خطوات ماكرون الأولى على الساحة الدولية: «ممثلو الرئيس بشار سوف يشاركون في الانتقال الديمقراطي»

بعد أن زار برلين مباشرة إثر تسلمه السلطة قام الرئيس إيمانويل مكرون بزيارة القوات المسلحة الفرنسية شمال مالي مجسما بذلك وعوده الا انتخابية ومواصلا تقليدا جمهوريا يكرس التقارب الفرنسي

الألماني. لكن جل الملاحظين كانوا يترقبون مشاركته في قمم الحلف الأطلسي و السبعة الكبار واستقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي للوقوف على قدراته الرئاسية أسبوعا بعد دخوله قصر الإيليزي.

من الواضح أن الرئيس الشاب (39 سنة) كان نجم هذه القمم الدواية وقد نجح في فرض شخصيته و طرح مواقفه بأسلوب جديد أدهش مناصريه ومعارضيه. من البداية طغت على الساحة الدولية المصافحة الغليظة التي فرضها عليه الرئيس الأمريكي ترامب خلال لقائهما على هامش قمة الحلف الأطلسي والتي تمكن من خلالها من قلب الموازين لفائدته حيث أجمعت وسائل الإعلام الأمريكية عن «انتصار» ماكرون الرمزي على ترامب في أول امتحان له.

دعم المشروع الأوروبي
منذ حملته الانتخابية أكد إيمانويل ماكرون على توجهه الأوروبي خلافا لجل منافسيه الذين قبلوا بعضا من أطروحات اليمين المتطرف الداعية للتراجع عن النهج الأوروبي. وواصل الرئيس المنتخب هذا التمشي خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي يشاطرها دفاعها عن الإتحاد الأوروبي كسقف موحد للأمم الأوروبية. وعاين في برلين المساحة الممكنة للتحرك نحو إعادة هيكلة الإتحاد بعد البريكسيت وتفتح المستشارة على الأفكار الجديدة الممكن الإعتماد عليها لتطوير أوروبا و جعلها تنهض من سباتها.

وكانت قمة الحلف الأطلسي أول امتحان لماكرون حيث عاين الموقف الهجومي للرئيس ترامب الرامي إلى تركيع الأوروبيين و إخضاعهم للإرادة الأمريكية بتعلة عدم تمويلهم الكافي للمنظمة. وساهمت المناقشات خلال القمة في تقوية وعي الرئيس ماكرون بضرورة الدفاع عن وجهة نظر أوروبية للمسائل العالقة والمتعلقة بأوروبا مثل مقاومة الإرهاب و تطبيق اتفاق باريس حول الإحتباس الحراري وقضية دعم الدول النامية و المساهمة في إدارة قضايا الهجرة و اللاجئين التي تتخبط فيها أوروبا. و أظهر مكرون خلال لقاءاته بزعماء العالم الغربي قدرة على طرح وجهة نظره بكل حرية و بجرأة ،اعتمادا على الأيام القليلة من الخبرة على رأس الدولة الفرنسية، في المسائل الدولية الشائكة في سوريا و ليبيا و أوكرانيا. و إن لم ينجح في تغيير وجهة نظر دونالد ترامب في خصوص اتفاق باريس 21 فإنه اعتبر أن ترامب «رجل براغماتي و أنه يأمل أن يدرك أهمية الاتفاق و أن يلتحق به و لو على مراحل.»

إعادة العلاقة مع روسيا
المرحلة الأخيرة من لقاءات ماكرون كانت في قصر فرساي حيث استقبل الرئيس فلاديمير بوتين في إطار تدشين معرض لويس الكبير. وحظي الرئيس الروسي باستقبال ملكي وحفاوة مهدت إلى إعادة العلاقات الفرنسية الروسية إلى سالف طبيعتها. وقام ماكرون خلال اللقاء بطرح كل أسئلته بجرأة فائقة إذ ساءل بوتين في مسائل احترام حقوق الإنسان وانتهاك قواته التراب الأوكراني و وضع الأقليات في الشيشان. و قام خلال الندوة الصحفية التي تلت اللقاء بالتنديد بوسائل الإعلام....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115