احتضنته ايطاليا الاسبوع المنقضي: خفايا لقاء عقيلة صالح بعبد الرحمان السويحلي

اختتم عبد القادر مساهل الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية زيارته لليبيا التي استغرقت ثلاثة أيام بلقائه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ،حيث جرى استعراض نتائج الزيارة وشدد المسؤول الجزائري على انه لا حل عسكري للازمة

الليبية وان الحوار هو الخيار الأمثل والوحيد لإنهاء الصراع مؤكدا دعم الجزائر لجميع الأشقاء الليبيين

وكان عبد القادر مساهل زار كلا من بنغازي ومصراتة – والزنتان حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة .وفي تطور سياسي لافت اجتمع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي في روما بحضور سفير ايطاليا لدى طرابلس وقد أحيط اللقاء بتكتم شديد. غير أن مصادر مقربة من السفير الايطالي ذكرت أنه وعلى هامش لقاء عقيلة صالح مع السويحلي، جرى الإعلان عن دفع استثنائي لعقوبة تحجير السفر المفروضة على رئيس البرلمان من طرف لجنة عقوبات مجلس الأمن الصادرة ضد كل من رئيس البرلمان ورئيس المؤتمر الوطني السابق ورئيس حكومة الإنقاذ على خلفية تعثر الاتفاق السياسي.

ذات المصادر أشارت إلى أن خطوة رفع العقوبة على عقيلة صالح جاءت بدعم وحرص ايطالي رغم ممانعة ومعارضة بريطانيا .

يرى متابعون لمسار التسوية السياسية المتعثر بان لقاء رئيس مجلس النواب ورئيس الأعلى للدولة تكتسي أهمية بالغة في سياق الجهود المبذولة لاستئناف الحوار السياسي ،وتقريب المواقف بين البرلمان الأعلى للدولة سيما مع قرب إعلان البرلمان عن تشكيل وفده المحاور .

ويضيف المتابعون بان الديبلوماسية الايطالية سواء من خلال السفير الايطالي لدى ليبيا أو وزير الخارجية الايطالي بذلت جهودا كبيرة في الجمع بين عقيلة صالح وعبد الرحمان السويحلي ،وكان لمرونة مواقف السويحلي إزاء أزمة الجنوب دور في موافقه رئيس مجلس النواب على المبادرة الاخيرة.

دور طلائعي لايطاليا
إلى ذلك أثار تصريح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الذي أكد فيه انه لا يرى دورا لبلاده في ليبيا غير محاربة الإرهاب ردود أفعال متضاربة إذ اعتبر البعض بان الولايات المتحدة لا تضع الملف الليبي على رأس اهتماماتها ، بينما يؤكد آخرون بان الولايات المتحدة مهتمة بالأزمة الليبية ولديها مصالح في ليبيا وتأخذ في حساباتها رغبة روسيا إيجاد مواطئ قدم هنالك لذلك فوضت واشنطن ايطاليا لتكون وكيلها في ليبيا .

ودوافع التفويض الأمريكي لايطاليا متعددة ضمنها ارتباط الأخيرة التاريخي في ليبيا القرب الجغرافي، معرفتها لنفسية الشعب الليبي، التواجد الايطالي العسكري في مصراتة وطرابلس وجود اتفاقيات ومعاهدات قديمة وجديدة في ليبيا تواصل ايطاليا مع طرابلس وطبرق، التقارب الايطالي الروسي ، كل هذا جعل إدارة ترامب تمنح ايطاليا الضوء الأخضر للعب الدور الريادي.
اما عربيا فتبقى جمهورية مصر العربية صاحبة الدور الأكبر لكل مبادراتها تواجه تحفظات من سلطات طرابلس ومصراتة بسبب دعمها للمشير حفتر ومجلس النواب في طبرق

وعلى الرغم من احتضان مصر لعشرات اللقاءات حول الأزمة الليبية،إلا أنها فشلت في حلحلة الأزمة المعقدة بسبب عدم دعوتها لقيادات مصراتة التي تسيطر مليشياتها على طرابلس.

مقابل ذلك نرى الجزائر – تونس تسعى لمسك العصا من النصف كما يقال في تدعم الاتفاق بقوة لكن مع إقرار الدور الذي يقوم به قائد الكرامة.الحصيلة أن جهود ايطاليا الحالية تبدو هي الأكثر قربا من الليبيين ولربما سنرى خلال الأيام القادمة مؤشرات واضحة وقوية يمكن أن تنهي الصراع السياسي والعسكري، شرط تسريع الأعلى للدولة تشكيل وفد الحوار السياسي وتضمين الاتفاق السياسي بالإعلان الدستوري من طرف البرلمان بعد تعديله من قبل لجنة الحوار السياسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115