د. ابراهيم الرفاعي الباحث في العلاقات الدولية لـ «المغرب»: السجال الكوري الشمالي - الأمريكي سيبين إلى أي حد ستفتح ملفات الصراع في آسيا

اعتبر استاذ العلوم السياسية في الجامعة التونسية د. ابراهيم الرفاعي ان الولايات المتحدة لديها استراتيجية جديدة في المنطقة وهي تريداعادة فرض قواعد اللعبة ..واشار الى ان الغارات الاخيرة على سوريا هي بمثابة رسالة تستهدف تحريك الملف السوري للدخول

بمفاوضات لتسوية هذا الملف بالشروط الامريكية الاسرائيلية على حد قوله .. وأكد ان هناك اصرارا امريكيا على اقصاء ايران من الملفات الكبرى في المنطقة..وبين الباحث في العلاقات الدولية ان هناك علاقة الموقف الذي ستتبناه ادارة ترامب ازاء نظام كوريا الشمالية وما يقوم به من تصعيد موضحا ان هذا الموقف هو الذي سيحدد الاهتمامات الامريكية القادمة في السياسة الخارجية..

• كيف تنظرون الى ما يحدث في كوريا الشمالية وهل يمكن ان تتفجر حرب في الافق؟
ان الخطوة القادمة لترامب من شأنها ان تكشف الى أي مدى هذه الادارات ، سائرة نحو التصعيد الكبير في الملفات المختلفة في المنطقة. فواشنطن تحاور بلغة ساخنة لفرض اجنداتها ..ننتظر الان ذلك السجال الساخن الكوري الشمالي الامريكي ومالذي يمكن ان يسفر عنه الحشد الامريكي الكبير جدا والتجربة الصاروخية الكورية الجنوبية بمدى 100 كم ورد الفعل الكوري الشمالي.. ولذلك علاقة وثيقة بما يجري في منطقتنا.لان رد الفعل الكوري الشمالي هو الذي سيحدد الوجهة ، اذ من المتوقع ان تجري بيونغ يانغ تجربة نووية خلال الايام القادمة وذلك السجال الكوري الامريكي ووراءها الصين سيبين الى أي حد ستفتح ملفات الصراع في تلك المنطقة خاصة ان ترامب يقول ان المانع الوحيد حتى هذه اللحظة من معالجة الموقف الكوري هي الصين ..وهو يقول «ان لم تقم الصين بحل مشكلة كوريا الشمالية سنقوم بتسويتها بانفسنا» اذن هناك الملف الكوري والصراع وانتقال الاولوية الى اسيا في التعاطي في حالة منافسة ..وبتقديري فان للشرق الاوسط اولوية لدى الولايات المتحدة وفي نفس الوقت ستركز على القضايا العالقة في آسيا.

• هل تبدلت الاستراتيجية الامريكية في عهد ترامب خاصة بعد القصف الامريكي لسوريا وهل يمكن ان يتكرر ذلك في كوريا الشمالية مثلا؟
الأكيد ان الاستراتيجية الامريكية بعد وصول دونالد ترامب ازاء سوريا ما زالت غير واضحة المعالم بالكامل ، خاصة فيما يتعلق بالاتجاه نحو التصعيد دون سقف للوصول الى تسوية في الملف السوري ام انها تستهدف تحريك الملف السوري باتجاه فرض حضور امريكي في هذا الملف بعد غياب الوصول الى تسوية سياسية بشروط امريكية بسقف عال . اذن الاستراتيجية الامريكية الى هذه اللحظة غير واضحة المعالم خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان هذه الادارة التي كانت تحت ضغوط داخلية تتهم ترامب بأنه متواطئ او ان هناك نوعا من الخرق الروسي للحملة الامريكية والذي ادى الى وصوله للحكم. ترامب يعاني من ضغوط امريكية داخلية خاصة من حزبه الجمهوري ومن مؤسسات المخابرات الامريكية المختلفة اذن هي ضربة تعكس نوعا من تصدير الأزمة الامريكية الى الخارج للاهتمام بملفات خارجية وتخفيف الضغط عليه . من ناحية ثانية لقد برر ترامب الضربة بان النظام بشار الاسد قد تجاوز مجموعة من الخطوط الحمراء ، وهذا يعني ان المسألة لا ترتبط باستخدام الكيميائي -وهو استخدام كانت روسيا واطراف عدة نفت استخدام النظام لهذا السلاح وأكدت

