ليبيا: شظايا الأزمة الخليجية تقوّض محاولات إنعاش الاتفاق السياسي

كشفت مصادر من طبرق عن عزم لجنة الأمن القومي والدفاع بمجلس النواب على اضافة أسماء أخرى لقائمة الإرهاب التي تضم 75 اسما و 5كيانات ، خلال الأيام القادمة .وأضافت المصادر أن عملية إضافة أسماء جديدة لقائمة الارهاب رهينة ما سوف يأتي في اعترافات الإرهابيين

المقبوض عليهم.في غضون ذلك تتالت ردود الأفعال المستنكرة لإصدار لجنة الأمن القومي بمجلس النواب لهكذا قائمة.

اذ ندد عضو مجلس النواب عن سوق الجمعة طرابلس وعضو لجنة الحوار السياسي مصطفى أبو شاقور بنشر تلك القائمة، مشيرا إلى ان لجنة الأمن القومي غير مخولة وليس من صلاحياتها توصيف السياسيين او عامة الناس أو الكيانات .وأضاف أبو شاقور بان إصدار تلك القائمة يكرس الانقسام والخلاف بين الليبيين.

من جانبه اصدر حزب الوطن بيان استنكاره وامتعاضه من الزج باسم رئيسه عبد الحيكم بلحاج ضمن قائمة الارهاب الخليجية العربية والملحق الصادر عن لجنة الامن القومي والدفاع بمجلس النواب ،معلوم ان حزب العدالة والبناء الاخواني ورئاسة الاعلى للدولة ودار الإفتاء الليبية ومجلس الشورى بمختلف المدن الليبية جميعها أصدرت بيانات تستهجن خطوة لجنة الأمن القومي بالبرلمان.

مستجدات وتطورات يبدو أنها سوف تعرقل استئناف قاطرة السلام لمسارها اذ لم تنسق سكة الحديد والقاطرة معا حيث سبب عرقلة الحوار هذه المرة مجرد خلاف بين الفرقاء حول مكان انعقاد الجلسات، ومن يشارك في الحوار والمسالة أعمق بكثير من ذلك يبدو أن شظايا وارتدادات الأزمة الخليجية سوف تقوض كل الجهود المبذولة لإنعاش الاتفاق السياسي وضخ جرعة أوكسجين عبر البحث عن حلحلة الأزمة.

ويرى متابعون لمسار التسوية السلمية للازمة الليبية بأنه ومنذ اجتماع رئيس مجلس النواب ورئيس الأعلى للدولة في روما ثم لقاء السراج مع حفتر أمكن لدول الجوار والإقليم ما يجوز وصفه بإعادة إحياء الاتفاق السياسي الذي تتالت عمليات إنعاشه منذ ولادته في ديسمبر 2015.ورغم تتالي انتكاساته وآخرها مجزرة براك الشاطئ فان الإسعاف كان ينقذه من الموت والانهيار في كل مرة ويرى المتابعون بأن الانتكاسة الراهنة والناتجة عن الأزمة الخليجية العربية وقطع العلاقات مع قطر قوائم للإرهاب غربية وليبية من سلطات طبرق.
قلق وحيرة أعضاء لجنة الحوار التي كان مبرمجا لها استئناف الحوار في تونس بعد نهاية شهر رمضان مباشرة ،هذا القلق ترجمه رئيس وفد الحوار التابع لمجلس النواب عبد السلام نعية وأعضاء آخرين من وفد الحوار عن المجلس الأعلى للدولة ،الذين استبعدوا إمكانية انعقاد جلسات الحوار السياسي بين البرلمان والأعلى للدولة في ظل وجود اسم رئيس المجلس الأعلى للدولة ضمن قائمة الإرهاب التي أصدرتها لجنة الأمن القومي بالبرلمان ومباركة القيادة العامة للجيش لذلك.

ردود فعل متضاربة
ويضيف أعضاء لجنة الحوار عن الأعلى للدولة في ردة فعل عبر الفضائيات المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي اغلب قيادات تيار الاسلام السياسي شملتها قائمة الإرهاب العربية قيادة الصف الأول الغرياني بالحاج الصلابي، ثم جاءت قائمة لجنة الأمن القومي لتحدد 75 اسما إضافيا والقائمة قابلة للتوسع .ويرى عدد من أعضاء وفد الحوار للأعلى للدولة بان الموقف يستوجب التعمق والبحث في خفايا ما يجري من تطورات.
ويشير البعض إلى أن صفقة ما بصدد الإعداد في الكواليس ما بين رئاسة مجلس النواب ورئيس المجلس الرئاسي وقوى فاعلة خارجية ،وليس من المستبعد تكشف تلك الأطراف الخارجية الخطة التي تكفل تعديل الاتفاق السياسي وتضمينه ثم تمرير حكومة الوفاق وطي صفحات الأزمة.

مضمون الخطة هو إزاحة عبد الرحمان السويحلي فهذا تجلى بوجود اسمه بقائمة الإرهاب . والتحاق جميع أعضاء المؤتمر المنتخبون في 7/7 بالأعلى للدولة وانتخاب شخصية معتدلة بعيدة عن الجدل ومن غير المنتمية لتيار الإسلام السياسي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115