الرئيس الفرنسي ماكرون يستقبل تريزا ماي: «الباب لا يزال مفتوحا» أمام بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

قامت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بزيارة لباريس التقت فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضرت لقاء كرة القدم الودي بين فرنسا وبريطانيا لمساندة ضحايا الإرهاب في مانشستر

ولندن. وتحادث الطرفان أساسا في مسالة مقاومة الإرهاب وتنسيق جهود البلدين.

ودرس المسؤولان المسائل العالقة على الساحة الدولية وفي مقدمتها الأزمة الخليجية وعبرا عن دعمهما لمساعي الوساطة من أجل حل سريع للأزمة وركزا على أن كل السبل الرامية لتجفيف منابع الإرهاب المالية لا بد أن تؤخذ بدون تردد. واغتنم الرئيس ماكرون الفرصة لنقاش تراتيب مفاوضات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي المبرمج انطلاقها يوم الإثنين 19 جوان. واغتنم الفرصة لتذكير تيريزا ماي أن «الباب لا يزال مفتوحا» أمام رجوع بريطانيا للإتحاد مؤكدا ما سبق و صرح به وزير المالية الألماني فولفغانغ شاوبل. وأضاف أن الباب سوف يبقى مفتوحا طوال المفاوضات و لن يفتح بعد ذلك. أما تيريزا ماي فقد أعلنت عن تمسكها بقرار الشعب البريطاني و أنها سوف تعمل على «تحقيق بريكست يخدم مصالح الشعب البريطاني و شعوب الدول ال 27 الأوروبية». وتبقى الأسئلة مطروحة حول إمكانية تيريزا ماي الوفاء بوعدها في اتخاذ «موقف حازم» تجاه أوروبا بعد هزيمتها الانتخابية الأخيرة وفشلها في ضمان أغلبية مطلقة في مجلس العموم. وقد أشارت الحفاوة و حسن الاستقبال أن فرنسا سوف تنتهج موقفا مرنا بدون المساس بحقوق الأوروبيين بسبب أن بريطانيا تعتبر حليفا أساسيا لفرنسا في قضايا الأمن ومقاومة الإرهاب.

اتفاق ثنائي لمقاومة الإرهاب
أعلن الرئيس ماكرون اثر لقائه بتريزا ماي أن فرنسا وبريطانيا تعملان على «رسم خطة عمل» ثنائية بين البلدين. وأوضح أنه كان على اتصال بالوزيرة الأولى منذ أيام في هذا الصدد «من اجل التأكيد على واجبات شركات الأنترنت المتعلقة بحذف المحتويات الداعية للكراهية». وقالت تريزا ماي:«سوف نطلق حملة ثنائية بريطانية فرنسية من أجل أن تصبح شبكة الأنترنت مكانا غير آمن للمجرمين وللإرهابيين وألا تصبح فضاء لنشر مواد راديكالية شريرة» واعتبرت أنها خطوة حاسمة تمكن من تتبع العاملين في هذا المجال في صورة لم يقوموا بما يجب لحذف المحتويات غير المقبولة.

المخطط الفرنسي البريطاني يركز على ثلاثة محاور أساسية أولها التزام شركات الأنترنت وثانيا تكثيف البحوث والعمل على الدخول في المواقع المشفرة مثل موقع «تلغرام» الذي تستعمله الجماعات الإرهابية الإسلامية. وثالثا التنسيق مع الولايات المتحدة «من أجل الحصول على أدلة و قرائن رقمية» ضد الإرهابيين. ووضح الرئيس الفرنسي أن مقاومة الإرهاب على شبكة الأنترنت لا بد أن تقرن باحترام المعطيات الشخصية و«لا يمكن أن نسمح للإرهابيين باستعمال شبكات التواصل».

وفي كل العبارات المستعملة من قبل الزعيمين الأوروبيين لم يذكر أحد منهما أي علاقة بالإسلام. وتجنبا التلميح لمشاركة جماعات إسلامية و أفراد منسوبين لتنظيم داعش في هجمات مانشستر ولندن وباريس. ذلك لكي لا يؤثر كلامهم على تداعيات الأزمة الخليجية التي تتهم فيها قطر من قبل دول الخليج ومصر بتمويل جماعات إرهابية منتمية إلى حركة الإخوان المسلمين والقاعدة و تنظيم داعش. وإن حرصت تريزا ماي على استغلال زيارتها لباريس لتلميع صورتها في الداخل على خلفية خسارتها الأغلبية البرلمانية و مشاكل تشكيل الحكومة فإن الصحافة البريطانية تساءلت حول مدى نجاح «تريزا المريضة» في تحقيق ما تصبو إليه أمام «ماكرون في صحة جيدة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115