نواف خليل مدير المركز الكردي للدراسات لـ «المغرب»: باتت أكثر من 60 % من الرقة محررة من داعش الارهابي

قال نواف خليل مدير المركز الكردي للدراسات ان «داعش» الارهابي اقترب من نهايته موضحا ان قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف كردي عربي- قد تمكنت من دحر التنظيم الارهابي من عديد المناطق . واوضح محدثنا ان تحديات ما بعد «داعش» الارهابي تكمن في اعادة الاعمار وتقديم الدعم النفسي للذين عاشوا تحت الاحتلال الداعشي وصولا الى عودة المهجرين.

مبينا ان الفضاء الالكتروني ساهم، في نشر الجرثومة القاتلة المغذية لفكر داعش». وفيما يتعلق بالاستفتاء على الانفصال قال انه لن يؤثر على اوضاع الاكراد في تركيا وايران وسوريا لان نتائجه غير ملزمة.

• اين وصلت عمليات قوات سوريا الديمقراطية ضد «داعش» الارهابي ما هي المناطق التي تم تحريرها ؟
المناطق المحررة باتت كبيرة وكثيرة بدءا من تل براك وتل كوجر، جبل عبد العزيز، مبروكة، سلوك، مرورة بتل ابيض ومنبج، ووصولا الى الطبقة التي يقع فيها سد الفرات الاستراتيجي. وألان باتت اكثـر من 60 % من عاصمة «الخلافة» الاجرامية للدواعش، اي الرقة، محررة.

• هل هناك خلاف اليوم حول المناطق المحررة بينكم وبين قوات النظام؟
لا شك ان النظام لا يسره ولا يريحه تطور العلاقات بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي المناهض للإرهاب، لان النظام اراد، ويريد، ان يكون هو الجهة الوحيدة التي تحارب «داعش». ولهذا هناك محاولات دائمة من قبل النظام وحلفائه لعرقلة العمليات التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية وبقية التحالف الدولي، ومن ضمن هذه العرقلة التشويه الإعلامي ومحاولة التقليل من نوعية إنتصارات قوات سوريا الديمقراطية في وجه مرتزقة «داعش» .

• هل توضحون لنا التقارب بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة، وما هي محدداته وما مستقبل هذا التقارب او التحالف؟
اعتقد إنه من الاهمية بمكان توضيح ان الولايات المتحدة مولت وسلحت ودربت العديد من الجماعات المسلحة ضمن «المعارضة السورية»، لكن النتيجة كانت كارثية، لان الذين تم تدريبهم اما تخلوا عن سلاحهم، سواء من خلال تسليمه لجماعات مثل «جبهة النصرة» (فرع القاعدة في بلاد الشام)، أو باعوا تلك الاسلحة وفروا من ساحات المعارك. كل ذلك دفع أمريكا إلى التوقف عن دعم مثل هذه الفصائل، وقطع العلاقات معها. ومؤخرا تم قطع التمويل عن غرفة عمليات «موك» التي تمثل فصائل الجبهة الجنوبية في سوريا. لكن في نفس الوقت تم زيادة المساعدات العسكرية  (منها اسلحة ثقيلة) لقوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب، من خلال قرار وقعه الرئيس دونالد ترامب نفسه. قوات سوريا الديمقراطية بلغ عدد مقاتليها اكثر من 50 الف من الرجال والنساء، وهي عبارة عن تحالف مكون من الكرد والعرب والتركمان والسريان « المسيحيين . وهذه القوات قامت على محددات واضحة المعالم تتمثل في محاربة الارهاب الداعشي وغيره من الجماعات الارهابية، ولهذا من الواضح ان التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية يتجهان الآن نحو مزيد من ترسيخ العلاقة والتعاون العسكري الوثيق.

• كيف تنظرون الى الاستفتاء على الانفصال في الجوار العراقي وكيف سيؤثر على اوضاع الاكراد في المنطقة؟
الاستفتاء قضية خاصة بالشعب الكردي في كردستان العراق، والمسالة من حيث المبدأ حق مشروع نتيجته غير ملزمة كما صرح القائمون عليه، ولهذا لا اعتقد ان نتيجة الاستفتاء ستؤثر بصورة دراماتيكية على اوضاع الشعب الكردي في اجزاء كردستان الاخرى، واقصد هنا تركيا وايران وسوريا .

