الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبيد أحمد الرقيق لـ«المغرب» «اجتماع تونس المرتقب بين أطراف الأزمة سيحسم مصير الحوار الليبي الليبي»

• «مؤتمر لندن سيكون ضاغطا قويا وستتمخض عنه خطوات عملية كفيلة بتحريك الملف الليبي»

أكّد الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبيد احمد الرقيق في حوار لـ«المغرب» انّ الاجتماع المُزمع عقده في تونس هذا الشهر بين اطراف الازمة الليبية سيتقرّر خلاله مصير الحوار الليبي الليبي سواء سلبا أم ايجابا . وأشار الرقيق انّ اجتماع لندن الدولي الذي سينعقد اليوم سيكون حاسما معتبرا ان الأزمة الليبية قد بلغت مداها وتجاوزت نقطة اعلى المنحنى وهي الآن في طريق الانفراج.

• اولا لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد الليبي الراهن خاصة وان الخلافات تفاقمت بين اعضاء اللمجلس الرئاسي ذاته، وبين مختلف الاطراف الاخرى ايضا؟
المشهد الليبي الحالي فعلا مشوش كثيرا حيث الخلاف بدأ ظاهرا ومعلنا في كل الاجسام سواء في المجلس الرئاسي او مجلس النواب وهو ما يدل على عدم صلاحية هذه الاجسام وقدرتها على البقاء ويأتي هذا من عوامل ضاغطة اهمها نهاية مدة الاتفاق السياسي في 16 ديسمبر القادم والذي هو الآن مصدر شرعية كل هذه الاجسام.

• رغم ان قرب نهاية المدة القانونية للاتفاق السياسي اسهم في ظهور عدد من المبادرات إلا انها قوبلت بالرفض، برأيكم هل يكمن الحل في البحث عن سبل تجاوز مبدإ الخلاف الذي بات سمة بارزة للمشهد الليبي قبل الحديث عن حلول واقعية ؟
لتجاوز مبدأ الخلاف اولا لابد من حدوث حالة توافق بين وفدي مجلس النواب ومجلس الدولة المعينين للحوار واللذين التقيا اخيرا في برازافيل، واتفقا على جلسة قادمة لهما في تونس ففي هذه الجلسة سيتقرر مصير الحوار سلبا ام ايجابا واغلب الظن انه سيكون ايجابيا لان معطيات كثيرة ترجح ذلك وتدفع لحدوث حالة التوافق على التعديل المناسب للاتفاق الصخيرات الذي سيقبله الطرفان.

• اجتماع برازافيل في البداية ثم اجتماع تونس المرتقب وامس الاربعاء اجتماع لندن ، كل هذه الاجتماعات ماهي ابعادها وتداعياتها على المشهد الليبي خاصة وانه رغم كثرة الاجتماعات لم يطرأ اي تقدم يذكر على مسار الازمة ؟
للأسف فعلا كثرت الاجتماعات والمحصلة معدومة لكن اعتقد ان القضية الليبية تنضج تدريجيا بالوقت لانه كلما طال الوقت احست الاطراف بضرورة البحث عن حلول فالوقت عامل ضاغط في اتجاه الانفراج بحكم عوامل كثيرة ابرزها تأثير استمرار الازمة على الجميع...وفي هذا السياق تشكل الاجتماعات المتتالية حالة من التسلسل المنطقي للنضج وتدفع في اتجاه الحلحلة فاجتماع برازافيل مثلا اوجد حالة من الاتفاق التام بين الاطراف المندمجة من خارج الليبيين المتمثلة في الامم المتحدة والدول الاقليمية ذات التأثير في الملف الليبي، وهذا بدوره سيجعل من مؤتمر لندن ضاغطا قويا على الاطراف الليبية للوصول الى توافق ...اعتقد ان اهم ما يبرز الآن هو وحدة الموقف الأممي وعدم وجود خلافات بين الدّول المُندمجة في الشأن اللّيبي وهذا ما لم يكن متوفرا في السابق وانطلاقا من هذا الإجماع أتوقّع ان يتمخض عن مؤتمر لندن خطوات عملية كفيلة بتحريك الملف الليبي في الاتجاه الايجابي

• ألا ترون أنّ المشكل في الازمة الليبية بات يتمثل في التزام الاطراف المعنية لا في التوافق المُضمن في اتفاقات ؟
نعم وهو كذلك والأطراف الليبية بالرغم من عدم التزامها بما هو مكتوب في السابق إلاّ انه وللحقيقة لم يكن هناك اتفاق حقيقي بينها في الواقع بل حدثت لملمة ها نحن نعاني نتائجها حتى الآن ...لكن في هذه المرة قد يختلف الأمر حيث أن وفدي الحوار اختيرا بعناية أكثر وبتمثيل اشمل والمتغير هو الاتفاق الدولي حيال الموضوع فقد كان هذا غائبا في السابق

• هل يعني ذلك أن الازمة بدأت تقترب من الحل؟
اعتقد ذلك وقد يكون مفاجئا للكثير ان يحصل توافق ليبي بعد كل هذه السنين...اعتقد ان الأزمة الليبية قد بلغت مداها وتجاوزت نقطة اعلى المنحنى وهي الآن في طريق الانفراج.
ما ينقص دعم الملف الليبي الآن في نظري هو إمكانية ادخال انصار النظام السابق كطرف ثالث في الحوار ولديهم جسم موجود على الارض في ليبيا ومعترف به وهو ما يسمى «مؤتمر القبائل والمدن» لو ادخل وفدا عنه في الحوار الجديد يكون دافعا عمليا على سرعة الانفراج وللعلم يتواجد الان وفد كبير منهم في برازافيل على هامش المؤتمر السابق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115