تمهيدا لبلورة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة الليبية: الكونغرس يعقد جلسة استماع لديبورا جونز وجوناثان وينر

عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي – الكونغرس – جلسة استماع واحاطة حضرها كل من المبعوث الامريكي الخاص الى ليبيا جوناثان وينر وسفيرة الولايات المتحدة الامريكية لدى ليبيا ديبورا جونز.وكان السؤال الابرز المطروح من طرف

اعضاء الكونغرس هل تكتفي الولايات المتحدة بدور محاربة تنظيم «داعش» الارهابي في ليبيا وما حقيقة التدخل الروسي هناك ؟

في مستهل احاطتها امام لجنة العلاقات الخارجية الكونغرس – استعرضت ديبورا جونز السفيرة السابقة الأمريكية لدى ليبيا تفاعل الولايات المتحدة مع الأحداث منذ بداية ثورة 17 فيفري، مؤكدة بان قيادات الثوار أكدت القدرة على ملء الفراغ الحاصل بعد اسقاط النظام لكن ذلك لم يتحقق وانزلقت البلاد الى الفوضى والعنف المسلح ، ديبورا اضافت في ذات السياق أن اكتفاء الولايات المتحدة بدور محاربة الارهاب لا يكفي للدفاع عن مصالحها بالمنطقة .وذكرت في هذا الإطار بان تقرير الافريكوم للسنة 2016 أكد مخاطر وتداعيات استمرار الفوضى في ليبيا واستغلال الجماعات الارهابية لحالة الفراغ السياسي و الامني في ليبيا .و نبه التقرير من تعاون تنظيم «داعش» في ليبيا مع جماعة بوكو حرام وتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي ،بالإضافة الى سعي وتخطيط داعش لتنفيذ عمليات ارهابية في دول جوار ليبيا ولا سيما في تونس ومصر. وأشارت ديبورا جونز إلى أن واشنطن لن تقبل بحدوث عمليات ارهابية انطلاقا من الاراضي الليبية داخل مصر الدولة الحليفة للولايات المتحدة كما أن واشنطن لن تقبل باستهداف الاراضي التونسية .وسبق للولايات المتحدة الامريكية ان اضطرت للتدخل العسكري من خلال قصف تمركز ‘’داعش’’ في مدينة صبراته قرب الحدود التونسية عندما بلغتها معلومات استخباراتية تفيد بعزم ‘’داعش’’ القيام بعملية ارهابية داخل احدى دول الجوار .

السفيرة الأمريكية السابقة لدى ليبيا أكدت من جهة اخرى بأن دعم الافريكوم لما يسمى بالبنيان المرصوص كان محدودا في الزمان والمكان ،وذلك بعد أن اتضح للافريكوم بأن المجموعات المسلحة المكونة للبنيان المرصوص و لئن كانت التزمت بالعمل تحت شرعية حكومة الوفاق فإن التزامها غير موثوق به ومستعدة للتخلي عن السراج في اي لحظة .

حقيقة التواجد الروسي
من جانبه ذكر جوناثان وينر المبعوث الخاص لدى ليبيا بان تقارير سابقة تحدثت عن تواجد عدد من الخبراء الروس في احدى القواعد المصرية المتاخمة لحدود ليبيا ،وإمكانية ان يكون هؤلاء الخبراء بصدد تقديم دعم ما لقوات حفتر لكن ذلك التواجد يبقى غير مؤكّد وشدّد وينر على ضرورة مضاعفة الاهتمام الامريكي بالملف الليبي ودعم رئيس المجلس الرئاسي لفرض سلطة حكومة الوفاق بعد

ايجاد توافق بين السراج وحفتر. وأيضا ضرورة تواجد الطرف الامريكي على طاولة التفاوض ، و اشار جوناثان وينر الى أن الصورة الراسخة في أذهان الرأي العام الليبي تحصر الدور الامريكي في بلدهم في محاربة الارهاب وحماية النفط والحال أن الولايات المتحدة تريد حقيقة مساعدة ليبيا في بناء دولة ديمقراطية وانشاء شراكة ثنائية للحفاظ على المصالح المشتركة .

ويرى متابعون للشأن الليبي في جانبه السياسي أن أحد اسباب تعثر التسوية للأزمة الراهنة هو تخلي المجتمع الدولي والقوى الكبرى تحديدا عن دورها وواجبها الاخلاقي وحتى القانوني تجاه ليبيا ، فهي اي تلك الدول الولايات المتحدة – بريطانيا - فرنسا – ايطاليا سارعت بالتدخل لإسقاط القذافي ثم تراجعت وانسحبت لتترك الليبيين يتقاتلون على السلطة والثروة.

ولفترة زمنية طويلة غاب الملف الليبي عن أولويات اهتمام تلك الدول ليأتي بعد ذلك انتخاب الرئيس ترامب ليكرّس ذات التوجّه السلبي عندما صرح بأنه لا يتصوّر دورا لإدارته في ليبيا – تصريح دفع بالكونغرس للفت انتباه ساكن البيت الابيض الجديد الى ضرورة مراجعة موقفه ، ويجمع المتابعون بان مجلس الشيوخ وعبر نخبة العلاقات الخارجية .وبعد جلسة استماع لكل من السفيرة ديبورا جونر والمبعوث الخاص جوناثان أيضا والإطلاع على تقارير المخابرات و الافريكوم سوف يقوم بتحديد ملامح السياسة الامريكية تجاه ليبيا والخطوت العاجلة والآجلة الواجب على دونالد ترامب اتخاذها.

اولى تلك الخطوات هي دعوة فائز السراج لزيارة البيت الابيض على ان تسبق تلك الزيارة اجتماع ثان بين السراج وحفتر في احدى الدول العربية – مصر على الارجح -وضرورة ان يحصل اتفاق نهائي ملزم بين الطرفين قبل زيارة واشنطن .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115