رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يستقبل المشير خليفة حفتر في أول زيارة رسمية له إلى تونس الأزمة الليبية والبحث عن مخرجات الحل

• حفتر : الارهاب سينتهي قريبا في ليبيا
وصل المشير خليفة حفتر امس الى تونس في اول زيارة رسمية له افتتحها بلقاء رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي . وتأتي بعد سلسلة زيارات خارجية قام بها المشير ولعل اهمها موسكو ، الإمارات، عمان، القاهرة وباريس .

وبالرغم من ان هذه الزيارة تأخرت كثيرا وكان من المفترض ان تتم قبل هذا التوقيت لاعتبارات تهم الجانبين التونسي والليبي، الا ان حدوثها يمثل خطوة هامة من اجل التقريب بين وجهات النظر بين الاطراف الليبية الفاعلة وبين السلطات التونسية، وذلك من اجل المساهمة في بلورة تسوية فعلية للازمة الليبية تضع البلاد على سكة الامان والاستقرار وتريح دول الجوار ..
والمعلوم ان تونس تلعب دورا محوريا في المشهد الليبي لاعتبارات الجغرافيا والجوار والتاريخ ..اذ تحملت طوال الاعوام الماضية العب ء الاكبر جراء انفلات الوضع في بلد المختار عبر استقبال موجات النزوح الكبيرة..وسبق ان تقدمت تونس الى جانب مصر والجزائر بمبادرة ثلاثية من اجل الوصول الى حل سلمي في الازمة الليبية بعيدا عن لغة السلاح وذلك عبر وضع مقترحات تكميلية لاتفاق الصخيرات ..

وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية فان لقاء حفتر بالرئيس قائد السبسي تمحور حول الجهود التونسية المبذولة من أجل التقريب بن الفرقاء الليبيين وتشجيعهم على الحوار والتفاهم لإيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة في ليبيا.
وذكّر رئيس الجمهورية بالعلاقات التاريخية العريقة التي تجمع تونس وليبيا وبعمق الروابط ووشائج القربى بين الشعبين الشقيقين مؤكدا على ترابط المصالح بين البلدين في شتى المجالات ومشددا على أنّ الاستقرار في ليبيا شرط أساسي لاستقرار تونس، داعيا مختلف الأطراف الليبية إلى ضرورة تجاوز خلافاتها عبر الحوار والمصالحة والانصراف إلى بناء الدولة وتركيز مؤسساتها بما يعود بالخير والمنفعة على الليبيين ويعزّز مقومات الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة بأكملها.

دعم تونس
وأكد قائد السبسي على حرص تونس على عدم التدخل في الشأن الداخلي لليبيا ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف ودعوتها المستمرة إلى ضمان وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها. كما جدّد تأكيده على ثوابت الموقف التونسي من الأزمة الليبية وتطرّق إلى مرتكزات وأهداف المبادرة التي أطلقتها تونس .وشدّد على أنّ حلّ الأزمة الليبية يبقى بيد الليبيين أنفسهم، موضحا أنّ دور تونس ودول الجوار يقتصر على تسهيل الحوار وتشجيعه بين كافة مكونات الشعب الليبي وفي إطار من التعاون والتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة القائمة والبدء في ترتيبات العملية السياسية.
من جانبه، شدد المُشير خليفة حفتر على اهمية تونس ووقوفها المستمر مع الشعب الليبي ومساندتها له في هذه الظروف الدقيقة ولاسيما في مقاومة الإرهاب وصرح امس بعيد لقائه بالرئيس ان مجيئه الى تونس يمثل فرصة طيبة وان لقاءه مع الرئيس التونسي تمحور حول الاوضاع في ليبيا مشيرا الى ان بلاده تعرضت لهجمة خطيرة من قبل الارهابيين ولكن الجيش الليبي تصدى للمجموعات الارهابية . وأكد ان الارهاب سينتهي في ليبيا خلال الفترة القادمة بدعم كل المخلصين . وقال ان تونس من الدول الشقيقة والجارة التي وقفت دائما سياسيا بالرغم من الظروف التي تعيشها واضاف :”نعتقد اننا سمعنا من الرئيس كلاما طيبا وتتفق رؤيتنا مع رؤيته ، ان الزيارة قصيرة ولكن تونس غالية”.

