فيما لجنتا الحوار تباشران عملهما السبت المقبل في تونس مجلس النواب الليبي يوافق بتحفظ على تفاهمات لجنة الصياغة

بعد تأجيل لساعات أمكن لرئاسة مجلس النواب افتتاح جلسة الاثنين بحضور 113 نائبا عن المناطق الغربية والذين يدعمون السراج. بعد كلمة الافتتاح أخذ رئيس لجنة الحوار بالمجلس الكلمة مستعرضا تفاهمات تونس والمتعلقة بالنقاط الخلافية – تغيير الرئاسي، آلية الاختيار الصلاحيات، الضمانات، المادة الثامنة، الدستور، الانتخابات.

عبد السلام نصية رئيس اللجنة أشار إلى أن الاتفاق حاصل بين جميع الفرقاء على أن يكون الرئاسي بنائبين ورئيس بشرط وجود آلية تمنع رئيس الرئاسي من الانفراد بالقرار ،وبخصوص المادة الثامنة اقترحت لجنتا الحوار أن يتم تأجيل البت فيها الى ما بعد الانتخابات العامة. وللحيلولة دون تمديد السلطة التنفيذية لنفسها كما جدّ ذلك في السابق جاء في التفاهمات أن تمنح هيئة الدستور مهلة شهر واحد للإنتهاء من الاستفتاء وبالأحرى تشكيل لجنة قانونية من أجل تعديل دستور 63 المعدل واعتماده دستورا دائما للبلاد وتشمل التعديلات الحريات، حقوق الأقليات وغيرها من النقاط التي تفرضها التطوّرات.
الجدير بالإشارة إلى أن كتلة الوفاق الداعمة للسراج احتجت على عدم تمثيلها صلب لجنة الحوار ولجنة الصياغة كما طالبت بإبقاء فائز السرّاج على رأس المجلس الرئاسي.

ويرى متابعون لمسار الحوار بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قد حسم أمره في إقرار وفرض التسوية السياسية للازمة الليبية من خلال مبادرة الأمم المتحدة الحالية وهي بمثابة الفرصة الأخيرة للجميع بما فيهم مجلس النواب والرئاسي والأعلى للدولة وهو ما المح إليه المبعوث الاممي غسان سلامة بقوله إذا فشلت المبادرة ولم يتوافق الفرقاء فهناك خيارات أخرى سوف تذهب إليها الأمم المتحدة.

خفايا داخل الأمم المتحدة
صحيح أن الشعب الليبي طالت معاناته وأضحى مهددا بالمجاعة جراء انهيار أجهزة الدولة ودول الجوار استنزفت إمكانياتها، ودول أوروبا تواجه تحديات وتداعيات الفوضى التي تعرفها ليبيا، غير أن الأهم من كل ذلك مجتمعا هو ما كشفه العقيد المتقاعد من الجيش الأمريكي أنطوني شيفر والخبير في شؤون الإرهاب من أن إدارة ترامب أبلغت وزارة الدفاع أنه من ضمن خطتها، وبعد هزيمة داعش في العراق وسوريا وهروبه إلى ليبيا فان الإستراتيجية الأمريكية تعمل على إيجاد شريك في ليبيا لمحاربة التنظيم الإرهابي بأسرع ما يمكن من الوقت. وإن لم يكشف العقيد الأمريكي المتقاعد هوية الطرف والشخص المعني في ليبيا فان اغلب المراقبين يجمعون على أنّ هذا الطرف هو القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر والدلائل متعددة فقد سمحوا لقواته بالتوسع جنوبا وغربا وربما منحوه الضوء الأخضر بدخول طرابلس خلال قادم الأيام من الدلائل الأخرى ، تأكيد القوى الكبرى بأنه لا بد من إعطاء حفتر منصبا سياديا هاما ضمن المشهد المقبل.

ومن بين ما كشفه الضابط الأمريكي المتقاعد إن إدارة ترامب ودوما في سياق حربها على الإرهاب في ليبيا تشجع دول المنطقة على تكوين تحالف لمحاربة الإرهاب على غرار تحالف دول خليجية ودول تطل على البحر الأحمر . المحصلة الان أن المجتمع الدولي والقوى العظمى والولايات المتحدة لا يهمها كثيرا ضمان تواصل الوفاق الليبي إلى ما بعد تنفيذ خارطة الطريق الأممية بقدر ما يهمها توفر الظروف وأسس وشروط بدء تنفيذ خطتها لمحاربة «داعش» والإرهاب عموما. حيث أن المجتمع الدولي يدرك تماما بأن أي حكومة مركزية في ليبيا لن يكون بوسعها نيل القبول في مختلف أقاليم البلاد ،وإنما سوف تعول وتراهن على تحالف مع أطراف فاعلة في الإقليم الذي يرفضها ونعني بالإقليم الرافض برقة في الشرق الليبي والذي عانى من التهميش فترة القذافي .

تونس مرة أخرى
إلى ذلك أعلن المبعوث الاممي أمس عودة لجنتي مجلس النواب والأعلى للدولة لتونس م ن اجل مباشرة النقاش وإقرار خارطة الطريق.
وتزامن ذلك مع سيطرة الجيش على صبراتة ومدن غربية أخرى وتحليق لطيران الكرامة فوق رأس الجدير وزواره . وكشفت مصادر عسكرية تابعة لقوات حفتر بأن مسألة السيطرة على رأس جدير سوف لن تتعدى نهاية الأسبوع القادم و توقعت ذات المصادر أن يقع تسليم المعبر دون اقتتال وإنما بانسحاب المجموعات المسيطرة حاليا على المكان لتحل محلها الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المؤقتة و المتكونة من أبناء المناطق الغربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115