ان هناك اطرفا من المعارضة السورية هي التي رمت بالأسلحة وان الموقع الذي استهدف كان فيه اسلحة كيميائية- ..وان سلمنا جدلا بصحة الرواية الامريكية – وهي مشكوك بها ولم تثبت قانونيا – فما بقية الخطوط الحمراء التي تحدث عنها ترامب. اذن اهم خط احمر ان قواعد اللعبة الاسرائيلية الامريكية قد كسرت مؤخرا سواء باستهداف الاسرائيليين لمطار المزة وايضا بعد الضربات الاسرائيلية في دير الزور. بالمقابل كان هناك رد سوري بضرب قاعدة جوية في العمق الصهيوني ..واعتبر من كلا الطرفين السوري والاسرائيلي بانه كسر لقواعد اللعبة بين الجهتين. ومن بين الخطوط الحمراء الاخرى اعادة فرض قواعد لعبة من شأنها ان تؤمن «اسرائيل» وتقول للنظام السوري ان خيوط القواعد ليست بيد روسيا او سوريا او ايران ..هذا يعني انها رسالة تحذير خاصة ان الادارة الامريكية اعلمت الروس بشأن الغارة مما ادى الى افراغ القاعدة من طرف روسيا وسوريا اذن هي رسالة لروسيا ومن معها في الاقليم وطالما انها كذلك فإنها اولا تريد إعادة فرض قواعد اللعبة وثانيا تستهدف تحريك الملف السوري للدخول بمفاوضات لتسوية هذا الملف بالشروط الامريكية الاسرائيلية ، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان زيارة وزير الخارجية الامريكي الى موسكو ولقاءه بوتين مؤخرا ولافروف قد ادت الى نتيجتين: الاولى اعادة تفعيل مذكرة التفاهم الروسية الامريكية المتعلقة بسلامة تحركات الجانبين في سوريا وفوق السماء السورية بعد ان اوقف بوتين هذه المذكرة اثر الغارة الامريكية .. النتيجة الثانية لهذا التفاهم الجديد هو الاتفاق على مجموعة عمل مشتركة روسية امريكية لضبط الاوضاع داخل سوريا .

• وفيما يتعلق بمصر كيف ترى الاستراتيجية الامريكية ازاء هذا البلد؟
يمكن القول بان القصف السوري بالاضافة الى تفجيرات مصر هي رسالة ايضا الى مختلف الاطراف بانه يجب ان تعيد حساباتها باتجاه المطابقة مع السياسة الامريكية ..وهذا ايضا ينطبق على الملف الليبي ..وهنا ان نصل الى نتيجة مهمة وهي انه على المصريين ان يعيدوا النظر في التحالف الروسي السوري الايراني ..

ومن اهداف الرسائل الامريكية الساخنة هو اقصاء ايران وتجميدها في العراق واليمن ما قد ينعكس على هذه الملفات يعني اننا في طور يمكن القول ان النتيجة ستكون عبر هذه المفاوضات الساخنة هي الوصول الى مفاوضات لتسوية العديد من الملفات بدءا من السوري فالليبي وايضا اليمني و لكن بشروط جديدة ..بالنسبة لليمني قد نتوقع تصعيدا كبيرا في الملف اليمني قبل الوصول الى تسوية لان ايران في المعادلة وهناك اصرار امريكي على اقصاء ايران من الملفات الكبرى في المنطقة..

• كيف تتوقعون الدور الايراني والروسي مستقبلا في ضوء كل هذه المتغيرات؟
الدور الايراني والروسي في مختف الملفات في حالة تحالف لكن هش ، والمقايضة الامريكية الغربية بالتحديد مع روسيا تركز على وجوب انهاء التحالف الروسي الايراني وايضا مع حزب الله مقابل ان تكون الولايات المتحدة الامريكية مرنة في الملف السوري والملفات الأخرى.

• اذن هل نحن مقبلون على مرحلة جديدة من التقسيم في المنطقة؟
التقسيم في الميدان واقع في سوريا والعراق مثلا لو اخذنا داعش المصنعة خارجيا، فان المساحة التي تستولي عليها في العراق من الحجم ما يمكن ان يعادل ثلث العراق وايضا ثلث سوريا ان لم تكن اكثر ، وهذه المساحة هي اكبر من العراق منفردا او سوريا منفردة ، فماذا نسمي ذلك والنصرة لها مساحة والتنظيمات الكردية بغطاء التحالف الامريكي ايضا تستحوذ على منطقة في سوريا ..اذن سوريا عمليا مقسمة ولم تعد في طبيعة نظامها السياسي ولا في شكل الدولة كما كانت قبل الازمة وسيكون هناك نظام محاصصة وايضا شكل الدولة سيكون فيدراليا وسيتغير ويمكن ان يكون اقرب الى النموذج العراقي وفق دستور بريمر اونظام محاصصة قريب من النموذج اللبناني .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115