Print this page

في لقاء وزير الخارجية خميس الجهيناوي بالمبعوث الأممي غسان سلامة : دعوة الى تسريع العملية السياسية وإرساء مؤسسات ثابتة ومستقرة في ليبيا

تطرّق وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي خلال لقاء جمعه امس بالممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة الى المحاور الكبرى للمبادرة التونسية حول ليبيا مؤكدا مساندة بلادنا لكل المساعي والجهود الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين

وجمعهم حول طاولة الحوار وفقا للاتفاق السياسي بإشراف منظمة الأمم المتحدة.

وناقش الجهيناوي وسلامة «إعلان تونس الثلاثي للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا» الذي وقعه وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر في 20 فيفري 2017، وتطورات المشهد السياسي الراهن في ليبيا وسبل تحقيق التوافق بين اطراف الصراع . وأكد وزير الخارجية خلال اللقاء مساندة تونس للبعثة الأممية واستعدادها لمواصلة دعمها وتوفير الإمكانيات اللازمة لتمكينها من أداء مهامها في أفضل الظروف، معبرا عن أمله في أن تتضافر جهود كل الأطراف بما يساعد على التوصل لحل الأزمة الليبية.

هذا ودعا موفد الامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة الى «تسريع العملية السياسية» في ليبيا، وقال سلامة خلال لقاء صحفي اعقب اجتماعه بالجهيناوي، ان اللقاء «كان مناسبة للتشاور والتداول حول افضل وأنجع السبل لمساعدة الاخوان في ليبيا على تسريع العملية السياسية والاستفادة من اي فرصة».وأضاف سلامة «اعتقد ان هناك فرصة لكي يقوم الليبيون بإرساء مؤسسات ثابتة ومستقرة».

أي دور للبعثة الأممية في ليبيا ؟
يشار الى ان مجلس الامن وافق يوم 20 جوان المنقضي على تعيين غسان سلامة السياسي اللبناني السابق كمبعوث اممي جديد في ليبيا خلفا لسلفه الألماني مارتن كوبلر الذي رافق الجدل والانتقادات الواسعة فترة مباشرته لعمله كمبعوث اممي.ولئن كان تعيين سلامة متوقعا بعد فشل كوبلر ومن قبله طارق متري وغيرهما في تحقيق اختراق ولو بسيط في جدار الازمة الليبية ، رغم ذلك تُحيط الشكوك ايضا بمهمة غسان سلامة ومدى نجاحه في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين خاصة في ظل فشل سلفه في تحقيق تقدم ولو طفيف في الملف الليبي.

ويؤكد متابعون ان مهمة المبعوث الأممي الجديد في ليبيا اللبناني غسان سلامة لن تكون بالسهولة المتوقعة خاصة وان مهمة اغلب المبعوثين الذين سبقوه الى ليبيا باءت بالفشل نظرا للمشهد السياسي الليبي المضطرب تارة والوضع الامني المتدهور تارة اخرى . ولئن يعلق المجتمع الدولي امالا كبيرة على السياسي اللبناني المخضرم إلا أن ذلك لم يمنع الشكوك المتزايدة حول الدور الذي تلعبه البعثة الاممية في ليبيا ومدى نجاحها في تقريب وجهات النظر بين فرقاء الصراع وذلك منذ بدء عملها في ليبيا سنة 2011 .

يشار الى ان المواقف الدولية والعربية تضاربت من تعيين سلامة واختلفت بين الترحيب والخشية من اتباعه نفس سياسة سلفه مارتن كوبلر وغيره من المبعوثين الامميين الذين اتهموا بالانحياز وعدم اتباع سياسة الحياد في التعامل مع فرقاء الازمة الليبية وهو مايعتبره مراقبون احد اهم اسباب فشل مهماتهم هناك .
ويرجع متابعون للشأن الليبي سبب فشل البعثة الاممية باختلاف مبعوثيها وتنوع جنسياتهم الى عدم المامهم بمفاتيح الازمة الليبية وتشعبات الملف الليبي وتعقيداته.

6 مبعوثين سابقين
ويعدّ سلامة سادس مبعوث أممي خاص إلى ليبيا، إذ تولّى الأردني عبد الإله الخطيب منصب أول مبعوث أممي أثناء أحداث ثورة فيفري عام 2011، ليخلفه البريطاني إيان مارتن من سبتمبر 2011، إلى أكتوبر 2012، ثم اللبناني طارق متري من سبتمبر 2012 وحتى سبتمبر 2014، ثم الإسباني برناردينو ليون من اوت 2014 إلى أكتوبر 2015، وأخيراً الألماني مارتن كوبلر من أكتوبر 2015 إلى نهاية جويلية 2017.يذكر أنّ سلامة، كان أحد مستشاري رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الذين وضعوا لمساتهم على اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.
تولّى سلامة منصب وزير الثقافة بين عامي 2000 و2003، كما تم تعيينه في منصب «مستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة»، لدورات عديدة، قدم فيها النصح لعدد من الأمناء العامين للمنظمة.

وسلامة من مواليد العام 1951 في لبنان، ويتولى حالياً رئاسة مجلس أمناء الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»، وعمادة «معهد باريس للشؤون الدولية»، ويدرّس العلاقات الدولية في «معهد العلوم السياسية» في باريس وفي «جامعة كولومبيا» بنيويورك.

المشاركة في هذا المقال