ليبيا: قوات حفتر تقترب من طرابلس والقوى العظمى حسمت أمرها في دعم قواته

اعطى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش اوامر تقضي بان ترافق اليات عسكرية الشاحنات المحملة بالمحروقات المتجهة الى اقليم فزان والجفرة ،وذلك بعد وقف شركة الخليج ارسال شاحناتها الى تلك المناطق

بسبب تعرضها للسطو من المجموعات المسلحة . من جانب اخر ترعى القيادة العامة للجيش مفاوضات بين الاطراف المعنية في سبها بهدف اعادة فتح مطار المدينة في وجه الرحلات الداخلية والخارجية.

في ذات السياق صدرت تعليمات من القائد العام خليفة حفتر الى عمداء البلديات بالمنطقة الشرقية، وهم من العسكريين الذين عينهم الحاكم العسكري رئيس الاركان العامة عبد الرزاق الناظوري من اجل تحسين الخدمات المقدمة للمواطن وضبط اولويات العمل والحرص على تفعيل اجهزة الدولة .
ويجمع متابعون على ان حفتر لم يتوسع عسكريا فحسب بل وفي ظل حكومة البيضاء وضمان دعم وولاء رئاسة مجلس النواب اصبح حفتر هو الحاكم العسكري لإقليم برقة، ثم في مرحلة لاحقة سيطر على اقليم قران دون مواجهات تذكر مع خصومه الذين يفتقرون لأي غطاء جوي ولا دعم دولي فعلي ولم تبق إلا طرابلس – الزواية – مصراتة – غريان وزوارة خارج السيطرة اما بني وليد وترهونة فهي تدعم ضمنيا للمشير وتنتظر تلك المدن اضافة الى الجميل والرقد والعجيلات اللحظة المناسبة لإعلان موقفها المساند للقائد العام للجيش.

يضيف المراقبون بان حفتر ما كان بإمكانه تحقيق ما حققه لو لا الدعم الدولي العسكري والسياسي ،حيث ان جيوش اقوى مما هو متاح لحفتر عجزت عن تحرير مدن من الارهاب ، بينما قوات الكرامة تمكنت من تحرير بنغازي ثاني اكبر مدينة ليبية وأرسلت قوات صغيرة الى مسافة الف كلم لتحرير مدن اخرى من مجموعات مسلحة .

كل هذا لم يكن لو لا الضوء الاخضر لحفتر من القوى العظمى التي حسمت الامر وأعانت المشير حفتر ليكون رجل ليبيا القوي ومن مبررات ذلك الاختيار فشل العملية السياسية وتنامي الصراع بين الفرقاء ، وتمسك كل طرف عند التفاوض بشروطه اذن والحال على ما هو عليه من تخبط وعجز كامل كان لابد من تفوق طرف على اخر وبما ان الغرب عموما تقريبا فك ارتباطه بما يعرف بتيار الاسلام السياسي وجماعة الإخوان والجماعة المقاتلة ،وعند خسارة الغرب المراهنة على فائز السراج فالبديل الوحيد كان هو شخص خليفة حفتر.

بمعنى ان الغرب والمجتمع الدولي يدعم قائد الجيش وإعطائه التفوق وغض الطرف عن تزويده بالسلاح وخرق قرار مجلس الامن المتعلق بحظر السلاح عن ليبيا يكون الغرب والمجتمع الدولي ، بذلك أوجد على طاولة التفاوض طرفا قويا وهو وفد مجلس النواب – الجيش – والمجلس الاعلى للدولة – الضعيف ومن ثمة الطرف القوي هو الذي يفرض شروطه والطرف المقابل مضطر لتقديم تنازلات وهذا التمشي يؤدي الى تنفيذ التسوية السلمية .

في صلة بالذي سبق كشفت مصادر خاصة – بالمغرب- ان دعم الجيش بقيادة حفتر لن يتوقف ومفاجأة كبرى سوف تحملها الفترة القادمة، وتتمثل في مرافقة مجلس الامن الدولي من خلال لجنة العقوبات على التخفيف من الحظر في التزود بالسلاح.معلوم بان مثل هذه الخطوة رهينة تقديم تقرير من طرف بعثة الامم المتحدة الى ليبيا وتطبق فيه استثناء اسلحة محددة من العقوبات المفروضة منذ 2011.

طرابلس مرة اخرى
تهيئة ظروف نجاح المفاوضات وإعطاء التفوق الميداني لقائد الجيش وتراجع نفوذ المجموعات المسلحة المحسوبة على الاخوان والمقاتلة والمليشيات الاخرى ذات الطابع القبلي الجهوي لن تحول دون تنفيذ حفتر لتهديده بالزحف على العاصمة طرابلس ليضمن السيطرة على كامل البلد باستثناء مصراتة معقل الاخوان.

وتؤكد التسريبات في الغرض بان احد الاطراف تستغل ازمة دول الخليج مع قطر التي ثبت تورطها في دعم اخوان ليبيا وسرايا الدفاع عن بنغازي بحسب الدول العربية المقاطعة لقطر هذا الطرف الاقليمي يدفع بقوة من اجل تقدم الجيش الليبي نحو طرابلس وإنهاء حكم الاخوان .

استئناف الحوار
سياسيا وتلبية لدعوة فرنسية بضرورة استئناف الحوار بين مجلس النواب والمجلس الاعلى للدولة ذكر عبد الرحمان العويلي رئيس الاعلى للدولة بان وفد المجلس سيلبي الدعوة الفرنسية.يشار الى ان هولندا اقترحت احتضان جلسة الحوار بين وفدي الحوار في حين طالب المبعوث الأممي الجديد غسان سلامة بان يجري الحوار داخل ليبيا .وكان الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيظ سواء عند حضوره فعاليات قمة الافريقي او قبل ذلك عند حضوره تعيين مبعوث الامم المتحدة الجديد الى ليبيا طالب بعودة الفرقاء للحوار وضرورة توفير ارضية لتوافقات تسريع ببلوغ الحل المنشود. مناشدات ومطالب استئناف الحوار بين مجلس النواب والأعلى للدولة الذي نص عليه الاتفاق السياسي لتجاوز الخلاف حول تنفيذ الاتفاق تتالت من هنا وهنالك ، لاسيما من طرف خارجية مصر – تونس – الامارات – الكويت – فرنسا والمانيا تقديرا منها للتحديات القائمة .

ومن جهتها اكدت مصادر استخباراتية عسكرية من شرق وجنوب ليبيا قيام مجموعات مقربة من عبد الحكيم بلحاج وسامي الساعدي والمهدي الحاراتي بنقل اسلحة كيمياوية من زوارة الى صبراتة دون توفر معلومات حول الوجهة القادمة لتلك الاسلحة المحرمة دوليا.

وكان نظام الراحل القذافي ‹قبل وبضغوط دولية التخلي عن اسلحة الكيمياوية غير ان ما نسبته %15 منها بقيت ولم تتلف وكانت جهات رسمية ليبية ،اكدت مرارا ان تلك الاسلحة الجرثومية تحت السيطرة وأشارت مصادر الى مكان تواجدها غربا والجفرة ومنذ ذلك التاريخ ظهرت مخاوف من

وقوعها بين جماعات متطرفة

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115