Print this page

الجزائر تحتضن اجتماع دول الجوار في الثامن من ماي القادم

أعلن رمضان رمضان العمامرة وزير الخارجية الجزائري بان اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الحادي عشر سوف يجرى في الجزائر انطلاقا من الثامن من شهر ماي المقبل.

وأكد العمامرة على أن الملف الأمني للازمة الليبية سيكون على طاولة النقاش معلوم أن الوزير المنتدب عبد القادر مساهل قام مؤخرا بزيارة امتدت بثلاثة أيام إلى ليبيا شملت مدن شرق وغرب ليبيا وحرص مساهل على سماع جميع الفرقاء وقد حدد هؤلاء الفرقاء للمسؤول الجزائري مطالبهم وشروطهم تمهيدا لانخراطهم في العملية السياسية .

ويرى مراقبون أن زيارة الوزير الجزائري إلى ليبيا واجتماعه مع كل الفرقاء واعيان القبائل يحمل عدة رسائل للداخل والخارج. محليا تريد الجزائر أن تطمئن الليبيين على انها تقف على مسافة واحدة من الفرقاء وأنها متمسكة بوحدة ليبيا وسيادتها . وخارجيا تريد الجزائر من وراء زيارة مساهل ولقائه حفتر والمجلس الرئاسي وقيادات مصراتة والزنتان ، أن تبرهن بالدليل على أنها تقريبا البلد الوحيد حتى من بين دول الجوار الذي يتواصل بهذه الكيفية مع كل الفرقاء، وهذا وحده يكفي كي تلعب الجزائر دور الوسيط في الأزمة الليبية.

تنافس وصراع ؟
ويلفت المراقبون النظر إلى أن التنافس والصراع مازال قائما مع دول الجوار فيما يتعلق بمسك خيوط الأزمة، إذا ان الموقفين الجزائري والمصري مازالا غير متجانسين، فالقاهرة تدعم قوات المشير حفتر وتعتبرها جيشا وطنيا بينما ترى الجزائر غير ذلك وقد تجلى دعم مصر القوي لحفتر خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي حيث جدد ممثل مصر الطلب حظر توريد السلاح للجيش الليبي ، طلب تعارضه الجزائر وتطالب بتأجيل البت فيه إلى حين تشكيل جيش موحد يعمل تحت سلطة مدنية . وهو ذات التمشي الذي تنادي به الدول العظمى باستثناء روسيا لكن حلفاء حفتر وبتعلة محاربة الإرهاب يطالبون برفع الحظر ولو بشكل جزئي بما يسمح بتفعيل اتفاقيات قديمة لشراء الأسلحة كتلك الموقعة مع روسيا الاتحادية عهد النظام السابق.

ضغوطات على ترامب
على صعيد متصل، طالب مشرعون بمجلس الشيوخ الأمريكي الكونغرس الرئيس دونالد ترامب بضرورة لعب دور مهم في ليبيا باعتبار المصالح الأمريكية سواء في ليبيا أو في المنطقة عموما. من جانبها كشفت وكالة المخابرات الأمريكية أن تفاقم الأزمة الليبية والفوضى الأمنية وانفلات الوضع بالحدود يمثل ارضا رخوة لتواصل الجماعات الإرهابية من ليبيا إلى منطقة الساحل والصحراء أو العكس. وطلب المشرعون جاء على خلفية تصريحات ترامب لدى استقباله رئيس الوزراء الايطالي والتي ذكر فيها بأنه لا يرى دورا أمريكا في ليبيا باستثناء محاربة الإرهاب، وان الولايات المتحدة لن تكون شرطي العالم . ويجمع المتابعون في هكذا مستجدات بان السياسة الخارجية الأمريكية لا يحدد ملامحها الرئيس لوحده وإنما تدخل فيها أجهزة وأطراف أخرى والرئيس هو مترجم لملامح تلك السياسة. أهم تلك الأطراف ، الكونغرس، المخابرات، مراكز الأبحاث ،وكبرى الشركات، وتصريحات ترامب السابقة تعكس وجهة نظره وليس تقارير المخابرات وأراء الكونغرس وخلاصة مراكز الأبحاث .

المشاركة في هذا المقال