زلزال سياسي تاريخي في فرنسا: ترشح إيمانويل ماكرون ومارين لوبان وانسحاب الأحزاب التاريخية

صدقت أخيرا عمليات سبر الآراء بحلول إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وجاءت هذه المفاجأة المنتظرة بمثابة الزلزال المجتمعي بما فيها من تغيير جذري للمشهد السياسي الفرنسي بعد أن انسحب من

السباق كل من الحزب الاشتراكي الحاكم وحزب الجمهوريين الذي كان في طليعة استطلاعات الرأي قبل اندلاع فضيحة «بينيلوب غايت» التي عصفت بحظوظ فرنسوا فيون. و تفتح هذه الانتخابات عهدا جديدا تخلط فيه الأوراق السياسية لتجد توازنا جديدا يتماشى مع التحولات التي تشهدها الساحة الأوروبية و العالمية.

النتائج النهائية لوزارة الداخلية أعطت إيمانويل ماكرون مرشح حركة «إلى الأمام» 75، 23 % من الأصوات مقابل 53 ،21 % لمارين لوبان. أما بالنسبة لباقي المرشحين الذين انسحبوا من السباق فحصل فرنسوا فيون مرشح الجمهوريين على 91، 19 % وجون لوك ميلونشن من أقصـى اليسـار على 64 ،19 % وبونوا هامون ممثل الحزب الإشتراكي على 35 ،6 % وهي أدنى نسبة يحصل عليها حزبه منذ 1969. المرشحون «الصغار» حصلوا على أرقام صغيرة تمثل حجمهم الحقيقي: نيكولا دوبون إينيان عن «فرنسا الصامدة» تحصل على 75 ،4 % ولم يصـل إلى نسبة 5 % التي تمكنه من استرجاع مصاريف حملته. أما الآخرون فلم يتعدوا النسبة الواحدة: جون لاسال تمكن من نيل 22 ،1 % في حين حصل التروتسكي فيليب بوتو على 10 ،1 % و جاء الباقون في فصيل «الصفر فاصل»: فرنسوا اسلينو (92 ،0 %) و ناتالي أرتو (65 ،0 %) و جاك شوميناد (18 ،0 %).

إنحلال الحزب الإشتراكي
حصيلة بونوا هامون كانت نتاج الحملة الانتخابية التي شهدت انقسامات عميقة في صلب الحزب الاشتراكي. رفض الشق الليبرالي للحزب تزكية بونوا هامون بالرغم من نجاحه في الانتخابات التمهيدية لليسار بتعلة أنه هاجم مدة سنتين معية «المنتفضين» سياسات الحكومة وساند لائحة اللوم ضدها. وفتح ذلك الباب أمام إلتحاق عدد كبير من النواب الإشتراكيين وعدد من زعماء الحزب بحملة إيمانويل ماكرون بالرغم من تعليمات رئيس الدولة بالتزام وحدة الحزب والإلتفاف حول مرشحه. ولم يفلح هامون في ضمان وحدة الصف اليساري مما جعل نسبة أخرى من الناشطين يلتحقون بزعيم اليسار الراديكالي جون لوك ميلونشن. وهو ما يدخل الحزب الاشتراكي في أزمة حقيقية مع قدوم الانتخابات التشريعية التي يمكن أن تعصف بما تبقى منه حيا.

فضائح فيون و انقسام حزب الجمهوريين
تمسك فرنسوا فيون بترشحه بالرغم من الفضائح وفتح تحقيق عدلي ضده أعاد إلى السطح الانشقاقات العميقة التي تنخر حزب الجمهوريين بين....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115