القمة الأمريكية السنية في الرياض: الإستراتيجية الأمريكية من أوباما إلى ترامب

قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأول زيارة له خارج الولايات المتحدة إلى الرياض حيث ترأس ثلاث قمم بالجملة الأولى مع العاهل السعودي والثانية مع زعماء دول الخليج و الثالثة

بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية الإسلامية. و كانت فرصة لإعادة ترميم العلاقات الأمريكية السعودية و الأمريكية العربية على أسس جديدة بعد أن تدهورت في عهد باراك أوباما. وشارك في القمة الأمريكية الإسلامية أكثر من50 زعيم دولة منهم 37 رئيس دولة ورئيس حكومة بما فيها تونس للتشاور في مسألة مقاومة الإرهاب في المنطقة.

«زيارة ملكية» للرئيس الأمريكي، هكذا عبرت عنها الصحف الأمريكية بعد أن استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز بنفسه دونالد ترامب من سلم الطائرة «آر فورس وان» خلافا لاستضافة باراك أوباما عام 2016 عندما لم ينتقل الملك سلمان للقائه في المطار. سياسة أوباما الرافضة للتدخل في سوريا عام 2013 والمحترزة على قصف المدنيين في اليمن من قبل الطيران السعودي خلفت برودة في العلاقات تأججت بمساندة البيت الأبيض لحركة الإخوان المسلمين بعد أن استنفرت الرياض من مساندة الرئيس الأمريكي لثوار الربيع العربي. هذه المرة الرئيس الأمريكي قدم مسنودا بالكونغرس الذي يتحكم فيه الجمهوريون الحليف التقليدي للنظام السعودي.

تغيير الموقف الأمريكي
خطاب دونالد ترامب أمام زعماء العالم العربي والإسلامي كان منتظرا من كل العواصم في العالم لما لهذه العملية من تعقيد بعد أن كرس دونالد ترامب حملته الانتخابية على معاداة الإسلام و التنديد ب»الإرهاب الإسلامي» وسنه مرسوما رئاسيا يمنع دخول المسلمين من 7 دول إسلامية معتبرا أن «الإسلام يكرهنا». القضية الشائكة تكمن في أن ندد ترامب عام 2011 بالنظام السعودي معتبرا إياه «أكبر داعم مالي للإرهاب في العالم» ثم أعاد الكرة عام 2016 في حوار لفوكس نيوز عندما قال:»من فجر مركز التجارة العالمي؟ ليسوا العراقيين، بل العربية السعودية». و زاد الغموض عندما أسند البيت الأبيض مسؤولية كتابة خطاب الرياض لستيفن ميلر، قلم الرئيس و كاتب نص المرسوم ضد المسلمين.

لكن الكلمات الأولى في خطاب ترامب باتت مناقضة لما كان متوقعا. فاستهل ترامب خطابه قائلا: « إني أقف أمامكم وأنا أمثل الشعب الأمريكي، لأقدم رسالة صداقة وأمل وحب». وإن سقطت عبارة «حب» من الترجمة الرسمية للخطاب ومن نصوص الصحافة السعودية فإن تغيير الموقف المذهل المعلن أمام زعماء العالم الإسلامي كان وزنه عشرات مليارات الدولارات من النفقات السعودية على المعدات العسكرية والبنية التحتية في المملكة. تجسم تغيير الموقف الأمريكي في مساندة الدول و التعبير عن «عرض شراكة» معها:«لسنا هنا لنملي على الاخرين كيفية عيش حياتهم أو التصرف أو ممارسة دينهم». وإن خاطب باراك أوباما عام 2009 العالم الإسلامي وشبابه واعدا بالديمقراطية فإن دونالد ترامب ركز خطابه على تحقيق السلم و الاستقرار المهدد من قبل الحركات الجهادية والتكفيرية: «ومن جانبنا، فإن أمريكا ملتزمة بتعديل استراتيجياتها لمواكبة تطور التهديدات والحقائق الجديدة. سنتخلى عن الاستراتيجيات التي لم تنجح، وسنطبق نهجاً جديداً مستنيراً بالخبرة والفطنة. نحن نعتمد الواقعية الأخلاقية، المتجذرة في القيم والمصالح المشتركة.»

تحميل المسؤولية للمسلمين
وأشار الرئيس الأمريكـــي إلى أن «95 % من ضحايا الإرهاب من المسلمين» و أن الهدف .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115