الحوار الليبي ينعقد في تونس من أجل التفاهم حول تعديلات الاتفاق السياسي

إحتضنت تونس أمس إجتماع لجنتي الحوار لكل من مجلس النواب و المجلس الأعلى للدولة و برئاسة كل من فرج موسى وعبد السلام نصية و إشراف رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى

ليبيا .

ومن اهم اهداف الاجتماع هو التباحث بشأن إقرار تعديلات على الإتفاق السياسي بناء على المادة 12 منه التي تنص على الذهاب لحوار بين الطرفين لتجاوز اية خلافات ، تسريعا بتنفيذ مخرجات حول الصخيرات المغربية. وتتعلق بالأساس بالقيادة العسكرية والأمنية والمؤسسات السيادية وتغيير المجلس الرئاسي، ولأجل ضمان نجاح إجتماع أمس شكلت بعثة الأمم المتحدة للدعم لجنة لصياغة التعديلات المتوقعة مرفوقة بالنصوص القانونية ويجري عرضها على وفدي الحوار لتقوم بدورها بدراستها ومناقشتها والإتفاق حولها ليتم ترحيل ما إتفق عليه إلى المؤتمر الوطني ليقرّها رسميا .

وتحاشيا لأي خلاف جديد عمدت بعثة الأمم المتحدة إلى ابعاد أكبر نقطة خلافية و المتعلقة بالمؤسسة العسكرية ، حيث انطلق منذ أيام حوار في الغرض بين فنيين عسكريين بمختلف أقاليم ليبيا في جمهورية مصر العربية و بإشراف رئيس لجنة الأزمة الليبية المصرية .

وتناقش المجتمعون في تونس حلحلة الأزمة الراهنة من ذلك إجتماع سفير هولندا لدى ليبيا مع رئيس وفد حوار مجلس النواب عبد السلام نصية . من جانبه كثف المبعوث الأممي من مشاوراته مع الأطراف الخارجية والمحلية لتهيئة ظروف نجاح خارطة الطريق التي أطلقها مؤخرا. فعلى المستوى الدولي غسان سلامة بات على قناعة بأن القضية الليبية هي قضية أوروبية بإمتياز خاصة ان أوروبا تقف الآن أمام مخاطر و تداعيات تواصل الفوضى وعدم إستقرار ليبيا.

لذلك يعمل المبعوث الأممي على توحيد سياسة أوروبا تجاه ليبيا مع منح دور أساسي لإيطاليا ،غير أن تمشيا كهذا مازال بعيد المنال بسبب إصرار فرنسا على لعب دور ضمن التنافس الإيطالي الفرنسي.

تجاوزت إيطاليا خلافها مع سلطات طبرق بعد التواصل مع مجلس النواب وبرمجة زيارة للمشير خليفة حفتر لروما إنطلقت أمس. وكانت العلاقة بين إيطاليا و إقليم برقة توترت بسبب إرسال إيطاليا بوارج حربية إلى طرابلس ومصراتة بطلب من السراج. وتسعى روما حاليا لتوقيع إتفاق مع حفتر ليتكفل بموجبه الأخير بوقف الهجرة غير الشرعية في إتجاه سواحل إيطاليا غير أن العائق هو المبلغ المالي الذي طلبه حفتر بـ 20 مليار دولار حسب التقارير المتداولة . و تدرك إيطاليا بأن توقيع هكذا إتفاق مع برقة وقوات حفتر المسيطرة على 85 من ليبيا سوف يضمن وقف الزحف البشري سيما بعد إبرام روما صفقة مع أكبر ميليشيا وهي «الدباشي» في صبراتة غرب طرابلس . معطيات تصب كلها في تعزيز حظوظ غسان سلامة في إنجاح مبادرته.

مفتاح و كلمة سر النجاح
يجمع المتابعون على أن المبعوث الأممي الجديد لم يكشف جميع أوراقه بعد وأولى الورقات هي فكرة المؤتمر الوطني الجامع ، الورقة الثانية هي إعطاء صلاحيات واسعة للمؤتمر الوطني الذي يذكرنا بمؤتمر الشعب العام زمن القذافي، صلاحيات كلها مسحوبة من مجلس النواب ، إختيار رئيس الحكومة وإختيار مسؤولي المؤسسات السيادية و إقرار تعديلات الإتفاق السياسي خطوات إتخذها غسان سلامة تطلبت جرأة كبيرة ما كان لغيره أن يتخذها و نتحدث عن صلاحيات المؤتمر الوطني والقدرة على مواجهة رئاسة مجلس النواب . مع أن بعض التسريبات في الشأن تؤكد بأن رئيس مجلس النواب في طريقه للرئاسي ليكون أحد رؤوسه الثلاثة القادمة . ويدرك المبعوث الأممي بأن مجلس النواب يعاني الانقسامات ومقاطعة نوابه و بالتالي لا يمكن الرهان عليه لذلك كان البديل هو المؤتمر الوطني .

أن الأغلبية الساحقة من الليبيين ملّت الفوضى و لم يعد لديها الصبر لترك السياسيين يمارسون عبثهم لذلك ساند تقريبا كل الأطراف مبادرة الأمم المتحدة من اجل إجراء إنتخابات على أمل أن تنفرج معها أزمة الليبيين و معاناتهم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115