للحديث بقية من هنا مرّ «الدواعش»

ثلاثة كيلومترات تفصل الجيش السوري عن آخر جيب يحاصره تنظيم داعش الارهابي في مدينة دير الزور، وذلك بالتزامن مع المعركة التي يقودها الجيش العراقي لتحرير ما تبقى من اراض يسيطر عليها هذا التنظيم الارهابي ..

وتأتي هذه التطورات لتؤكد على دنو نهاية التنظيم المتطرف الذي ملأ الدنيا رعبا وقتلا ودماء باسم الاسلام ..وها هو يكاد يصبح مجرد كابوس و ذكرى سيئة مرت من دير الزور والرقة والموصل وعرسال وغيرها من المناطق التي احتلها...اذ يكشف تحقيق اخير لوكالة الانباء الالمانية كيف تحولت مدينة ادلب السورية الى نموذج جديد لأفغانستان تحت حكم طالبان حيث ترفرف الرايات السوداء بأنحاء المحافظة التي يسكنها ما يقدر بمليوني شخص . وقد اجبر بعض الدروز على التحول الى المذهب السني للإسلام في خضم سيطرة ما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام» على المهام والوظائف الحكومية الأساسية.

«الحياة باتت الآن تشبه للغاية الحياة فى أفغانستان تحت حكم طالبان». ..هذا ما قاله أحد السكان المحليين لوكالة الانباء الالمانية طالبا عدم الكشف عن هويته وذلك مع فرض الجماعات المتطرفة قواعد صارمة على المأكل والملبس. فالسكان هناك بين خيارين احلاهما مر، فإما التحول الى نازحين ولاجئين على حدود دول الجوار او البقاء في منازلهم لحماية اراضيهم ومساكنهم من السرقات وبطش داعش واخواتها ، مع ما يتطلبه ذلك من تعرضهم لكل انواع العنف المسلط من قبل هذه الجماعات الارهابية المريضة ...

لقد اراد هؤلاء اشاعة نفس الفكر في «دولتهم» المزعومة التي ارادوا اقامتها في المناطق التي احتلوها في سوريا والعراق ، ولكن انهيارات داعش المتوالية ، اسقطت كل الاجندات والسيناريوهات وذلك مع اسقاط الجيوش الوطنية تلك الرايات السوداء في المناطق التي تحررت على يد الجيشين السوري والعراقي ..
ولعل مشهد قافلات الدواعش وهي تغادر جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية قبل اسبوع وهي تجر اذيال الخيبة ، يمثل احد اهم اشكال الهزائم التي المت بمتطرفي هذا التنظيم .

ان كل هذه المستجدات تنبئ بنهاية هذا التنظيم الارهابي ، لكن الخطر ما زال قائما ما دام فكر هؤلاء ما زال معششا في عقول الكثير من الشباب الذي تم تجنيده ..هذا ما اكده المدير العام للأمن العام اللبناني في تصريح له امس مرجحاً أن تشهد المرحلة المقبلة «نوعا جديدا من المواجهة..محذرا من خطر الذئاب المنفردة التي قد تنفذ عمليات ارهابية عبر الدهس والقتل في شوارع العالم ..

انها معركة واحدة لا يمكن النصر فيها الا بتوفر ارادة مشتركة لدحر الارهاب..وتبقى المعركة الاصعب والاهم تكمن في كيفية طرد هذا الفكر الاسود من عقول الاجيال الشابة والناشئة ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115