ليبيا: السراج يرحب بدعوة الزنتان لاحتضان لقاء بينه وبين حفتر و صالح

يبدو و بان ضغوطات دولية كبيرة سوف يجري تسليطها هذه الفترة على المعرقلين للإتفاق الليبي مقابل شيء من المرونة من جانب الأمم المتحدة من خلال قبول اجراء تعديلات على الاتفاق . ضغوطات يبدو انها تجلت في الجمع بين السراج و حفتر في ابو ظبي. رغم نسف مخرجات ذلك

اللقاء بعد اقدام مليشيات تيار الاسلام السياسي المتشددة على ارتكاب مجزرة رهيبة في قاعدة براك الشاطئ راح ضحيتها العشرات من قتلى و جرحى من العسكريين و المدنيين .
ورغم تلك النكسة لا نخال الضغوطات الدولية تتوقف في محاولات كسر الجمود الذي أصاب العملية السياسية و انقاذ الاتفاق السياسي من الانهيار، ليبقى اللافت في مساعي حلحلة الأزمة هو بروز رغبة ارادة محلية منبثقة عن الفرقاء انفسهم في تقريب المواقف، وهو ما يتجلى عبر مقترح قام به عضو مجلس النواب و رئيس وفد الحوار عن مجلس النواب عبد السلام نصية القاضي بدعوة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج والمشير خليفة حفتر قائد الجيش و عقيلة صالح رئيس البرلمان بالإجتماع في مدينة الزنتان خلال الايام القادمة و كان السراج أعلن قبوله الحضور الى الزنتان مجددا استعداده الدائم لقاء كل الأطراف السياسية والعسكرية .

هذا ورحبت الخارجية الجزائرية في بلاغ لها بتعيين اللبناني غسان سلامة مبعوثا للأمم المتحدة الى ليبيا ،واشار البيان إلى أن الا تفاق السياسي يبقى الإطار الأمثل لاية تسوية سياسية ودعم الجزائر المتواصل مساعدة الفرقاء الليبيين على تجاوز الازمة الراهنة .
معلوم بان غسان سلامة هو ثاني لبناني بعد طارق متري يشغل منصب الممثل الخاص للأمين العام الى ليبيا وسادس مبعوث للمنظمة الأممية الى ليبيا منذ 2011 حيث سبق غسان سلامة على راس بعثة الدعم الأممية كل من –عبد الله الخطيب – جونتان باول – طارق متري – برنار دينو ليون – مارتن كوبلر من اكتوبر 2015 الى نهاية جوان 2017 الجاري . والسؤال المطروح هل ينجح غسان سلامة في ما فشل فيه الذين سبقوه و ما مدى حضور نجاحه. بداية لابد من الإشارة إلى أن تكليف غسان سلامة يأتي اشهر قليلة قبل انتهاء عمر الاتفاق السياسي الموقع بين الفرقاء السياسيين في ديسمبر 2017 بالصخيرات المغربية والمحدد بعامين فقط و طالما ان المجتمع الدولي و الامم المتحدة مصممون على أنه لا حل للأزمة الا في إطار هذا الاتفاق السياسي، واستبعاد الحل العسكري كليا.
ويجمع الملاحظون على ان المبعوث الأممي الجديد صاحب تجربة وخبرة اكاديمية واهتمامه بالشان العام لثلاث عقود سوف يساعده على النجاح في مهمته بلا أدنى شك ، حيث عمل غسان سلامة وزيرا للثقافة في بلده لبنان ثم ومنذ 2003 مساعدا لمبعوث الأمم المتحدة الى العراق ثم بعد ذلك مستشارا سياسيا للامين العام للأمم المتحدة الى غاية جوان الحالي ليكون تعيينه رئيسا لبعثة المنظمة الأممية الى ليبيا

و بالتالي يرى المتابعون بان غسان سلامة ينطلق بحظوظ وافرة لتحقيق معجزة في ليبيا ، حظوظ تغذيها معطيات وتطورات محلية و اقليمية و دولية تسارعت خلال الفترة الماضية لتقرب إنهاء الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا. محليا الجميع اضحى مدركا بانه عاجز عن حسم الصراع سواء الأطراف السياسية أو العسكرية .

