بعد تحرير بنغازي: هل اقتربت نهاية «داعش» الإرهابي في ليبيا؟

أعلن المشير خليفة حفتر «التحرير الكامل» لمدينة بنغازي من التكفيريين بعد اكثر من ثلاث سنوات من المعارك الدامية التي بدأها في ربيع 2014 ضد الفصائل الاسلامية المتطرفة وبالأخص

ما يعرف بـ«مجلس ثوار بنغازي» وهو تحالف لمجموعات إسلامية بينها تنظيم داعش وانصار الشريعة.

وقال حفتر في خطاب عبر التلفزيون موجه الى الشعب الليبي مساء اول امس «بعد كفاح متواصل ضد الإرهاب وأعوانه، دام أكثر من ثلاث سنوات متتالية تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريرا كاملا غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب». ولم ينس حفتر في خطاب النصر ان يوجه شكره لكل الدول « الشقيقة والصديقة « التي ساعدته في هذه المعركة ... وقد جاء الخطاب بعيد ساعات من اعلان قواته انتهاء العمليات العسكرية في حي سوق الحوت واحراز تقدم في حي الصابري . وتزامنت هذه الانباء مع تحقيق الجيش السوري والجيش العراقي بمشاركة الحشد الشعبي انتصارات كبرى ضد معاقل داعش خاصة في الرقة (سوريا ) والموصل (العراق) ..وكانت قد تقارير تحدثت عن انتقال موجات عديدة من الارهابيين الى ليبيا هربا من احتدام المعارك في المشرق العربي الى الاراضي الليبية ...

واولى ردود الفعل الدولية سجلها السفير البريطاني لدى ليبيا الذي رحب بـ«سيطرة» قوات حفتر على بنغازي بالكامل وقال ميليت، على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «أرحب بتحرير بنغازي (...) الإرهاب لا مكان له في ليبيا». وأضاف: «أتمنى أن يجلب ذلك السلام والأمن والازدهار إلى أهل بنغازي».

ما بعد بنغازي
تمكن حفتر من فرض نفسه رقما صعبا في المعادلة الليبية بعد ان تمكنت قواته من دحر الجماعات الارهابية من مناطق عديدة ، ولئن يعد تحرير بنغازي من داعش خطوة هامة على طريق اعادة الاستقرار الى ربوع ليبيا ، الا ان التحديات الاكبر تأتي من شبكة الخلايا النائمة والنشطة التي تمكن الارهابيون من مدها في بلاد عمر المختار طوال السنوات الماضية مستغلين حالة اللا استقرار .. وبحسب الباحث والمحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل فان تحرير بنغازي لا يعني تحرير ليبيا بالكامل من الارهاب فلا يزال هناك تحد امني قائم فيما يتعلق بالخلايا النائمة التي يمكن لهذه الجماعات ان تؤسسها او ربما قد اسستها من قبل واضاف ان هذه الجماعات لم تستسلم بسهولة وهي بالأساس منظمة لكي تقوم على العمل السري وربما الوضع الليبي هو الذي جعلها تعمل علنيا وايضا هناك تحدي تنظيف المدينة من المفخخات والالغام التي زرعت في كل مكان وفي قلب الاحياء السكنية التي يتطلع اصحابها للعودة اليها في اسرع الآجال .وايضا هناك تحديد الاستراتيجية التالية لما بعد بنغازي فهل سيحاول الجيش اعادة اعمار هذه المدينة واعادة الاستقرار والامن اليها للاستفادة من ذلك بتوسيع قواعد المؤيدين للجيش في اوساط الشعب الليبي وهذا يستدعي تضحيات يقدمها هؤلاء ليتمتعوا بنعمة دحر الارهاب من عقر ديارهم . او ان الجيش سيواصل عملية تطهير ليبيا ..ويضيف :«هنا الاختلاف الاستراتيجي العميق لان معارك الجيش القادمة اذا ما قرر ان يمضي قدما في الامر ستكون معارك جبهوية وسيتواجه مع قوات البينان المرصوص وقوات مصراطة على خط تماس وهذا يعني ان الحرب ستكون اقرب الى حرب جيوش وليس حرب عصابات... وهذا منعطف استراتيجي فهل يفكر الجيش في اتخاذ هذه الخطوة في ظل ما يتمتع به غرب البلاد من دعم دولي ؟ ام انه سيكتفي بالبقاء في شرق البلاد والمضي في موضوع الحل السلمي والتفاوض لبلوغ هدفه بصورة سلمية».

من العلنية الى السرية
وحول المناطق التي ما يزال داعش يسيطر عليها في ليبيا اجاب الباحث الليبي :«داعش لا يوجد بصورة علنية لكنه يوجد في صورة خلايا نائمة في درنة ومسلاتة وصبراطة وحتى في طرابلس . داعش لأول مرة بعد ان كان يسعى للظهور الذي بدأه في سوريا والعراق بإقامة دولته متحديا العالم ، عاد من جديد الآن ليتحول الى النظام السري الذي كانت تتبعه القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى بالنظر الى حالة الانفلات العام الذي تعانيه ليبيا وايضا بالنظر الى السيطرة الكاملة للجيش في المنطقة الشرقية.. ربالتأكيد هم موجودون في كل المدن الليبية وبعد الضغط الذي تعرض له هؤلاء في سوريا والعراق يقال ان عددا كبيرا منهم قد تحول الى ليبيا وحتى الاجانب ومنهم .. وهذا سيدفعهم الى الانتشار في كل مدينة وينسقون مع انفسهم بوسائلهم الخاصة وعندما يجدون انه يجب لم الشمل للهجوم على منطقة معينة فسيفعلون ذلك» . واشار الى ان نهاية «داعش» في ليبيا مرتبطة بمدى ارادة الشعب الليبي بإقامة دولته والعودة الى الاستقرار ووضع السلاح جانبا وبناء الدولة وهذا سيؤدي الى تحول الجيش الى شريك استراتيجي لدول العالم وسيساعد على ابعاد كل التحديات التي تعطل الآن الليبيين على تطهير بلادهم من الارهاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115