سيجلب الويلات والدمار.. واضاف في حديثه لـ«المغرب» ان هناك مسارا متغيرا بدأ منذ احداث 2011 وتحول الى صراعات دموية في العديد من اقطار المنطقة معتبرا ان ذلك يفرض تحديات على الدول التي تشهد استقرارا لكي تحافظ على استقرارها وتمضي بالتقدم في اجواء مشتعلة.
• الازمة الخليجية الى اين وهل نحن امام حرب كبرى قادمة؟
هناك حرب قائمة في الخليج وتدور رحاها في اليمن، وايضا دول الخليج تلعب دورا في نزاعات المنطقة من ناحية سوريا او العراق او حتى ليبيا والسودان بشكل او بآخر. وهناك اتهامات متبادلة بين بعض الدول العربية وهو امر مؤسف جدا ولا يمكن التصدي للارهاب ولا التصدي لحال اللااسقرار القائمة في المنطقة من غير لغة الحوار.. لان العنف لا يجر الا عنفا آخر ،ويجر تدخلات اخرى خارجية من قبل دول في العالم ، لان الاسلحة التي تستخدم في الحروب لسنا نحن من نصنعها بل هي مستوردة ومن يدخل حربا يبحث دائما عن مساند خارجي . هناك وضع قائم فيما يتعلق بقطر نحن ننظر الى هذه المسألة بعين الاسف والاسى ونعتقد انه ليس هناك من افق للحل غير لغة الحوار . اذا كان التصعيد سيستمر سيجلب الويلات الى جميع دول المنطقة وليس فقط الدول المعنية في الازمة .الكل معني في الحرب كما الكل معني في السلم ..لغة الحوار يجب ان تكون سائدة والتنازلات بين دولة واخرى مطلوبة في هذا الشأن من أجل امن الانسان ومن اجل امن المنطقة وهو الخيار المناسب الذي يمكن ان يتم من خلال الوساطة وهناك دور حميد يقوم به امير دولة الكويت نأمل ان تتحول هذه المبادرة الى وساطة فعلية بين قطر ودول خليجية اخرى.
• من مِنْ مصلحته تفجير الوضع في الشرق الاوسط؟
هناك مستفيدون من حال اللاستقرار، كل من هو طرف غير مباشر في هذه الازمة هو مستفيد، وبالتالي جميع دول المنطقة متضررة ليت الجميع يقتنع ان لغة الحوار وحدها كفيلة بحل مختلف النزاعات ...عندما تتفكك دولة وتذهب مواردها تتقاسمها معظم الدول الاقليمية بل كل القوى العالمية الكل جاهز ليأخذ منها . اذن موضوع السلام تحد كبير لأنه لا يعطى انما يؤخذ وهو حق لهؤلاء الشعوب .وليت القادة ينصتون للغة الحوار لأن المزيد من التسرع يعني مزيدا من الضحايا والخراب والمزيد من التفكك..
• ما مصير مجلس التعاون الخليجي بعد هذا التصدع؟
مجلس التعاون الخليجي مكون من الدول الخليجية والتصدع بين قطر من جهة والسعودية والامارات يأتي ليزيد الطين بلة ، نحن بحاجة الى مزيد من الوحدة لا الى مزيد من التشقق ونأسف لما يحصل على قاعدة الاتهامات المتبادلة بتغذية الارهاب . بدل ان يكون الجميع في جبهة واحدة ضد كل ما غير اخلاقي وانساني وضد اي تدخل على حساب مصالح المنطقة واستقرار شعوبها ، نجد الجميع متحمسا للتصعيد ..
• كيف ترون قرار تركيا نشر جيوش على ارض قطر؟
تركيا هي دولة اقليمية لها مصالحها . وعندما تدعم قطر تدعم النفوذ التركي في المنطقة وهذا بالمنطق السياسي. ونعتقد ان القرار الاساسي موجود في دولة قطر عليها ان تتخذ القرار المناسب كما ان الدول الاخرى يجب ان يعتمدوا لغة التفاوض... المخاطر كبيرة على الجميع وعلى قطر كما على السعودية والبحرين واي دولة اخرى ونحن جميعا بحاجة الى الاستقرار ... يجب ان نفكر كيف نطور الزوايا الامنية ونطور جيشا موحدا ويجب ان نتفق على جملة من المبادئ نعالج نزاعاتنا من خلالها .النزاعات امر طبيعي لكن يجب ان نعرف كيف نتعامل معها ..واذا لم يتم تدارك هذا الوضع فالهيكل سيسقط على الجميع دون استثناء.
