سوريا : مستقبل التسوية السياسية ..بعد تراجع داعش الإرهابي

تؤكد الأنباء القادمة من سوريا ان الجيش السوري يواصل تقدمه في البادية السورية حيث سيطر على أربعة حقول غاز..كما تمكن من السيطرة على حقول غاز في محافظة حمص .. وهذه المعركة هي من الاهمية بمكان بالنظر الى الموقع الاستراتيجي للبادية التي تمتد على مساحة 90 الف كلم مربع وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والاردنية. وقد سبق ان اتخذ منها

مقاتلو داعش طريقا رئيسيا للإمداد بالسلاح والذخائر.

يقول الجيش السوري انه يهدف الى استعادة محافظة دير الزور التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي منذ صيف 2014 عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا، فضلا عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية. في وقت صرح فيه مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا ان هناك تحولات قد تشهدها الازمة السورية في سبتمبر القادم. فهل سيكون شهر الحسم لهذا الزلزال المتفجر منذ سبعة اعوام ؟.

تفتت المعارضة
يقول الكاتب الكردي السوري زيد سفوك ان المشهد في سوريا واضح منذ بدايته لكن الدول التي وظفت لديها اشخاصا تحت اسم المعارضة ( الائتلاف ) شوشت كثيرا على الحقيقة من خلال فتح أبواب الاعلام والمنابر وضخ اموال طائلة . وفيما يخص معركة تحرير سوريا من داعش ، اعتبر ان المعركة طويلة رغم الضربات القاسية التي يتعرض لها هذا التنظيم من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي . ويعتبر محدثنا ان المشكلة الاساسية تكمن في نظام البعث وتركيا اللذين يحركان افراد التنظيم وفق مصالحهم وقال ان تركيا دخلت الى جرابلس دون مقاومة .
فيما يتعلق بتصريح دي مستورا حول قرب الحل أجاب :«لا اعتقد ان هناك بوادر حل سلمي ، فما يسمى بالمعارضة ( الائتلاف ) تفتت نهائيا بعد نشوب الصراع بين الرياض والدوحة الممولان الرئيسيان لجميع الفصائل ، وشاهدنا كيف ان اعضاء الائتلاف بدأوا بالعودة الى حضن البعث مجدداً مما يدل ان النظام عاد الى الواجهة بقوة ولا سيما انه بالأساس منصة الرياض وموسكو والقاهرة غالبيتهم ما زالوا اعضاء في الحزب الحاكم ويدعمون جميع مؤسسات الدولة التي يقودها النظام تحت ذريعة الحفاظ على أركان الدولة في حين ان سوريا ارضا وشعبا باتت مدمرة» .

التحالف الكردي الامريكي
فيما يخص بقاء القوات الامريكية ومدى استمرار تحالفها مع الاكراد قال :»هناك نقطة هامة يجب ان لا نجهلها الا وهي ان معظم القوات الامريكية المتواجدة على الارض يلزمها فقط طائرة واحدة لتغادر متى ما شاءت وهذا ما يجب ان يدركه الكرد جيدا ، اما مدة بقاء هذه القوات فتعتمد على معركة تلعفر التي تقودها امريكا ضد داعش فالهدف منها هو تأمين قواعدهم من الخلف المتواجدة في المناطق الكردية في سوريا وخاصة الموجودة في ( مدينة رميلان )» . واضاف :« الحشد الشعبي المدعوم ايرانيا قريب من داخل الحدود العراقية الموازية لسوريا والحدود التركية مفتوحة لدعم تنظيم داعش والنصرة، وسيناريو العراق يعود مجددا حين كانت تتم محاصرة قواعدهم الامر الذي ادى بهم الى مغادرة الساحة العراقية نهائيا وتركها لايران. وقال انه وفق هذه المعطيات فان سوريا سائرة الى المزيد من الدمار .

اما بشأن تباحث امريكا واسرائيل حول هذه الملفات فهذا ليس بجديد لان اسرائيل هي غرفة العمليات والمراقبة لإدارة الشرق الاوسط وهي من تعطي الاحداثيات للقوات الامريكية ، ومسألة إيران وحزب الله معقدة جدا حيث ان الاولى كانت تحكم العراق سياسيا من خلال العباءة الطائفية ( الشيعة ) وباتت الان تحكمها عسكريا من خلال عناصر الحشد الشعبي . واعتبر محدثنا ان ما يحدث ليس صراعا على النفط باعتبار ان التحكم بالنفط السوري برمته تحت السيطرة الامريكية الروسية على حد قوله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115