منبر: سفيرة بريطانيا بتونس «لويز دا سوزا» تكتب لـ«المغرب»: 3 سنوات منذ دخول «داعش» إلى العراق

رمضان هو شهر التفكير والاتحاد. وأود ان أقول ان الاتحاد خلال هذا الشهر في قمة اهميته خاصة ان المتطرفين يتابعون جدول أعمال سفك الدماء والانقسام في جميع أنحاء العالم. وقد أبرزت الاحداث المأساوية التي وقعت مؤخّرا في بغداد وطهران ولندن ومانشستر ، فضلا عن الهجمات الأخرى

مثل تلك التي وقعت في تونس في 2015 ، المعاناة الشديدة التي يسببها هؤلاء الإرهابيون ، وفي العراق وسوريا ، لا يزال آلاف من الناس مجبرين على العيش في ظل حكم «داعش» الوحشي.

ومع ذلك ، فهناك تطور كبير-بعد ثلاث سنوات من القهر والخوف والعنف-تقترب الأسر التي تعيش في مدينه الموصل العراقية أكثر من اي وقت مضي من الحرية. وباسم المملكة المتحدة ، أود ان أهنئ رئيس الوزراء عبادي وحكومة العراق على ما أبدياه من قيادة ومرونة على مدى السنوات الثلاث الماضية. ولا بد لي أيضا ان أهنئ قوات الأمن العراقية التي أظهرت شجاعة وتصميما حقيقيين في وجه الشر ، وأشيد بالتضحيات الخطيرة التي قدمتها.
ولم تذهب تضحياتهم سدى. واني سعيدة بالصور العديدة للمدارس والمقاهي التي أعيد فتحها في شرق الموصل، المتاجر التي استعادت تجارة المنتجات التي كانت محظورة من قبل ، الأسواق الصاخبة بالناس والمنتجات الطازجة ، والعائلات القادمة معا للاحتفال بشهر رمضان دون خوف.
ومع ذلك ، هناك العديد من التحديات التي تنتظرنا قبل ان تعود الحياة إلى طبيعتها في الموصل. ‘’’داعش’’ في تراجع ولكن ، مازالوا ينوون الدمار ، وقد تركوا وراءهم فوضى عارمة. ستبدأ عمليات التطهير في غرب الموصل وما حولها بإزالة مئات الفخاخ المتفجرة التي خبأها داعش-في لعب الأطفال وأكوام من الملابس وحتى داخل نسخ من القران الكريم-من أجل قتل وتشويه المدنيين الأبرياء. سيستغرق ذلك وقتا ، ولكني واثقة من قدرة السلطات العراقية على جعل بلدها آمنا ومزدهرا لجميع مواطنيه. وتقوم المملكة المتحدة بدورها بتوفير التدريب من قبل الجيش البريطاني الذي يقود دور التدريب المضاد للعبوات ناسفة للتحالف العالمي.

وقد ساعدت المملكة المتحدة حتى الآن في تدريب أكثر من 52,000 من القوات العراقية ، وقدمت دورات ليس فقط في مكافحة الاجهزة المتفجرة المرتجلة ، ولكن المشاة والهندسة والمهارات الطبية القتالية. كما فتحنا الطريق للجهود الدولية الرامية إلى تقديم الدعم الإنساني للمواطنين الأبرياء الفارين من «داعش» ، الذي يفوق 170 مليون جنيه إسترليني ، بما في ذلك الرعاية الصحية الطارئة ، والمياه والصرف الصحي ، ومع ذلك ، لا تزال الحالة الانسانية صعبة بينما ينتظر المدنيون أن تصبح مدينتهم آمنة.

سيشكل تحرير الموصل خطوة هامه بالنسبة للعراق ومنطقة الشرق الأوسط في مهمتنا الجماعية لهزيمة داعش-ولكنها لن تكون نهاية المعركة. وكما قال رئيس الوزراء عبادي في وقت سابق من هذا العام للجامعة العربية «ان العراق على شفا مرحلة جديدة و على جميع الدول العربية ان تتعاون وتوحد جهودها لمنع عودة الدعوة أو الانتشار إلى بلدان أخرى». وانه امر بالغ الاهميّة أن تقف بلداننا مع العراق في هذا الوقت لهزيمة «داعش» الى الأبد ودعم العراق وهم يبدؤون في تضميد الجراح التي خلفتها هذه المنظمة الارهابية الوحشية..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115