خطوة في الاتجاه الصحيح
ويرى مراقبون ان زيارة حفتر جاءت في وقت يحدث فيه تغير نوعي لصالح الرجل من قبل دوائر صنع القرار العالمية ، مما يفسر تغير المواقف الدولية تجاهه . وقال عز الدين عقيل المحلل السياسي الليبي ان الزيارة كانت متوقعة منذ فترة ولكن كان هناك اعتقاد لدى الليبيين بان تونس قد تكون اقرب الى جماعة “فجر ليبيا” وان هذا المعطى او الاعتقاد هو الذي ساهم في تأخر هذه الزيارة. واضاف :” لكن حصل تحسن في هذا الموقف بسبب الجهود التونسية للانفتاح على جميع الاطراف وكنا نصحنا قيادة الجيش بضرورة الانفتاح على القيادة التونسية لأن الاسباب التي تدعو للزيارة اكثر بكثير من الاسباب التي تدفع الى اهمالها وبالتالي فان الزيارة خطوة طبيعية خاصة ان الوضع الليبي مندفع بجنوح نحو عدة مراكز وتموضعات سواء ما يجري في الامم المتحدة في نيويورك او ما يجري في باريس او في ابوظبي او القاهرة او الجزائر وما جرى في لندن قبل يومين” .
وعن امكانيات قرب التسوية اجاب:”واضح ان الزخم كبير وان هناك اصرار دولي واقليمي على وجوب الوصول الى حل لهذه الازمة . وزيارة حفتر الى تونس تأتي في هذا الاطار. وفي تصوري انها تأخرت جدا ولكن من المهم انها حصلت الان وسيلتقي خلاها الى جانب رئيس الجمهورية ، وزيري الخارجية والدفاع . “ وبين محدثنا ان المجتمع المدني الليبي ضغط بقوة خلال الفترة الماضية باتجاه اتمام هذه الزيارة باعتبار ان تونس مهمة وان موقفها التاريخي يقوم على الانفتاح على جميع الاطراف . وانه لا بد من احترام الخيارات الاستراتيجية لسياسات الدول..

استمرار التصعيد
ورغم مضي اكثر من شهرين على اتفاق باريس بين السراج وحفتر ، الا ان شيئا لم يتحقق على ارض الواقع فيما يتعلق بوقف اطلاق النار ، فلغة السلاح هي المسيطرة على المشهد الليبي .. وتزامنت الزيارة مع تصاعد موجة الاشتباكات العنيفة بين مجموعات مسلحة في صبراتة . وقال شاهد عيان من المدينة لـ “ المغرب “ عبر الهاتف انه من المتوقع ان يزداد الوضع سوءا مع انتشار القناصة على الشرفات وأسطح المنازل مبينا ان هناك حالات نزوح واسعة من المدينة باتجاه مدن الجوار .
وبدأت الاشتباكات منذ يوم الاحد صباحا بين مليشيا احمد الدباشي ووحدات تابعة لغرفة محاربة الدواعش التابعة للجيش الوطني ،وتفيد الانباء بان المناوشات اندلعت عندما قامت جماعة مسلحة تابعه لمليشيا الدباشي باستهداف دوريات تابعه للغرفة متمركزة في مواقع لها بالمدينة والتي قامت بالرد على هذه الاعتداءت فقتلت مسلحا... ونقلت قناة “ليبيا الأحرار” عن مدير مستشفى صبراتة التعليمي، هشام الفقي قوله إن المستشفى استقبل جثة قتيل واحد و7 جرحى جراء الاشتباكات التي تشهدها المدينة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115