بعد رفض مجلس النواب الليبي مبادرة السراج : بين «تمديد الأزمة» و«التمديد للرئاسي» .. خارطة طريق تفشل قبل مناقشتها

تستمر المبادرة التي أطلقها رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج لحل الأزمة السياسية في ليبيا ، في حصد ردود فعل محلية وأجنبية متباينة لكن في اغلبها

رافضة للبنود التي تضمنتها المبادرة المقترحة . اول ردود الفعل الغاضبة جاءت من مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح الذي رفض المجلس كطرف فاعل في ليبيا لخارطة الطريق ، كما ان المواقف الرافضة صدرت أيضا عن أعضاء صلب المجلس الرئاسي في حد ذاته .

وفي بيان صدر أمس الثلاثاء اكد عقيلة صالح، رفض مجلس النواب مبادرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، لإنهاء الأزمة السياسية الليبية، التي اقترحها الأخير قبل أيام. يشار الى أن فايز السراج، أعلن عن خارطة طريق دعا فيها إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في مارس المقبل. بالإضافة الى عدد آخر من البنود التي لاقت رفضا من الفاعلين السياسيين في ليبيا خاصة مع قرب انتهاء شرعية عمل المجلس الرئاسي .

في هذا السياق قال الكاتب والباحث الليبي المختص الدراسات السياسة والعلاقات الدولية د. عبد الحميد النعمي لـ«المغرب» انّ «فايز السراج لا يريد الذهاب الى انتخابات لأنه ربط الانتخابات بإصدار قانون انتخابي جديد وهذا مستحيل في ظل الأوضاع القائمة ، ولا يريد انتخابات لأنه ربطها بإصدار تعديل دستوري وهو مستحيل أيضا « وفق تعبيره.

واضاف الكاتب الليبي ان «المبادرة تتضمن تمديد للمجلس الرئاسي بطريقة غير مباشرة. فمعلوم ان مدة المجلس تنتهي في 17 ديسمبر المقبل وبفضل هذه المبادرة سيستمر المجلس الا ما لا نهاية لان مدته أصبحت مرتبطة بإتمام الانتخابات وهو امر بعيد في ظل الأوضاع الراهنة . هل هذا هو الهدف الرئيسي للمبادرة ؟».

وأضاف النعمي أن رئيس حكومة الوفاق يريد التمديد لنفسه إلى ما لا نهاية لأنه ربط استمرار الرئاسي بانجاز الانتخابات التي لن تتم أبدا وفق المبادرة التي طرحها.وأشار محدّثنا الى انّ «مبادرة السراج واتفاق الصخيرات والخطاب السياسي للقذافي جميعها تصدر عن عقلية واحدة ونظرية واحدة وهي الاستعاضة بالقول عن العمل ، مضيفا ان القذافي كان يتحدث عن الوحدة العربية وكان يعمل كل ما من شأنه تمزيق الصف العربي ، ويتحدث عن الدين والإسلام ويعمل كل ما من شأنه تشويه الإسلام وإبعاد الناس عن الفهم الصحيح للدين «.

وحول اتفاق الصخيرات قال الكاتب الليبي انّ اتفاق الصخيرات لم يصمم لكي ينفذ إنما صمم ليقود ليبيا الى مرحلة من التفكك والانهيار. مضيفا ان من صمم اتفاق الصخيرات علق نفاذ الاتفاق على شروط أساسية يعلم انه يستحيل توفرها وهي تضمين الاتفاق في الإعلان الدستوري واعتماد الحكومة من مجلس النواب.

واكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي انّ السراج يدرك تماما أن الاتفاق السياسي لم يوجد لكي ينفذ بدليل انه لم يحاول مجرد المحاولة البدء في تنفيذ بنود الاتفاق التي أولها وقف إطلاق النار تم إعادة النظر في المناصب العسكرية والأمنية والمدنية العليا الى إخلاء المدن من المجموعات المسلحة الى سحب السلاح .

واعتبر محدّثنا ان مبادرة السراج التي تبدو جميلة من حيث الشكل ولكنها تماما مثل اتفاق الصخيرات معلقة على بنود يستحيل توفرها ، مؤكدا أن المبادرة تطرح مشروعا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية غير أنها تطلب من مجلس النواب ومن مجلس الدولة تشكيل لجان للتشاور بشأن مشروع قانون جديد للانتخابات .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115