«ركاب» المهرجانات: نجح مهرجان الحمامات وللشباب الحالـم فرصة للنجاح ...

أسدل الستار على المهرجانات الصيفية، وشهر أوت يوشك على الرحيل حاملا معه عبق العطلة الصيفية والمهرجانات والتظاهرات، من بنزرت الى تونس وسوسة

ونابل وقليبية لكل جهة مهرجان او تظاهرة تكون فرصة للمتعة والاستمتاع بالعطلة.

يرحل أوت محملا بذكريات «الخلاعة» و «الزهو والطرب»، يرحل ومعه تقييم للمهرجانات الكبرى والصغرى، فما الذي بقي في الذاكرة من هذه المهرجانات؟ ربما نجاح الفنانين الشباب ففي كل التظاهرات اثبت الفنان التونسي انه صاحب مشروع وانه مؤمن بالحلم ومتشبث بامل النجاح متى سنحت الفرصة.

مهرجان الحمامات الدولي الانجح جماهيريا وفنيا
نجح مهرجان الحمامات الدولي في شد انتباه الجمهور والاعلاميين واثبت قدرة الادارة الشابة على التفوق وكسب الرهانات، مهرجان الحمامات قدم الى جمهوره فقرات متعددة اكتسحت الفضاء الخارجي من خلال عروض outdoor عروض ذهبت الى المتفرج حيث يوجد، عروض قدمت الموسيقى والمسرح امام برج الحمامات، هناك استمتع الحضور والمصطافون بحكايات الصحراء عير عروض «عروق الرمل» لحافظ زليط، وعانقوا سحر الجبل وصموده من خلال «وقت الجبال تغني « لعدنان الهلالي واستمتعوا بجنون موسيقى غولة وثورة نغمات حيدر حمدي، قبالة البحر توفرت المتعة مجانا، عروض متكاملة من حيث القيمة الفنية المقدمة.

ولأطفال الحمامات نصيبهم من المهرجان ضمن فعاليات الـ festwave التقى اطفال الارياف مع عروض للكميون الثقافي، اطفال سيدي الجديدي و المزيرع والمنشر و العدالة استمتعوا بعروض «الماريونات» و الكلون وكل مايدخل الى نفس الطفل البهجة والفرحة.

مهرجان الحمامات اشع على مهرجان قربة وقدم له مجموعة من العروض، للاطفال الحالمين قدمت عروض popit على الكرنيش اما الكبار فاستمتعوا بفوندو بن عيسى وقيثارة ياسر الجرادي وعرض ولد الجلابة لرشدي بلقاسمي.

أما داخل فضاء مركز الحمامات فكل الاركان تحولت الى فضاءات للعروض، اينما وليت وجهك ناداك الفن داعيا اياك للرحيل مع الموسيقى والرقص وجل الفنون، داخل مركز الفنون بالحمامات عادت المجالس للنشاط في فضاء les marabout، ولقاءات فكرية وفلسفية مع شكري المبخوت وفريد زاهي وفتحي التريكي وحسن عباس وهشام بن عمار وفاضل الجعايبي، لقاءات عن المسرح والفلسفة ودور المثقف في الراهن، لقاءات اعادت للمجالس بريقها بعد انطفائها لسنوات.

الحديقة اصبحت ركحا وحاضنة لكل التلوينات الفنية، في الحديقة استمتع الجمهور بعرض «مقامات» عرض كانت سيدته الة الكمنجة، والتقى مع جسد عماد جمعي في عرض كان الجسد فيه مطية للنقاش واداة للتعبير، وفي الحديقة امتع محمود التركي جمهوره بعرضه dyslexie، عرض حضرت فيه انماط موسيقية جد متباينة، عرض بروح شبابية واداء جد مختلف.

