Print this page

الزلزال الفرنسي


لم تشكل نتائج الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية مفاجأة بالنسبة للمتابعين ..فصعود نجم مارين لوبان مرشحة اقصى اليمين بـ 21 % كان متوقعا بالنظر الى الظرف السياسي والأمني الذي رافق اجواء الانتخابات..اذ ان عملية الشانزاليزيه التي

جاءت قبل يومين من فتح صناديق الاقتراع وفرت للوبان كل الاجواء الممكنة لتصدر النتائج في الجولة الاولى ..خاصة انها رفعت منذ بداية حملتها الانتخابات شعارات تعادي الاسلاميين والمهاجرين والأجانب ..هذه الفئة التي بات ينظر اليها كمتهمة في فرنسا وأوروبا بعد كل عملية ارهابية ..

حملت نتائج الانتخابات ايضا اكثر من رسالة من قبل الناخبين الفرنسيين خاصة اولئك الذين قلبوا المعادلات وميزان القوى السياسية التقليدية ومنحوا اصواتهم لزعيمة الجبهة . في هذا السياق رأت الصحف الفرنسية الصادرة امس ان ما حدث هو بمثابة « انفجار كبير» ضرب اليمين وأطاح باليسار ، ومن شأنه ان يغير الحياة السياسية في فرنسا برمتها.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هل ستسمح النخبة السياسية الفرنسية بتوجه دفة الحكم في بلادهم صوب اقصى التطرف من خلال وصول اليمين المتطرف الى الاليزيه؟

تؤشر ردود فعل المرشحين الى ان خيارات الناخبين ستتجه للتصويت لإيمانويل ماكرون المرشح الوسطي المستقل البالغ من العمر 39 عاما والذي يعد الأصغر في السباق الرئاسي. فبعيد اعلان النتائج سارع أغلب المرشحين الرئاسيين الى دعوة ناخبيهم إلى عدم التصويت إلى مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الدورة الثانية. ودعا كل من جوبيه وهامون وفيون وأنصارهم للتصويت ضد لوبان التي علقت على النتائج الأولية بأن هذا الوقت «هو وقت تحرير فرنسا من النخبة السياسية التي تحاول فرض رؤيتها عليها» ، في المقابل، قال مرشح حزب الجمهوريين فرانسوا فيون أن «لوبان قد تحول فرنسا إلى دولة فاشلة»، مشددا على ضرورة التصويت لصالح ماكرون .

وبالرغم من ان كل الوقائع والأحداث تدعم فوز ماكرون، الا ان عنصر المفاجأة يمكن ان يظهر ليقلب كل التوقعات خاصة بعد فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة وتصويت بريطانيا نحو الانسلاخ من الاتحاد الأوروبي، في ظل تزايد هيمنة دعاية الحركات اليمينية المتطرفة حول العالم وكذلك تعاظم مخاطر الحركات الارهابية ...

المشاركة في هذا المقال