للحديث بقية: ذكرى النكبة ومعركة الماء والملح

تأتي الذكرى ال 69 للنكبة هذا العام في ظل هواجس وتحديات عديدة تعيشها ليس فقط فلسطين بل المنطقة برمتها.....اذ لم يعد يخفى على احد ان هناك حسابات ومصالح بصدد اعادة تشكيل خريطة العالم العربي بدءا بسوريا والعراق مرورا باليمن وصولا الى ليبيا وغيرها ..

وفي ظل كل هذه الصراعات والانتكاسات بقي الشعب الفلسطيني يواجه بمفرده سياسات الميز العنصري الاسرائيلية ..ويبتكر مع كل يوم اساليب جديدة لمحاولة فك الاسر وتحرير الارض ..ومعركة الامعاء الخاوية التي تدخل اسبوعها الرابع هي احدى اهم هذه الاشكال ..فقد اختار اكثر من 1600 اسير فلسطيني ان يستعملوا امعاءهم كسلاح في وجه المحتل ..اختاروا ان يواجهوا مصيرهم بالماء والملح فقط ...وقد وجدت معركتهم اصداء وتفاعلا عربيا واقليميا واسعا..ويأمل قادة الاضراب ان يصل الى العالم اجمع ليسمع صوت الاسرى وصوت فلسطين ...

امس اجتمع آلاف الفلسطينيين امام مقرات الامم المتحدة في غزة ورام الله وغيرها ورفعوا لافتات كتب عليها « عائدون يا فلسطين والأجداد يموتون والابناء لا ينسون»..وقد تزامن احياء ذكرى النكبة ايضا مع توجه نواب في البرلمان الاوروبي لإصدار بيان يتضمن انتقادا فيما يتعلق بنزاع الشرق الأوسط بخلاف جديد بين الاتحاد الأوروبي و«إسرائيل»، بدعوة من المعسكر الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان..خطوة تؤكد مجددا ان كل المعارك الدبلوماسية التي تدار في الخارج هي بقدر ما تحمل من رمزية، فانها تؤسس لرؤية غربية جديدة لواقع فلسطين المحتلة والعلاقة مع « اسرائيل».. وقد ادت هذه المواجهة الدبلوماسية -التي يقودها خبراء في القانون داعمون للقضية الفلسطينية- في وقت سابق الى إلزام الاتحاد الأوروبي بوضع ملصقات لتمييز المنتجات الزراعية القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

لعل من المهم استذكار يوم النكبة لاستخلاص العبر والدروس ..ولكن ما يحصل في الشرق الاوسط وفي بلادنا المشتعلة بتدخلات عسكرية خارجية لا يعبر عن ان الفئات التي تحكم اليوم الدول العربية قد استوعبت دروس الماضي ..بل هي غارقة اكثر فأكثر في حروب خارجية على ارضها وبأدواتها..واذا كاننا نحيي ذكرى النكبة منذ سبعين عاما ، فاننا وبعد سنة 2011 وما تلاها من حروب بتنا نشهد نكبات جديدة مع اعداء جدد على رأسهم الارهاب الذي بات احدى الاساليب والأسلحة الجديدة لضرب دولنا لكن بأدوات محلية..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115