نجح مهرجان الحمامات في كسب ثقة الجمهور لأنه قدم عروضا تلبي جل الأذواق، بميزانيته عمل على جلب انجح العروض واجملها، على ركح الحمامات قدم أنور براهم البومه للاول مرة، وايضا غنى الكينغ محمد منير بعد 15 عاما من الغياب على تونس، على ركح الحمامات حلقت هيام يونس بصوتها و حلم الجمهور مع الهام مدفعي واستمتعوا بنشيد الحرية مع صوت الحالمة لينا شاماميان، راقصوا الثورة والتمرد مع «تيناريواي» وغنوا للحرية مع كاليبسوا روز التي لا تكبر ابدا ورجوا المسرح برقصات دبكة فرقة 47صول التي تغني للشتات، واستنشقوا عبق الثورة مع «بيث هارت» فكيف لا ينجح مهرجان تمكن من جمع فنانين لهم جمهورهم ولهم رصيدهم الفني الكبير.

مهرجان الحمامات دعم الشباب من خلال انتاجه لعرض «حلفاوين شعبي» وعرض « حبوبة يغني، حبوبة يرقص»، في الحمامات كانت اغلب العروض حضرها جمهور غفير العدد، وربما عرض «بيث هارت» هو الاكثر من حيث حضور الجمهور، مهرجان الحمامات الدولي في دورته الثالثة والخمسين نجح في كسب ثقة الجمهور لانه قام على فقرات مختلفة وعروض تلبي جل الاذواق اذ حضر التونسي والجاز وموسيقى الثورة كل التلوينات اجمعت في مهرجان واحد.

الفنان التونسي لازال لديه للحلم بقية
كلما سنحت له الفرصة اثبت الفنان الشاب التونسي انه متميز وقادر على النجاح، امام جمهور الحمامات نجحت بديعة بوحريزي في افتكاك الاضواء من إلهام مدفعي والتي أثبت أنها تونسية حرة قادرة على التحليق بجمهورها في عالم الكلمة الثائرة والنغم المتمرد، في الحمامات ايضا نجح وجدي الرياحي في اثبات قدرته على صنع موسيقى مختلفة ونجح، ومحمود التركي ايضا فنان له طريقته المختلفة، نجح في تقديم تلوينات موسيقية متباينة تشد انتباه المشاهد، اما حيدر حمدي فكان جد قريبا من جمهوره خارج الاسوار وتجول صحبته وفي الاحياء الشعبية غنى وامتع جمهوره.

فنان تونسي اخر شاب حالم وطموح اكد انه مميز وله طريقة ساحرة في التلاعب بالموسيقى إنه عازف الايقاع محمد حاتم هميلة وعرض «شوق» الذي لم يقبل في الحمامات اثبت أنه عرض مميز بطريقة جد خاصة فقد أعاد حاتم هميلة توزيع اغان تونسية نستها الذاكرة الجماعية قدمها بايقاعات جديدة وحية ليقنع جمهوره في سوسة والجم ويؤكد ان «شوق» هو شوق متجدد الى الحلم.

روضة بن عبد الله نجحت في مهرجان الزهراء، غنت وكانت رائعة، كذلك لبنى نعمان اثبت انها فنانة تستحق الاحترام والتقدير، نجحت في الحمامات وقصر هلال وسوسة وكلما غنت أثبت قدرة التونسي على الابداع وولادة نغم يعبر عن حلم ازلي بالنجاح والمقاومة، هم اختاروا الفن لا «العرابن» لازالوا متمسكين بحلم النجاح رغم صعوبة الطريق التي يعتبرونها طريق الصدق زمن «العرابن» و«السطوحات».

عرض «عروق» عرض الموسم
فنان يقيم بين تونس وايطاليا، حلم بالنجاح وبمشروع تونسي افريقي مغاربي صحراوي عالمي، جميعها تلوينات لن تجدها الا في عرض «عروق» لبدر الدين الدريدي، عرض هو في الاصل مشروع ولد بفكرة مشتركة بين بدر الدين الدريدي ومحمد الخشناوي عازف الباطري، كبرت الفكرة ومعها الحلم ليولد عرض اسمه «عروق»، عروق العودة الى الاصل، عروق الموطن والوطن الصغير في فكر شاب تونسي طموح جمع حوله ثلة من اجمل العازفين وهم وجدي الرياحي وأحمد ليتيم ووسيم بن رحومة وعماد فلفول ومحمد الخشناوي وجوهر تبر و الصحبي مصطفى جميعهم تشاركوا في الحلم ونجحوا، عروق شارك في مهرجان الزهراء ومهرجان سليانة ولكنه يستحق اكبر المهرجانات عرض فيه استحضار لتونس بطريقة مميزة، مع تجديد في اللحن والكلمة.

