Print this page

منبر: «الرقة» السورية .. جرس إنذار

بعد إنطلاق عملية تحرير الرقة والإنهيار السريع لدفاعات تنظيم «داعش»، بات السؤال، هل كان التنظيم غولاً من ورق في سوريا ؟ خاصة بعد إتخاذ القرار بقطع رأس الأفعى «تنظيم داعش» وإنهائه في سوريا، فتغير المعادلة في الشمال، جعل داعش يضع كل ثقله في معركة الرقة، لأنه أدرك أن خسارته هذه المدينة

سيشكل بداية لانهياره وسقوطه سريعاً، فالضربة التى تلقاها التنظيم الإرهابي في حلب من قبل الجيش السوري بخّر أوهام «داعش» بإعلان ولايته على الأراضي السورية.
اليوم يحاول تنظيم «داعش» أن يبعث برسالة مظللة بأنه لا يزال موجوداً بعد الضربات الموجعة التي تعرض لها ، لكن نهايته باتت وشيكة، بعد أن حققت عملية «تحرير الرقة» في أسابيع وجيزة إنتصارات متتالية في نقاط المواجهة المباشرة خاصة بعد تحرير مطار كوريس العسكري والوصول إلى الأطراف الجنوبية الغربية للرقة، بالإضافة الى تحرير مدينة الرصافة

ليصل بعدها إلى منطقة تقع على بعد عشرة كيلومترات عن نهر الفرات ليكون الزحف متواصلاً في اتجاه المدينة المختطفة بعد أن عمل الجيش على تضييق الخناق على هذا التنظيم ومحاصرته من كافة الجهات. فيما فرّت عناصره من الرقة الى دير الزور هرباً من الضربات التي يوجهها له مقاتلو الجيش السوري وحلفاؤه.

مع إستكمال المراحل الهامة في معركة تحرير الرقة، والتي بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن هناك مساراً جديدا ستدخله سوريا باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الإنتصار في معركة الرقة التي تعتبر معقل «داعش»، سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي «داعش» من كل المدن السورية والمنطقة بأكملها، وإنهاء هذا التنظيم ومن ورائه مستفيداً من الإسناد الجوي الذي يقدمه حلفاؤه. على أى حال فإن النجاح في إستعادة السيطرة على مدينة الرقة، سيشكل انتكاسة كبيرة لتنظيم داعش، فالواضح من سلسلة الهزائم التي مني بها تنظيم داعش وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش والقوى المتطرفة الأخرى يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سوريا، خاصة بعد أن خسرت داعش عدداً من المواقع والمدن وحقول البترول في مختلف المناطق السورية والعراقية.
مجملاً.... إن تموضع قوات الجيش السوري الملاصق للرقة واقترابه بشكل حثيث منها يعتبر «جرس إنذار»، بأن نهاية داعش باتت حتمية وهي خطوة مهمة على طريق الأمن والاستقرار مع قناعتنا بأن الحرب لن تستمر طويلاً.

المشاركة في هذا المقال