعوة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، للحوار لحل الأزمة التي فجرها استفتاء الأكراد على الاستقلال.

وعقد مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان، امس الخميس، اجتماعا ترأسه نيجرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم، بحضور نائبه قوباد طالباني، في أربيل، حيث تم «التطرق لأحداث كركوك الأخيرة والوضع الحالي للمدينة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115