تصدع من الداخل
بعد تعليق نائب و عضو منه للعضوية وهما علي القطراني و عمر الأسود واستقالة نائب وهو موسى الكوني الذي اعترف امام الليبيين بضعف و فشل الرئاسي ، الرئاسي ايضا أصبح يعيش عزلة محلية وغريب داخل الوطن و لولا الدعم الدولي والشرعية التي يتمتع بها من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي لما بقي ممارسا لقليل من مهامه حتى الآن .

المجلس الأعلى للدولة بدوره يعاني من الارباك و الضعف و لم يحسم امره بعد في مسالة التحاق اعضاء المؤتمر السابق بعضويته ام لا مع تنامي المطالب بتنحية رئيسه الحالي عبد الرحمان السويحلي .
مجلس النواب من جانبه يعاني من الانقسامات و تغيب نوابه عن الجلسات كما ان رئيسه شان المجلس الأعلى للدولة لم يعد مرحبا به على راس البرلمان و إن ما لا يقل عن 94 نائبا مصممون على إزاحته ويتهمونه صراحة بالانفراد بالراي

سياسيا دوما يعرف تيار الاسلام السياسي أضنك فترة لهم اي جماعة الإخوان و من يدور في فلكهم بسبب فشلهم ورفض الشارع لهم ووقوف الرأي العام المحلي على حقيقة الإخوان ونفاقهم ، الحقيقة ان جماعة الإخوان يرددون شعارات الديمقراطية وتساوي الحظوظ والانفتاح على الجميع وحماية السيادة الوطنية لكن بمجرد وصولهم الى كرسي السلطة يضعون تلك الشعارات خلف ظهورهم إضافة الى ذلك العيب المشين والمعتاد لدى الاخوان و نتحدث هنا عن جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم دولي وليس على إخوان ليبيا ، قلنا إضافة الى ذلك شهد تيار الإسلام السياسي في ليبيا على مدى الفترة الماضية نكسات عدة وخلافات و انشقاقات مع عدم ظهورها على السطح وتلك ايضا ظاهرة مألوفة لدى التنظيمات الدينية متشددة كانت او معتدلة إذ مهما استشرت خلافاتهم يتظاهرون بالانسجام .

عسكريا قوات المشير حفتر و رغم بعض النجاحات هنا و هناك لاسيما سيطرتها على النفط و الغاز انتاجا و تصديرا و تمكن حفتر رغم قلة الامكانيات من بناء المؤسسة العسكرية و فرض الأمن في المناطق الواقعة تحت نفوذه إلا أنه يعاني الكثير من الضعف و الاختراقات وواقعة براك الشاطئ خير دليل على ذلك ، كذلك الدول التي تدعمه بالسلاح لم يعد باستطاعتها مواصلة خرق قرار مجلس الامن المتعلق بحضر بيع السلاح الى ليبيا لذلك فإن حفتر اظهر خلال هذه الفترة مرونة وليونة و يتوقع مراقبون قبوله دعوة الزنتان لحضور اجتماع جديد مع السراج

تحولات اقليمية ودولية متسارعة
الى ذلك شكل التطور الخطير في العلاقة بين دولة قطر من جهة و عدد من الدول الخليجية و جمهورية مصر العربية من جانب كان منعرجا في ازمة ليبيا و مصير جماعة الإخوان والتنظيمات الاسلامية الراديكالية الأخرى منعرجا يمثله صدور قائمة الارهاب العربية و اشتراط ترحيل قيادات تنظيم الاخوان من الدوحة ووقف تمويل الارهاب .

ارتدادات ما جرى في الخليج انعكس بسرعة مذهلةعلى الداخل الليبي في المشهد العسكري حيث اعلن تنظيم ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي حل نفسه ، المحصلة أن الاطراف المسلحة و مع قرب انفراج الازمة ما تطلبه بالتلميح هو توفير ضمانات لقادتها و مقاتليها بعدم المساءلة القانونية .

دوليا تضاعف قلق دول الاتحاد الاوروبي زائد بريطانيا المنسحبة من حضيرة الاتحاد من تواصل الفوضى في ليبيا شانها في ذلك شان دول الجوار الليبي سيما مع فشل المبادرات المطروحة لحل الازمة . يبدو و في ظل حجم التحديات الامنية القائمة بان الكل و نقصد الأطراف الدولية اقرب حاليا من اي وقت مضى للحسم في التعامل مع معرقلي التسوية السلمية في ليبيا و الامر على ارتباط وثيق بالتطورات في الخليج .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115