ليبيا: تحرّكات قوات حفتر في الجنوب.. إعلان حرب على حكومة الوفاق

كشف جمال التريكي آمر القوة الثالثة الموالية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن صد قواته و الكتائب المساندة محاولة تقدم لقوات العميد بنايل قائد اللواء 12 التابع لقوات حفتر ، مضيفا ان الوضع بالمنطقة تحت السيطرة وان الاشتباكات بين القوة الثالثة و قوات الكرامة اسفرت خلال الخمسة ايام

الأخيرة عن سقوط قتيل واحد دون تحديد الجهة التي ينتمي اليها.

وكانت القيادة العامة اطلقت مؤخرا عملية الرمال المتحركة لتحرير قاعدة تمنهنت مما وصفتها بالمليشيات المارقة عن الشرعية . وتطورت الأحداث بعد ذلك حيث شن طيران حفتر سلسلة من الغارات ضد مواقع عسكرية في محيط القاعدة وتمثلت الأهداف في مخازن اسلحة وذخائر، مستجدات رد عليها المجلس الرئاسي سريعا مطالبا المجموعات المسلحة التابعة له بدعم القوة الثالثة لقطع الطريق أمام قوات الكرامة التي تخطط للتقدم نحو الجفرة اين توجد سرايا الدفاع عن بنغازي ومليشيا زياد بلعم و بقايا قوات ابراهيم الجضران.

وسبق للمبعوث الأممي ان عبّر عن قلقه مما يجري في الجنوب من تصعيد عسكري وتداعياته على التسوية السياسية والمبادرات المطروحة لحلحة الازمة الراهنة. ويرى متابعون للشأن الليبي في شقه العسكري بان اطلاق حفتر لعملية الرمال المتحركة انما هو اعلان حرب على حكومة الوفاق و التي بدأت فعليا من خلال الاشتباكات بين القوة الثالثة و اللواء 12 ضاربا عرض الحائط قرارات مجلس الامن الدولي التي تكرس شرعية المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق و تنزع الشرعية عن باقي الأجسام وتشترط على حفتر العمل تحت السلطة المدنية ، تحركات المشير حفتر جنوبا وغربا فتحت الباب امام التأويلات والاستفهامات وما الذي يريده حفتر من وراء تجاهله لإرادة المجتمع الدولي .

ويذهب عدد من المراقبين بان حفتر من خلال اعلان عملية الرمال المتحركة وعزمه السيطرة على كل القواعد العسكرية يسعى للحصول على ورقة سياسية هامة جدا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لا سيما دوله الجنوبية وهذه الورقة هي أمن الحدود الجنوبية لليبيا ووقف الهجرة

غير النظامية مصدر قلق تلك الدول، وبتحكمه في المنافذ الحدودية الجنوبية لليبيا يكون حفتر قد أضاف ورقة ضغط سياسية ثانية الى جانب ورقة النفط .

واقع استشعرته ايطاليا مبكرا والدليل زيارات السفير الايطالي لطبرق المتعددة زيارات اختصرت في البداية على لقاءات مع مجلس النواب ثم شملت قائد قوات الكرامة في ذات الوقت راحت الدبلوماسية الايطالية تثني على دور روسيا في حل الأزمة الليبية .
وبهذا التقرب الايطالي من حفتر وتواصل ضبابية الموقف الامريكي من الأزمة الليبية يكون القائد العام للكرامة في موقف مريح اكثر مقارنة بموقف المجلس الرئاسي وربما ذلك ما شجع الجيش على التحرك جنوبا .

مبادرات للتسوية
على صلة بجهود حلحلة الأزمة السياسية الليبية استقبل الرئيس الباجي قائد السبسبي احمد أبو الغيظ امين عام جامعة الدول العربية الذي جدد دعم الجامعة لمبادرة دول الجوار العربية لحل الازمة في ليبيا ، دعم هذه المبادرة جاء كذلك من الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي سواء عبر انعقاد اللجنة الرباعية في مصر نهاية شهر مارس الماضي او خلال تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي او المبعوث الاممي.

ومنذ اندلاع الازمة الليبية تتالت المبادرات والمقترحات من هنا وهناك دون ان تنجح اية مبادرة في التوصل إلى الحل المنشود لأسباب متعددة يطول شرحها، منها ما هو مرتبط بالفرقاء المحليين وما هو على علاقة بالمواقف و المصالح المتضاربة للقوى الكبرى ودول الجوار والاقليم ، غير ان السبب المباشر لاخفاق المبادرات المطروحة و لا نسثني هنا مبادرة دول الجوار العربية ، وبسبب تواصل مسلسل الاخفاقات بحسب الملاحظين هو عدم تهيئة الظروف الملائمة والبديهية لكل مباردة انهاء ازمة سياسية و أمنية والتي تتطلب اقرار وقف شامل لإطلاق النار وتفعيل وثيقة الترتيبات الامنية و الحزم في تطبيق وقف اطلاق النار عندها يمكن الحديث عن مبادرة تسوية ،اما دون ذلك فبإمكان اي مجموعة مسلحة ان تفشل المبادرة وهذا ما يحدث في الوقت الراهن ،وفي هكذا حال تضاعفت الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة كطرف راع للحوار السياسي فلاهي نجحت في فرض الاتفاق السياسي ولا هي هيأت الظروف الملائمة لإنجاح المبادرات .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115