في ندوة حول مستقبل التوازنات الجيوساسية في المشرق والمغرب: تحديات لمواكبة القيم الجيوسياسية المتجدّدة وتأثيراتها على دول العالـم

مثلت التغيرات الجيوسياسية في المنطقة المغاربية والشرق الاوسط وتأثيراتها على المشهد السياسي والأمني الدوليين بالاضافة الى افاق العالم العربي ضمن التوازنات الجيوسياسية الجديدة التي يشهدها العالم ، اهم النقاط التي تمحورت حولها ندوة دولية

ضمت العديد من الخبراء والباحثين العرب والأجانب .

وضمت الندوة التي انعقدت امس الاول تحت عنوان «مستقبل التوازنات الجيوسياسية» بإشراف مؤسّسة «فريديريش ناومان» من اجل الحرية وحزب افاق تونس بحضور ثلة من الدبلوماسيين والسفراء والباحثين من الاردن ليبيا الجزائر فلسطين المانيا بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول، حيث بحث الحاضرون تأثيرات التطورات الجيوسياسية في ليبيا وتأثيرها على منطقة الساحل وشمال إفريقيا ، علاوة على القيم الجيوسياسية الجديدة والتحديات المطروحة امام الدول الكبرى والتجمعات الدولية .

وكانت ليبيا وتطورات المشهد السياسي والأمني فيها اهم المحاور التي تم التطرق اليها من قبل الحاضرين ، نظرا لما تحمله الفوضى الامنية والسياسية المسيطرة على البلاد منذ سنوات، من تأثيرات حادّة على دول جوار ليبيا من جهة ودول العالم من جهة اخرى.
وتطرق المشاركون ايضا الى التغيرات العميقة الّتي يشهدها العالم والأزمات المتتالية التي تعانيها القارة الأوروبيّة والمغرب والمشرق العربيان. وذكر الخبراء العرب المتواجدون في اشغال القمة ابرز التحديات التي بات يواجهها العالم وأهمها افة الارهاب وأزمة اللاجئين التي طرقت ابواب القارة العجوز وتغيرات المشهد السياسي في اوروبا خاصة فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية وصعود اليمين المتطرف في عدة دول اوروبية ومخاطر التفكك التي باتت تهدد الاتحاد الاوروبي عقب زلزال خروج بريطانيا من صفوفه.

من جانبه قال ياسين ابراهيم رئيس حزب افاق تونس ان المعضلات الداخلية التي تعانيها الدول تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على الدول الاخرى وخاصّة دول الجوار ، ودعا ابراهيم الى ضرورة اجراء «حوارات حول الازمات التي يعانيها العالم العربي سواء ليبيا فلسطين او سوريا وكذلك في القارة الاوروبية لفهم المتغيرات السريعة وبحث سبل معالجة الأزمات» معتبرا ان «هذه الصعوبات تستوجب المزيد من علاقات التعاون والشراكة بما يحقق السلم والاستقرار» .

وقال رالف اربل مدير مؤسسة «فريديريش ناومان» من أجل الحرية في كلمته ان البحث عن حلول ناجعة من شانها ان تجنب العالم تداعيات التصعيد السياسي والأمني ، مضيفا ان الازمة الليبية تلقي بانعكاسات خطيرة على دول المنطقة والدول الاوربية ايضا.

صراع التحالفات
في الاثناء قال رياض صيداوي مدير المركز العربي للبحوث والتحاليل السياسية في تصريح لـ»المغرب» أنّ التوازنات الدولية الجديدة ، ان العالم كان يعيش صراعا ثنائيا وثلاثي القطبية ، الا انه اليوم يشهد تحولات جديدة تعيد الى الواجهة حربا باردة جديدة بين البريكس (البرازيل الهند جنوب افريقيا روسيا والصين )والمعسكر التقليدي (باريس لندن وواشنطن ).
واشار الصيداوي الى ان «الصراع الجديد الذي تبلور في سوريا واستعمال الفيتو 8 او 9 مرات في مجلس الامن من قبل روسيا والصين ، يدل على ميلاد عالم جديد ثنائي القطبية هذه المرة ليس صراع ايديولوجي بين الشيوعيين والرأسماليين هذه المرة كل الدول متفقة على اقتصاد السوق بل صراع قوميات وصراع تحالفات».

تحولات وسياسات
في الاثناء اكد الباحث الأردني سائد كراجة رئيس منتدى الفكر الحرّ في تصريح لـ»المغرب» انّ «هذه الندوة تأتي في وقت حرج لان الموضوع هام التوازنات السياسية وانعكاساته على المغرب العربي والشّرق الاوسط ،لان هذا السؤال مطروح على المجتمعات والأحزاب والدّول .هناك حالة تحول في المشهد الدولي والتوازنات الدولية شهد دخول لاعبين الى السّاحة السياسية وخروج لاعبين اخرين ، ونتيجة ذلك فان العالم العربي لا يستطيع أن يبقى تابعا وفي تصوري عليه ان يبدأ في حالة تقديم فعل ايجابي والمبادرة لوضع تصور وخطة عامة لما ينفع الوطن العربي في مشرقه ومغربه في ضوء هذه التوازنات الاستراتيجية المتسارعة والجديدة «.

وعن الاستراتيجيات العربية لحل الازمات التي تعانيها المنطقة العربية قال كراجة ان العالم العربي تغيب عنه مثل هذه الاستراتيجيات وهو مايولد ضرورة التحرك الشعبي . وتابع محدّثنا القول «من هنا تاتي أهمية مثل هذه الندوات لوضع رؤى عامة شعبية وحزبية لوضع اقتراحات قرارات على قادة الحكومات وقادة الاحزاب وسلطات القرار في العالم العربي لوضع معالم استراتيجية ناجعة يما يضمن للعالم العربي ان يكون صاحب قرار في تحديد مستقبله « مضيفا انّ العالم العربي لايمكن أن يخرج من اللعبة الدولية بل يجب عليه اقامة تحالفات في العالم تقوم على لعبة المصالح لا على لعبة التبعية كما هو جار الان».

واشار كراجة ان الامم تمر في لحظات تاريخية صعبة وحالة انقسام كبير لكنها تستطيع ان تخرج منها ، داعيا الى البدء باستشعار اهمية العالم العربي اقتصاديّا واجتماعيّا وقدرته على ان يكون صاحب قرار في تحديد مستقبله ومستقبل دوله . وعلى صعيد الحرب الدولية ضد الارهاب اكد الكاتب والباحث الاردني ان الحرب ضد الارهاب يجب ان لا تكون فقط حربا للقضاء على التنظيمات الارهابية بل ايضا معركة لتأسيس القيم المواطنية في العالم العربي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115