الأزمة الخليجية والتعقيدات المستمرة الكويت تؤكد التوصّل إلى حلّ.. الدول المقاطعة تنفي .. وواشنطن تقترح الوساطة

نفت الدول العربية المقاطعة لقطر أمس الجمعة تصريحات أمير الكويت الذي يقوم بدور وسيط في أزمة الخليج، والتي تحدث فيها عن تحقيق تقدم في الازمة غير المسبوقة بين قطر والدول الاربع. ويأتي البيان الصادر عن الدول المقاطعة ليؤكد وجود شكوك حول سبل حل الازمة مع قطر علما وان محاولات عدة للوساطة باءت في وقت سابق بالفشل ومنها الوساطة الكويتية.

وجاءت التصريحات الكويتية حول استعداد قطر للقبول بالمطالب ال13 للدول المقاطعة عقب لقاء جمع بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والأمير الكويتي صباح الأحمد الصباح في البيت الابيض .واثر التصريحات علقت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر على التصريحات التي أدلى بها أمير الكويت نافية تحقيق تقدم في مسار الازمة.
وعللت الدول المقاطعة نفيها بشكوكها حول مدى التزام قطر بموقفها وإمكانية موافقتها على المطالب التي تم تقديمها سابقا لتجاوز الخلافات فيما بينها، وكررت ان «الحوار حول تنفيذ المطالب يجب ألا يسبقه أي شروط».

كما عبرت الدول الاربع عن الاسف إزاء «ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري»، مشددة على ان «الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحا بأي حال» ،وردّت الكويت على بيان الدول الأربع متفادية التطرق إلى تصريحات أمير الكويت في البيت الأبيض وإنما لتذكر بأنها سعت منذ بداية الأزمة إلى تشجيع الحوار.ويرى متابعون ان هذا التضارب في التصريحات بين الدول الخليجية سيزيد من الفجوة فيما بينها مع العلم ان الوساطة التي تبنتها الكويت في بادئ الازمة باءت بالفشل نتيجة تمسك الطرفين بمطالبهما .

تعثر مستمر
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في 5 جوان علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية متهمة الدوحة بدعم مجموعات «إرهابية» ودعم ايران عدوة الدول الخليجية الاولى المتهمة هي ايضا بدعم «الفتن» والتدخل في شؤون هذه الدول وفق اتهامات رسمية سواء سعودية او اماراتية وتتهم هذه الدول قطر بدعم الجماعات الاسلامية وفروعها ودعمها لإيران وإسرائيل ايضا. ففي بداية الحملة علقت الدول الخليجية مشاركة الدوحة في التحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن، متّهمة الدوحة بدعم ايران للتدخل في شؤون دول الخليج وعلى رأسهم الحوثيين في صنعاء.

ولتخفيف وطأة القيود المفروضة على الدوحة قدمت الدول المقاطعة وثيقة تتكون من 13 بندا ، إلاّ انّ تسريبات إعلامية أكّدت ان الرد القطري الذي قدمه امس الاول وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تضمن تصعيدا قطريّا حادّا ، ممّا يفتح الباب واسعا أمام سيناريوهات مفتوحة قد تشهدها المرحلة المُقبلة وكيف سيكون شكل العلاقة بين قطر والدول الخليجية .

ويأتي هذا التضارب في التصريحات بين الدول المعنية ليزيد في تاكيد ان ارهاصات الازمة الخليجية مستمرة في الظهور تباعا .ورغم ان الازمة الخليجية القطرية الحالية ليست الاولى في تاريخ دول الخليج إلاّ انها الاعمق من حيث تبعاتها والمواقف التي أعقبتها، وهو ما اثر بشكل كبير على العلاقات بين الدوحة والدول المقاطعة وايضا الدول التي تدعم الطرفين.

وساطة امريكية
هذا وتؤكد تقارير اعلامية وجود جهود دولية كبيرة تبذل من قبل القوى الكبرى على غرار امريكا وفرنسا لحلحلة الازمة المتنامية.وتقريب وجهات النظر بين اطراف الخلاف. وتأتي الجهود الامريكية الفرنسية لتنضاف الى الجهود الكويتية التي تبذلها الدولة الخليجية للوساطة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة اخرى.
ولعل المقترح الذي قدمه دونالد ترامب امس الاول برعاية واشنطن وساطة بين قطر وباقي الدول المقاطعة لها ، سيحمل معه مستجدات اكثر وضوحا في مسار الازمة التي مافتئت تشهد تعقيدات متزايدة منذ اندلاعها في الـ5 من جوان المنقضي. اذ لعبت الولايات المتحدة الامريكية دورا كبيرا سبق تفجر الازمة من خلال القمة العربية الاسلامية التي انعقدت قبل ايام قليلة من مقاطعة دول الخليج لقطر ، وايضا موقفها الداعم في البداية للعربية السعودية الذي تغير الى موقف محايد بعد دعوة البيت الابيض الى ضرورة تبني لغة الحوار لحلحلة الازمة بين الدول الخليجية . هذا التضارب في الموقف الامريكي انتهى به الحال الى تقديم ترامب مقترحا بالوساطة لحل هذه الازمة التي انهكت المنطقة العربية وفرضت عزلة وحصارا اقتصاديا على الدوحة.

واثر الاجتماع بين ترامب وامير الكويت قال البيت الأبيض امس الجمعة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد لأمير قطر أهمية الوحدة لمحاربة الإرهاب، وذلك بعد أن عرض أمس الوساطة لحل الخلاف بين الدوحة ودول عربية أخرى.
وبحسب بيان للبيت الأبيض، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي أمس مع أمير قطر تميم بن حمد، على ضرورة تنفيذ الدوحة التزامات قمة الرياض للحفاظ على الوحدة وهزيمة الإرهاب في الوقت نفسه، ووقف تمويل للجماعات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف. وقال البيت الأبيض، إنهما بحثا أيضا استمرار التهديد الذي تمثله إيران على استقرار المنطقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115