بعد تحرير الموصل وبالتوازي مع معركة الرقة : تحدّيات قُبيل انطلاق معركة تحرير «تلعفر» العراقية من قبضة «داعش» الإرهابي

تضاربت الانباء امس حول انطلاق عملية تحرير مدينة تلعفر العراقية من تنظيم داعش الارهابي ، فبعد ان اعلن قيادي عسكري كبير بدء العملية العسكرية، الا ان القوات العراقية سارعت الى النفي . ويولي متابعون اهمية بالغة لهذه المعركة خاصة وأنها تأتي بعد اسابيع قليلة على تحرير مدينة الموصل بشكل كامل من تنظيم «داعش» الارهابي وبالتوازي مع

معركة تحرير الرقة في سوريا .

وقال المتحدث باسم القوات العراقية يحيى رسول إن «العمليات لم تبدأ بعد نحن بانتظار اوامر القائد العام لإعلان الساعة الصفر»، مضيفا ان «القطعات العسكرية تجري التحضيرات وهناك ضربات استنزافية وتجريدية لقدرات عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف» مقراته ومواقعه.
وتزيد معركة تلعفر من الضغط العسكري الدولي المفروض على تنظيم ‘’داعش» الارهابي والحرب ضد التنظيمات المتطرفة بهدف طردها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها والحد من تغول نفوذها . ويرى متابعون ان شن حرب من جبهات متعددة على «داعش» الارهابي وفي عدة دول في نفس التوقيت هي خطة استراتيجية ناجحة لإضعاف التنظيم وسلبه قدراته على التحرك بحرية رغم التقارير الدولية الصادرة التي اكدت ان التنظيم لم يفقد القدرة على التحرك وفق تقرير دولي نشر اثر دراسة تمت في الأربعة أشهر الاولى من عام 2017.

معركة الرقة وتلعفر
ورغم ذلك تستمر الجهود الدولية المبذولة على جبهات متعددة للقضاء على «داعش» وتحرير المدن والقرى التي يسيطر عليها سواء في سوريا او العراق او غيرها من الدول. لذلك يرى متابعون ان معركة الموصل في البداية والان معركة تلعفر ومعركة الرقة ايضا كلها معارك لها رابط جيواستراتيجي فيما بينها ولها ايضا تأثيرات كبيرة على قدرة التنظيم ونفوذه علما وان تحرير الموصل كان بمثابة الضربة القاصمة للتنظيم . مع العلم ان وسائل الاعلام اكدت ان التنظيم الارهابي وبعد خسارته المعركة في الموصل ، نقل ما يطلق عليه تسمية مقر الخلافة إلى مدينة تلعفر لتُصبح معقل التنظيم المؤقت ، وهو مايجعل معركة تلعفر لاتقلّ أهمية عن معركة الموصل ضد داعش.
يشار الى ان مدينة تلعفر تتبع اداريا الى محافظة نينوى، ويقدر عدد سكانها بنحو 205,000 نسمة (2014)، تضم أغلبية من التركمان الشيعة، وتبعد عن مدينة الموصل بحوالي 70 كم، وعن جنوب الحدود التركية بحوالي 38 ميلاً وعن الحدود السورية بحوالي 60 كم.

انقسام حول عملية تلعفر
ويُرجع مُراقبون أسباب تغلغل تنظيم «داعش» الارهابي في العراق إلى انهيار المؤسسة العسكريّة عقب انسحاب القوّات الأمريكيّة وانتشار الفوضى الأمنية والسياسية في البلاد استغلته الأطراف الإقليمية والدولية (تركيا وإيران بالأساس) لخلق موطئ قدم لها في العراق ، عبر الارتباط بالأطراف المحلية الفاعلة(الأكراد ، الميلشيات الشيعية) وتقديم الدعم لها خدمة لمصالحها وتوسيعا لنفوذها .

معركة الموصل في البداية ضمّت أطرافا محلية وأخرى خارجية ممّا أدّى إلى تشابك الأدوار فيها وتضارب الاستراتيجيات أيضا ، كما واجهت هذه المعركة الحاسمة انتقادات أيضا تعلقت أساسا بتوقيتها خصوصا وانّ معركة الفلوجة لم يتم حسمها بشكل نهائي وفق تقارير إعلامية . هذه الانتقادات التي رافقت معركة الموصل ترافق الان معركة الرقة ومعركة تلعفر ايضا باعتبار الاهمية الجغرافية والسياسية التي تحملهما ، الا انها كمعركة الموصل تشهد انقساما سياسيا حادا ازاءها بالتحديد حول الاطراف المشاركة فيها . اذ تؤكد قوات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية مشاركتها في العملية العسكرية رغم معارضة ورفض قوى سياسية عراقية لهذه المشاركة، ورغم التأكيدات الرسمية بأن أي دور للميليشيات سيكون محدودا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115