• ماذا تقولون بشأن المعارضة الاقليمية لهذا الاستفتاء والمخاوف من اي انقسام قد يستتبعه؟
هل على الكرد، مراعاة لمخاوف الآخرين، أن يبقوا قرنا آخرا تحت مختلف اشكال الظلم والاستبداد؟ ام ان على العالم ان يصدق تركيا الاردوغانية التي هجرّت 350 الف كردي وفق تقرير نادر صدر عن الامم المتحدة. كما زجت حكومة أردوغان بآلاف الناشطين الكرد في غياهب السجون منهم صلاح الدين دمرتاش وفيغن يوكسداغ الرئيسان المشتركان لحزب الشعوب الديمقراطية، اضافة الى فرض عزلة مشددة منذ عامين على القائد الكردي عبد الله اوجلان.

• كيف تنظرون الى الدور التركي في المنطقة ؟
دعني استعير من منظمة العفو الدولية ما قالته عن الرئيس التركي اردوغان من انه صاحب خطاب «سام»، واضيف خطاب الكراهية والاستعلاء والعنجهية القومية الممزوجة بالعثمانية الاسلاموية. هذه السياسة السامة والشريرة هي التي مكنت الآلاف أن يأتوا من 80 دولة للدخول الى سوريا. وكانت حكومة أردوغان هي من تشرف على إدخال هؤلاء إلى سوريا، وهو ما اقر به بعض مقاتلي»داعش»، وآخرهم تونسي من على شاشة قناة «الآن». تركيا تعادي كل ما هو كردي، ففي السابق كانت تسوق لخطاب انها «تحترم ارادة الاكراد لكنها تعادي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي»، لكن حينما طرح الحزب الديمقراطي الكردستاني، القريب لا بل الحليف لتركيا الاردوغانية، قضية الإستفتاء على حق تقرير المصير وإعلان الدولة الكردية، ظهرت اكثر للعيان حقيقة تركيا، حيث جاء الرفض قاطعا، وبدأ خطاب تهديدي باتجاه قادة الكرد في كردستان العراق.
تركيا الاردوغانية انتهى دورها بعد سقوط او اسقاط حكومة الاخوان في مصر، لكنها لا تزال تعاند حتى الوقائع على الارض. باختصار شديد جدا الدور التركي في سوريا والمنقطة دور مخرب وهو المسؤول عن سفك دماء الآلاف ونشر المذهبية والخراب والدمار.

• هل اقتربت نهاية داعش الارهابي بالنظر الى تقهقره في العراق وسوريا والحدود اللبنانية وما ابرز التحديات ما بعد داعش او هل انتم مستعدون لهذه المرحلة؟
أعتقد ان القضية المركزية لن تكون نهاية «داعش» وهي تقترب، لان قوات سوريا الديمقراطية باتت في قلب الرقة، التي بات اكثر من نصفها محررا، كما اوضحت سالفا. وانا على يقين ان «داعش» لن يكون له موطئ قدم على الاراضي السورية، لكن السؤال كيف يمكن العمل لازالة آثار «داعش» الذي انضم اليه مسلحون من 80 دولة من دول العالم، اضف لذلك الفضاء الالكتروني الذي ساهم، ولا يزال، في نشر الجرثومة القاتلة المغذية لفكر داعش»، لهذا هناك حاجة ماسة للوقوف بصرامة امام ما تحتويه المناهج الدراسية من كراهية وشرعنة للعنف، وما تبثه القنوات الاعلامية والهيئات الدينية المشكلة من رجال الدين الذين يروجون لأفكار شبيهة بما تدعو له «داعش» و»القاعدة» بشكل معلن واحيانا مستتر.
 في منطقة «روج آفا»، اي المنطقة الكردية، ليس هناك اي حاضنة لاي فكر ديني سواء سلفي او «داعشي»، فالغالبية مسلمة تمارس اسلامها الوسطي، ولا تحتاج لاي اي اسلام سياسي، ولم ولن تقبله، حيث اثبت الشعب في مناطقنا رفضه المطلق للدواعش واشباههم، وكانوا اول من تصدوا للمجموعات الجهادية مثل «النصرة»، و»غرباء الشام»، ولاحقا «داعش». 
التحديات تكمن في اعادة الاعمار وتقديم الدعم النفسي للذين عاشوا تحت الاحتلال الداعشي وصولا الى عودة المهجرين، من خلال الاسراع في اصلاح وتطوير البنية التحية خاصة في المناطق المتضررة .
باعتقادي هي معركتنا جميعا، فعلى سبيل المثال هناك تونسيون قاتلوا ويقاتلون مع «داعش»، وهناك من تم القاء القبض عليه. اقول ذلك كي تكون الصورة أوضح للقارى، فالكرد وحلفاؤهم يخوضون معركة العالم كله ضد هؤلاء المجرمين وفكرهم التدميري الإجرامي. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115