حسان الدوس الاكثر احتراما لعروضه وجمهوره
صوته الاوبرالي ساحر، فهو فنان اختار ان يكون مختلفا منذ البداية، الفنان حسان الدوس كنزه صوت اوبرالي جعله يشارك أوبرا فيانا الحفل ويكرم بافاروتي، حسان الدوس غنى في الحمامات ودقة وبنزرت وقرمبالية فنان صادق مع جمهوره وعرضه، العرض كما تشاهده في الحمامات تشاهده في دقة وقرمبالية فنان ملتزم مع جمهوره ولا يتعلل ب «ماعناش فلوس، والميزانية ضعيفة» بل يقدم العرض كاملا دون نقصان زاده صدق مع ذاته ومع جمهوره، فنان بدا ينحت مسيرة فنية جد مختلفة اساسها اللحن والكلمة التونسية مع غناء اوبرالي.

التعددية الثقافية الصوفية المحلية
لسنوات طويلة احتكرت «حضرة» الفاضل الجزيري المشهد الفني الصوفي، ولكن عرض الزيارة تمكن من 2013 من كسر هذا الاحتكار وميزة هذا العام ظهور عروض صوفية محلية تقدم تراث جهات معينة فمن حضرة لسياد في قفصة وهو عرض يقدم الحضرة القفصية باغانيها وخصوصيات الجهة الى ناس المقام ببنزت عرض هو الاخر بنزرتي الانتاج والتقديم الى عرض «المدحة» الذي قدم في مهرجان قرطاج ويقدم حضرة رجال القيروان والساحل، تعددية وتنوع ثقافي يكشف ثراء التراث الصوفي للجمهورية التونسيبة واختلاف الاغاني والاناشيد من جهة الى اخرى.

الزيارة الأنجح فنيا وجماهيريا
عرض ليس ككل العروض، عرض بعبق تونس ورائحة العود والند والوشق والداد، عرض متجدد دائما وكلما حضرته في مكان ما الا واختلف عنك، عرض الزيارة للفنان سامي اللجمي يواصل اكتساح الساحة والمشهد الثقافي التونسي، لسنوات والزيارة تقدم امام شبابيك مغلقة، عرض لفنان ذكي يعشق التجديد فعرض قرطاج يختلف عن عرض قابس وعرض قابس يختلف عن عرض بنزرت او دقة او نابل، الزيارة حققت الرقم القياسي بثلاثة عروض هذه الصائفة في قرطاج امام شبابيك مغلقة، عرض صوفي يقدم تراث الساحل بات انموذجا يقتدى بعه في كل العروض الصوفية واصبح رمزا للنجاح والتميز.

العبدلي الاكثر انتقادا وجمهورا
لطفي العبدلي كلما صعد على الركح نال نصيبه من النقد والانتقاد والشتم والسباب، فنان جمع بين معادلتين جد مختلفتين فهو الاكثر انتقادا وفي الان ذاته الانجح جماهيريا، كل عروض العبدلي تقدم بشبابيك مغلقة لحدّ اضطرار بعض المهرجانات الى برمجة عرض ثان لإرضاء الجمهور.

بعيدا عن مدن حضارات الوزير للاماكن التاريخية سحرها
لسنوات تصالحت العروض الفنية مع الفضاءات الاثرية والحضارية، للعام الثالث يثبت متحف سوسة انه فضاء للحلم والجمال، هناك بين احضان التاريخ وبين عبق وأمجاد حضر موت يقدم المتحف لزواره كل عام باقة من اجود العروض.

من سوسة الى دقة ولقاء مع مهرجان دقة في فضاء جد ساحر فضاء رغم بعده عن مناطق العمران، له جمهوره وله رواده هناك بعيدا عن برنامج مدن الحضارات الوليد يستمتع الجمهور في دقة بسحر المكان وجمالية التلوينات الفنية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115