علي مراد الكاتب اللبناني المختص في الشأن الخليجي لـ«المغرب»: «مايحدث بين دول الخليج هدفه تطويع قطر ودفعها إلى اللحاق بالسياسة السعودية المعادية لإيران في المنطقة»

•«لدى حركة حماس وباقي المنظمات المدعومة من قطر خيارات أخرى منها تركيا وإيران»
قال الكاتب اللبناني المختص في الشؤون السعودية علي مراد لـ«المغرب» أنّ مايحصل اليوم بين

الدول الخليجية تم التنسيق له خلال القمة العربية الأمريكية مؤكدا ان السعودية تريد تأكيد امتلاكها ارادة القرار الخليجي في مواجهة الاستقواء القطري. وتابع مراد انّ كل هذه التراكمات تدل على وجود مخطط امريكي سعودي اماراتي لتطويع كل الاصوات المعارضة في الخليج تمهيدا للمرحلة القادمة في مواجهة ايران .

• لو تقدمون لنا قراءتكم لأسباب الازمة الحادة بين الدول الخليجية وأبعادها؟
مايحدث اليوم بين دول الخليج السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة اخرى يندرج ضمن الجهود التي تقوم بها الرّياض لتطويع قطر ودفعها الى اللحاق بالسياسة السعودية في المنطقة . هذا التوجه ظهر بعد قمة الرياض الاخيرة بحضور الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب.
لذلك من الواضح ان السعودية أرادت تأكيد أنّها تمتلك ارادة القرار الخليجي ومن هنا كان هذا الهجوم الذي اعد بشكل مسبق ، خاصّة وان كل هذه الخطوات التي شاهدناها منذ اسبوعين هي منسقة بين السعودية والإمارات خاصة بعد زيارة ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد الى الرياض واجتماعه بالملك السعودي وقيادات اخرى كل هذا كان في شكل تنسيق لخطوات قطع العلاقات التي اعلن عنها من كافة الدول التي اعلنت القطيعة مع الدوحة .

• كيف ترون المشهد في منطقة الخليج العربي نتيجة هذه الازمة ؟
كان هناك محاولات قطرية من اجل تبرير موقفها لكن واضح ان الحملة منظّمة، ورغم ذلك لا يمكن توقع اكثر مما كان من سحب السفراء وقطع العلاقات مع العلم انه كان هناك خطوة مشابهة في مارس 2014 عندما سحبت دول خليجية سفراءها من قطر لكن سرعان ماعادت وفق ميثاق شرف اتضح فيما بعد ان هذا الميثاق كان اعلاميا فقط وان قطر استمرت في سياستها .
الامر المختلف اليوم هو ان الامريكيين حينها لم يتدخلوا اما اليوم فهم يتدخلون مما يؤكد وجود ضوء اخضر امريكي للسعودية والإمارات بشان التحرك وشن هذه الحملة . هذا لا يعني أن امريكا قررت القضاء على قطر لأنه يجب ان لانغفل ان اكبر قاعدة امريكية موجودة في قطر وهو ماجعل الدوحة تستقوي على جيرانها بوجود هذه القاعدة على اراضيها الامر الذي يعني اننا قد لانشهد هجوما عسكريا على قطر طالما هذه القاعدة موجودة . لكن المؤكد هو وجود ضوء امريكي واضح للإمارات والسعودية من اجل تحجيم دور قطر ودفعها والضغط عليها من اجل التخلي عن علاقتها بالإخوان المسلمين وان تطرد شخصيات اخوانية موجودة على اراضيها وان تبتعد عن ايران لتركن في «الحظيرة» الخليجية .

• برأيكم هل كانت القمة العربية الأمريكية الأخيرة مائدة تفاوضية حول ماحصل اليوم؟
هذا التوجه هو من افرازات قمة الرياض السعودية بالتعاون مع الامارات ، فالسعودية والإمارات اتفقا مع الولايات المتحدة الامريكية على ان تكون المرحلة القادمة مختلفة عما سبقها. هناك سعي لتنظيف المنطقة من اي اصوات معارضة تمهيدا لمرحلة قادمة ربما تخطط فيها امريكا بالشراكة السعودية ان تكون خلالها منطقة الخليج منطقة توتر باتجاه ايران .
هذا يمكن قراءته من خلال تأكيد السعودية على تسعير الحملة في اليمن ، وأيضا الاحداث العنيفة التي لايغطيها الاعلام في القطيف الحدودية مع اليمن .
كل هذه التراكمات مؤشر على ان السعودية تخطط بالشراكة مع امريكا لتطويع كل الاصوات المعارضة في الخليج تمهيدا للمرحلة القادمة التي قد تشهد تصعيدا امريكيا سعوديا اماراتيا باتجاه ايران .

• ماذا عن الدول التي التحقت بصف السعودية والامارات، هل يمكن ان تكون هذه المواقف بداية عزلة اقتصادية وسياسية لقطر؟
الامر عينه الذي حصل عندما قطعت السعودية علاقاتها بإيران يتكرر اليوم،لنا مثلاً ان نلاحظ على سبيل المثال جزر المالديف التي اعلنت عن قطع علاقتها بإيران بعد ساعات على اعلان السعودية ذلك والامر عينه حصل مع قطر اليوم.
هذه الدول تابعة ومرتبطة بالرياض اقتصادياً وانتفاعياً ولا تملك الا ان تسير مع الموجة، ماعدا مصر اذ يمكن القول انها من المستفيدين الرئيسيين من مسعى تحجيم الاخوان المسلمين وملاحقتهم وبالتالي اهدافها تختلف عن الدول التابعة الاخرى.

• كيف ترون تأثير هذا القرار على الحركات التي تدعمها قطر مثل حماس غيرها؟
قطر تدعم حماس وطالبان والكثير من افرع الاخوان المسلمين في مختلف دول المنطقة والعالم، لا اعتقد ان حماس مثلاً سوف تتأثر كثيراً بقرار محاصرة وعزل قطر.
لدى الحركة خيارات اخرى منها تركيا وإيران .. طهران سترحب بقيادات حماس على ارضها في حال قررت قطر ترحيل قياداتها جراء الضغط السعودي الاماراتي المصري الذي تقف خلفه واشنطن بالتأكيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115