Print this page

معارك الساعات الأخيرة....سوريا تبدأ فصلاً جديداً

إن الدول التي كانت تشرف على عمليات التنظيمات المسلحة على مختلف مسمياتها وتخطط للمعارك وتقودها بشكل مباشر هي اليوم على يقين مطلق بأنها فشلت في تحقيق أهدافها بفعل المتغيرات الميدانية .

ففي تطور مهم للحرب على الإرهاب في سوريا تمكن الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية من السيطرة على مواقع عسكرية وكتل وأبنية جديدة بمحيط أسواق الخير بعين ترما التي كانت تحت سيطرة إرهابيي النصرة منذ سنوات عديدة، في محاولة للتقدم والوصول الى معاقل المسلّحين في عُمقِ حي جوبر، والذي أصبح يفصله عنهم أمتار قليلة، لذلك فإنّ الهدف الرّئيسي للجيش السوري هو السيطرة كاملا على مثلث عين ترما – جوبر الإستراتيجي ومحاصرة مقاتلي النصرة وأدواتهم في شرق العاصمة من عدة جهات وقطع الطريق باتجاه الغوطة الشرقية. مع استكمال المرحلة الأولى في معركة تحرير شرق العاصمة، والتي بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أنّ ثمّة هناك مساراً جديدا ستدخله سوريا باتجاه إنهاء وجود جبهة النصرة ومن ورائها من الجماعات المتطرفة في البلاد، بعد أن ظلّت تهيمن على مساحات شاسعة فى أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الإنتصار في معركة جوبر وعين ترما، سيشكل البداية الحقيقية لطرد هذه الجماعات من تلك المنطقة، وهو الهدف الاستراتيجى للجيش السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لتحقيف هذا الغرض، في هذا الإطار تخوض جبهة دمشق تمشيط مختلف الجبهات نحو التحرير الكامل الذي يتوقع خلال أيام أو أسابيع، وسيمثل ذلك إنكساراً كبيراً في صفوف القوى المتطرفة، فهذا الشكل الفريد من المواجهة، أزعج أمريكا وحلفاءها من الدول العربية، بل لاحظنا في كثير من الاحيان بأن تصريحات قادتها الأمنيين أو السياسيين تتسم بالتوتر والإحباط، لأن الإستخبارات الأمريكية وجدت نفسها عاجزة أمام هذه المواجهة، وغير قادرة على إختراق ساحة الميدان القتالي في شرق العاصمة.

وإنطلاقاً من ذلك ثمّة بوادر تصب في مصلحتنا نحو التخلص من القوى المتطرفة وأخواتها، وبرزت هذه البوادر عقب التقدم الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه، تبعتها أنباء عن إنشقاق شخصيات مسلحة من ‘’داعش’’ والقوى المتطرفة في حلب والرقة والبادية السورية. لذلك يبدو الموقف الغربي متراجع جداً، وتبدو أمريكا وحلفاؤها في مأزق كبير، فهي لا تعرف إن كانت تستمر في أفعالها أو تتراجع عن دعمها للمجموعات المتشددة، فإن الامور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة ، باعتبار ان نجاح الجيش السوري في إستعادة السيطرة على محور بلدة عين ترما – حي جوبر سيشكل انتكاسة كبيرة لتنظيم للتنظيمات المسلحة سواء على الصعيد العسكري أو الإستراتيجي أو المعنوي لذلك فأن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سوريا .

المشاركة في هذا المقال