جاسم البديوي الكاتب المختص في الشأن الأمريكي والباحث بجامعة كاليفورنيا لـ«المغرب» «ليس من مصلحة أمريكا فتح جبهات قتال متعدّدة في الوقت الراهن»

• «رؤية وزارة الخارجية والبنتاغون لا تتطابق مع رؤية دونالد ترامب للأزمة مع كوريا الشمالية»

قال جاسم البديوي الكاتب المختصّ في الشأن الأمريكي لـ«المغرب» أنّ سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ازاء الازمة مع كوريا الشمالية وفنزويلا مختلفتان ، مضيفا ان السياسة المتبعة ضد بيونغ يانغ قد تصل الى التصعيد العسكري فيما ستبقى الازمة مع فنزويلا مجرد ضغوطات لإرباك السلطات .

وأضاف البديوي أنّ تصريحات الخارجية الامريكية والبنتاغون تضاربت مع تصريحات ترامب الذي دعا الى التصعيد العسكري في كوريا الشمالية في حين اكتفت الخارجية والدفاع بمناشدة الحلول السلمية وتجنب الصدام .

• ماهي قراءتكم للازمة الامريكية مع كل من كوريا الشمالية وفنزويلا؟
هناك نوعان من الازمات الاولى مع فنزويلا والثانية مع كوريا الشمالية ، فيما يتعلق بمسألة الأزمة مع فنزويلا أعتقد انه ليس هناك بوادر تصعيد عسكري، ولا حتى تهديدات من هذا النوع وليس هناك بوادر تدل على انه من الممكن السير نحو استخدام القوة . فما يحصل اليوم هو خطوات للضغط الدبلوماسي على فنزويلا لإخافتها وإرباكها لموضوع الديمقراطية وحقوق الانسان .
اما موضوع كوريا الشمالية فهو يختلف تماما لان الازمة تصعيدية. إلا انّ من يعرف طريقة عمل المؤسسة العسكرية في امريكا يدرك تماما ان جميع المؤشرات تجعلنا ندرك ان تصريحات ترامب تصريحات استعراضية هدفها الناخب الامريكي وتختلف عن الواقعية التي تتعامل معها المؤسسة السياسية والعسكرية الامريكية .

• رأينا تضاربا في التصريحات بين ادارة البيت الابيض ووزارتي الخارجيّة والدفاع ازاء الازمة مع كوريا الشمالية ، ماتعليقكم؟
الخارجية الامريكية تضاربت تصريحاتها تماما مع تصريحات ترامب فمثلا تصعيده حول كوريا كان في البداية يسير نحو التصعيد وتوجيه ضربة عسكرية، بينما نجد أن موقف وزارة الدفاع والخارجية كان ينشد السلمية وحل الامور بالتفاهم وتجنب الحرب ويدعو الى الحل السلمي اي انها تتجنب الصدام العسكري المباشر قدر الامكان .
اذن في هذا الصدد لاحظنا ان المؤسسة السياسية متمثلة في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع لا ترضخ ولا تنطبق رؤيتها مع رؤية الرئيس الامريكي دونالد ترامب حتى في موضوع الحظر الذي أقره ترامب على مجموعة من الدول الإسلامية، نلاحظ أنّ وزارة الدّفاع ووزارة الخارجية أثرت على القرار وعملت على اعادة قراءة وإعادة صياغة قانون الحظر لما يحمله من خطورة . اذن نجد أنفسنا إزاء علاقة جديدة او مظهر جديد من مظاهر السياسة والدبلوماسيّة في امريكا ،وهو ان الرئيس يتحدث في واد والمؤسّسة السّياسية تتحدث في واد اخر .
الرئيس له غاياته وأهدافه وهي غالبا ماتكون أهدافا الامريكي موجهة الى الداخل بينما المؤسّسة السياسيّة وأقصد بها وزارة الدفاع ووزارة الخارجية تشتغل بشكل آخر وهي تتّجه الى الخارج والعلاقات الخارجية ،وهو ماظهر جليا من خلال الخلافات والتصريحات التي تشير بوضوح الى هذه الاختلافات رغم انّ الادارة الأمريكية تحاول إظهارها في شكل تبادل اراء لايفسد للود قضية.
لكن في الواقع ان المشهد الامريكي يشهد طريقة جديدة في السياسة، وهي ان الرئيس لا يكون بالضرورة منضبطا او كيسا ازاء السياسة الخارجية الامريكية وسياسة المؤسسة العسكرية الامريكية وهو مايحصل اليوم بالضبط على الساحة الامريكية وتعامل الادارة البيضاوية مع الواقع الخارجي.

