بعد التضييق عليه في الرقة والموصل: «داعش» الارهابي يبحث عن «عاصمة» جديدة له في سوريا

من المنتظر ان تنطلق عملية تحرير الرقة من تنظيم «داعش» الارهابي خلال الايام القليلة القادمة ، بدعم دولي امريكي خاصة لقوات سوريا الديمقراطية ذات الاغلبية الكردية وبرفض

تركي لأيّ دور للأكراد في معركة تحرير أكبر معاقل «داعش» الارهابي في سوريا .

وتعدّ هذه المعركة حاسمة سياسيا وعسكريا لاستئصال التنظيم الإرهابي من أحد أكبر معاقله الرئيسية في سوريا والتي تقع تحت سيطرته منذ سنوات. ولئن تعارض عدة اطراف خارجية الخطوط العريضة للمعركة الوشيكة وأوّلهم تركيا، يرى مراقبون ان تأكيدات المسؤولين الامريكيين والفرنسيين قرب انطلاق هذه المعركة يؤكد فرضية تخلي واشنطن عن أي دور تركي على الارض واكتفائها بتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية وهو السبب الاول للخلاف الامريكي التركي في سوريا.

يشار الى انّ قوات سوريا الديمقراطية بدأت في نوفمبر الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد «داعش» من الرقة، بدعم واسع من التحالف الدولي سواء الغارات الجوية والدعم الأرضي.وتمكّنت هذا القوات التي تضم 27 فصيلا مسلّحا، من قطع كافة طرق الإمداد الرئيسية لمسلحي «داعش» إلى مدينة الرقة من الجهات الشمالية والغربية .

وتشمل قوات سوريا الديمقراطية مزيجا من القوات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، لكن محور تلك القوات هو وحدات حماية الشعب الكردية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي.ويصل عدد قوات سوريا الديمقراطية إلى 45 ألف مقاتل بينهم 10 آلاف مقاتل من مسلحي القبائل.

«دير الزور» الوجهة المقبلة؟
ويرى متابعون ان قرب خسارة التنظيم الارهابي لمدينة «الرقة» والتضييق عليه هناك ، يزيد من دوافع التنظيم للبحث عن معقل جديد له . ويرجح متابعون للشأن السوري ان تكون دير الزور المعقل القادم للتنظيم الارهابي نتيجة قربها من الرقة وموقعها الاستراتيجي الهام الرابط بين مناطق هامة في سوريا.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ»المغرب» انّ تصاعد وتيرة المعارك في سوريا على عدة جبهات، جعل تنظيم «داعش» الارهابي يفقد شيئا فشيئا مواقعه في الرقة المعقل الرئيسي له، وبدأ يبحث عن «عاصمة» جديدة له، بسبب التطورات الأمنية والعسكرية وتضييق الحصار عليه من الموصل والرقة المهددتين بالتحرير الكامل لتكون دير الزور «عاصمة» جديدة بدلاً عن الرقة.

وأضاف الزعبي ان الدليل على ذلك عمل التنظيم على نقل قادته وعوائلهم من الرقة والموصل إلى دير الزور، بعد خسارته في مدينة الباب وريفي الرقة والموصل، وأسكنهم في الميادين والبوكمال وعلى أطراف نهر الفرات، بدءا من مدينة دير الزور وانتهاء بالحدود العراقية. متابعا «كما يسعى التنظيم لتحصين وتأمين حدود دير الزور من خلال مهاجمته قوات الجيش السوري التي تسيطر على عدد من أحياء المدينة ومطارها العسكري».

الاسباب والابعاد
واعتبر محدّثنا أن «السبب الأول وراء تفكير «داعش» في اختيار هذه المنطقة المهمة من سوريا تحديدا هو وقوع دير الزور بين الرقة والموصل يجعلها تحظى بأهمية استراتيجية لدى داعش، لتكون مركزا عسكريا للإمدادات لها، والسبب الثاني الذي رآه «داعش» وراء تفضيلهم التواجد في دير الزور الآن أكثر من أي مكان آخر هو الجبال المحيطة بها ونهر الفرات الذي يمر بها مما يجعلها قلعة حصينة يصعب على القوات البرية شن هجمات مباغتة عليها، ويجعل مسألة شن غارات جوية مكثفة غير مجدية وغير مفيدة، في حين كان السبب الثالث هو امتلاك دير الزور أكبر قدر من إمدادات النفط في سوريا، الأمر الذي قد يساعد التنظيم على تغطية خسائره المالية خلال الأشهر الماضية».

وأشار الكاتب السوري الى ان «أحدث تطورات المعارك ضد «داعش»،خاصة بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بغارات التحالف الدولي على بعض المناطق شرقي مدينة الرقة ومطار الطبقة العسكري الذي كان يخضع لسيطرة داعش، بالإضافة الى إنزال للقوات الأمريكية جوا قرب مدينة الطبقة التي تمكنت مع قوات سورية الديمقراطية من السيطرة على قرى بريف الطبقة الغربي، وقطع طريق الرقة حلب والسيطرة عليه، وتهدف هذه العملية إلى منع وصول الجيش السوري إلى الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم، فأمريكا لا تريد تحرير مدينة الرقة ومن ثم تسليمها للدولة السورية خاصة مع الحديث عن نية لضم الرقة إلى النظام الفيدرالي الذي يحاول الأكراد إعلانه في الشمال السوري، مما يبرهن بما لا يدع مجالا للشك عن وقوع الرقة بين فكي وطأة المخطط الأمريكي من جهة وبين سيطرة «داعش» وأخواتها من جهة أخرى خصوصا بعد عملية التهجير القسري التي مارستها المجموعات المتطرفة بحق المواطنين السوريين».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115