أستاذ القانون والعلاقات الدولية د. ابراهيم الرفاعي لـ «المغرب»: الفلسطينيون يخوضون معركة العدالة الانسانية في المسجد الأقصى

اعتبر استاذ القانون والعلاقات الدولية في الجامعة التونسية الباحث الفلسطيني د. ابراهيم الرفاعي ان ما يجري في القدس هو معركة حقيقية يقودها الشعب الفلسطيني في القدس

وفي اكنافها في الضفة والقطاع وفي فلسطين المحتلة منذ 1948 ، بكل مكوناته بمسيحييه ومسلميه ، نيابة عن مجموع الامة في وجه الصهيونية الجديدة .

وقال الرفاعي أن السرعة الفائقة في تركيب البوابات الالكترونية على بوابات المسجد في أعقاب العملية التي نفذها شبان ثلاثة من أم الفحم ضد جنود الاحتلال خارج المسجد ، تؤكد أن هذا الاجراء قد أعد مسبقا قبل العملية بزمن ،كجزء لا يتجزأ من خطة اسرائيلية محددة من أهدافها فرض السيادة على الحرم القدسي .

وقال ان هذا التصعيد هو رد على جملة الانجازات الفلسطينية في الامم المتحدة المتصلة بالحرم خصوصا والقدس ومجمل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وأهمها، قرار مجلس الامن ، قرار الجمعية العامة ، قرارات اليونسكو والتي اكدت جميعها على السيادة الفلسطينية على هذه الاراضي بما في ذلك كل مكونات الحرم القدسي ، في اعقاب اعتراف الامم المتحدة لفلسطين بصفة الدولة. وأشار الى ان هذه الكتلة القانونية اللاحقة للاعتراف تعني بما لا يدع مجالا للشك « أن هذه الدولة الفلسطينية : هي دولة ذات سيادة كاملة على كافة الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها كل القدس الشرقيه بكل مكونات الحرم القدسي ... وتؤكد عدم شرعية كل عمليات الاستيطان والإجراءات الاسرائيلية احادية الجانب في الاراضي السيادية الفلسطينية ، والمقاطعة ضد كل من يتعامل مع هذه المستوطنات .

وأضاف محدثنا إن سلطات الاحتلال تحاول الاستقواء على الفلسطيني انطلاقا مما يجري في الاقليم وفي العالم مستفيدة من سياسات ترامب خاصة منها المتعلقة بالقدس ونقل سفارة واشنطن ، وكذلك التأمين النسبي لأهدافها في الجولان وجنوب سوريا وغربها بعد الاتفاق الروسي الامريكي على خفض التوتر جنوب سوريا وهي المنطقه التي تريدها اسرائيل منطقه امنة « خضراء « وتريدها اسرائيل والولايات المتحدة،ايضا ممتدة من جنوب سوريا مرورا بمنطقة التنف على الحدود الاردنية السورية العراقية وصولا الى الرقه بما في ذلك الخط الحدودي الفاصل بين سوريا والعراق . واضاف :«ان سلطات الاحتلال استقوت ايضا بتحالفاتها في ادارة أزمات مع بعض الانظمة ، وبصفقات مع انظمة في الاقليم وهي عديدة ، منها ما يتعلق بجزيرتي تيران وصنافير بعد تغير وضعيتها القانونيه والاستراتيجية نتيجة انتقال المركز القانوني لجزيرتي تيران وصنافير ما يمكنها من الربط الحر بين ايلات والبحر الاحمر ودولة جنوب السوان كإسرائيل ثانية وانجاز مشروع شق قناة بين ايلات والبحر المتوسط ومشروع الربط بقناة بين البحر الميت والأحمر بما يحول وضعيه صحراء النقب واهمية الممرات الاستراتيجية كقناة السويس ، وصفقات ترتبط في التموضع الاستراتيجي في مواجهة فزاعة العدو الايراني الشيعي ».

ويؤكد محدثنا ان اسرائيل تعتقد واهمة انها في ضوء هذا الوضع الاستراتيجي ، ستفرض من خلاله اجندتها على الشعب الفلسطيني ، بدءا من تمرير خطتها في الحرم والقدس ، ولا تتورع سلطات الاحتلال في الاعلان ما قامت به من تركيب للبوابات انما كان منسقا مع بعض الانظمة العربية ...

ولفت الباحث الفلسطيني الى إن ما يجري هو إخراج لأحد بنود ما يسمى بصفقة القرن ، المتصلة بالحرم وبالقدس وسوف يتصاعد لإخراج بقية بنود هذه الصفقة التي تشمل جل المكونات التفاوضية المطروحة بما فيها ادراج أم الفحم المحتلة منذ 1948 التي تعمل اسرائيل على انتقال لكتلتهم الديمغرافية يشملها اي اتفاق بعد التخلص من الكم الديمغرافي بكانتون موسع في القطاع .. وتابع بالقول :«يجري الترويج لاضافة مساحات من سيناء لكانتون في قطاع غزة وربطه بوضع جديد في الضفة والقدس» ، كما تشمل التخلص من قضية اللاجئين في ضوء ما حدث ويجري في سوريا من تفكيك للمخيمات عبر ادوات مأجورة تعمل بالوكالة لدول هي بدورها تعمل وتعيش انظمتها بالوكالة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115