• برأيكم الى اين تسير سياسة ترامب الخارجية هل يتجه نحو التصعيد ام سيركن للحلول السلمية ؟
اعتقد ان الادارة الامريكية لها نوايا نحو التصعيد ، المؤسسة السياسية الان هي صدى لسياسة الجمهوريين في امريكا خاصة وان ان الجمهوريين معروفون بمواقفهم التي غالبا ماتكون حادة .لكن ليس من مصلحة أمريكا الان فتح جبهات قتال متعددة وفي هذا التوقيت الذي قد يكون غير مناسب للمزيد من الصراعات .

• هناك استطلاعات للرأي تؤكد تراجع شعبية ترامب وتنامي الحركات الاحتجاجية ضده ، هل يمكن ان تصل هذه الانتقادات لسياسة ترامب حد الاطاحة به؟
موضوع الاطاحة بدونالد ترامب بيد الجمهوريين في الكونغرس اذا ما احست الاغلبية ان ترامب اصبح خطرا على الحزب سوف تكون هناك صفقة بينهم وبين الديمقراطيين وبالتالي يمكن عزله ، لكن الى الان لا يوجد عاصفة قوية من شانها اسقاط ترامب لكن هناك تحقيقات تثبت تورط اقارب ترامب لا ترامب نفسه .
بالنتيجة اذا ماثبت تورطه في العلاقات المشبوهة مع روسيا يمكن ان تتم مساءلته ولم لا الاطاحة به ،الموضوع موكول للجمهوريين وهذا ممكن اذا ثبتت علاقة ترامب بملفات التنصت والتدخل الروسي في الانتخابات .

• ماذا بخصوص الاحتجاجات الاخيرة في فرجينيا والانتقادات الموجهة لموقف ترامب ؟
هناك موجة احتجاجات غاضبة عارمة في الولايات المتحدة الامريكية تندد بموقف ترامب من حادثة فيرجينيا ، وهناك اتهامات مباشرة لإدارة ترامب بتغذية التطرف العنصري ضد فئات كبيرة من المجتمع الامريكي .
ظهور ‹›العنصريين البيض›› او مايسمون ‹›النازيين البيض›› ينمي القلق في امريكا ، موقف الرئيس وصف بالموقف المشجع لظهور هذه الجماعات المتطرفة بل هناك من يتهم ادارة ترامب بتأجيج العنف وتغذيته ، مما خلف استياء ونقدا لموقف ترامب المنحاز للمتطرفين لأنه غذى التطرف والكراهية ويحاول تغيير القيم الامريكية .
لذلك هناك غضب واحتجاج في الشارع الامريكي ولكن هل تستطيع الاحتجاجات الاطاحة به فعلا ؟لا يمكن التنبؤ بذلك لكن من شانها ان تسهم في عدم قدرة ترامب على حسم موقفه مما يحصل، و قد يسهم ايضا في مزيد من الضغط على ترامب وعلى فرضية عزله . هناك نقاط عدة تجتمع منذ تولي ترامب السلطة وهي نقاط سلبية تتجمع ضده ربما قد تكلفه منصبه خصوصا اذا ما شعر الجمهوريون بخطر .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115