• هل نحن امام شرق اوسط جديد بدأ يتشكل وما ابرز ملامحه؟
نحن امام شرق اوسط جديد لكن من المؤسف ان حدوده تكتب بالدم ولا تكتب بالثقافة والحضارة والكلمة ولا تتحقق امنيات الشعوب من خلالها. الواقع جدا محزن لان هناك حقوقا لأناس تنتهك على مختلف الصعد الفردية والجماعية.. هنالك جماعات مكونة من اصحاب المشاريع التي لا تمت بصلة الى ثقافة المنطقة وقادمة اليه من مختلف اصقاع الارض ...فمشاكل العالم كلها مجمعة في الشرق الاوسط ....يتكون شرق اوسط جديد بعيدا عن امنيات شعوب المنطقة الاصيلة وما قد ينشأ في المستقبل القريب لن يكون هو النهائي لان النهائي يكون على قواعد ثابتة ومستمدة من تاريخ الشعب وامنياته وحقوق هؤلاء الناس وبالتالي نحن امام تغيرات ستبقى مستمرة ليكون هنالك شرق اوسط جديد ...نحن في مسار متغير بدأ منذ 2011 وتحول الى صراعات دموية في العديد من اقطار المنطقةوالتحديات قائمة ايضا في الدول التي تشهد استقرارا كي تحافظ على الاستقرار وتمضي بالتقدم في اجواء مشتعلة.
• كيف يمكن لشعوب المنطقة ان تواجه ما يحصل؟
التحدي كبير جدا ومن المخطئ ان نقول ان القرار بيد شعوب المنطقة . هناك مسؤوليات تلقى على عاتق شعوبنا وعلى عاتق المؤسسات بمختلف انواعها الاقتصادية والدينية والمدنية ومسؤوليات تقع على عاتق الحكومات والمنظمات الاقليمية القائمة، من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي...ومسؤوليات على الامم المتحدة لان المشكلة ليست محلية بل عالمية وهنا نشهد لقاءات كثيرة لدول ذات تأثير ونفوذ تقرر فيها مواضيع خاصة بالحرب والسلم .اذن المسألة معقدة على مختلف الاصعدة
• تقييمكم لسياسات ترامب ولنتائج جولته الشرق اوسطية؟
الولايات المتحدة لا شك انها دولة عظمى بما تملك من سلاح واقتصاد وقدرات دبلوماسية وهي ايضا بموقعها وعلاقاتها في العالم بالطبع لها مصالحها والسياسة هي مصالح من هنا هي تبني جسور الترابط مع منطقة غنية بالنفط من ناحية والمصدر الاساسي للطاقة من ناحية اخرى ...الشرق الاوسط يقع في وسط العالم بين اسيا وأفريقيا واوروبا والذي يحفظ نفوذه في المنطقة يكون له دور محوري على صعيد السياسة العالمية . وبالتالي ما تقوم به الولايات المتحدة وروسيا او حتى الدول الاقليمية مثل تركيا وايران ..كل هذه المحاور تؤثر على استقرار المنطقة وما قام به ترامب هو في هذا السياق لتعزيز علاقته مع بعض الدول. وما نتمناه ان يكون محور العمل والأنشطة السياسية لخدمة الانسان وحقوقه وخدمة الشعوب ..لا يقوم سلام على قاعدة انتهاك الحقوق ..وحقوق الدول بسيادتها واستقلالها .ولا ننسى ان القضية الجوهرية والمحورية في المنطقة هي الصراع العربي الاسرائيلي الذي ينتهك حقا جوهريا وانسانيا وجوديا لشعب اقتلع من ارضه ولا يعطى حقه الطبيعي بان تكون له دولته المستقلة.. كل اجتماع دولي لا يأخذ بعين الاعتبار بشكل جوهري قضية فلسطين نعتبره اجتماعا هامشيا..فما يقف وراء كثير من النزاعات في المنطقة هو الصراع العربي الاسرائيلي ..