الأزمة الليبية: تقرير برلماني ينصح الحكومة البريطانية بقبول حقيقة فشل حكومة الوفاق

من المتوقع ان يقوم نائب مجلس العموم البريطاني كواسي كوارتينغ بعرض تقرير حول المستجدات السياسية والعسكرية في ليبيا مطلع الاسبوع المقبل ،وكان عضو مجلس العموم البريطاني قد زار ليبيا مؤخرا

على رأس وفد برلماني بريطاني ، حيث اجتمع مع رئيس مجلس النواب ورؤساء لجان مجلس النواب وكذلك القائد العام للجيش خليفة حفتر .

ووفق التسريبات خلص التقرير الى التأكيد على ضرورة ان يكون مجلس النواب نواة لبناء دولة ديمقراطية وانه يمثل كافة مناطق البلاد ، وعن المشير حفتر اشار التقرير الى انه يقود جيشا نظاميا ، كما قدم التقرير جملة من التوصيات للحكومة البريطانية منها انه على بريطانيا قبول حقيقة فشل حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج مذكرا بفشله في مناسبتين نيل ثقة البرلمان لضمان شرعية حكومته. كما نبه التقرير الى مخاطر وتداعيات تواصل تعثر مسار التسوية السياسية في ليبيا.

معلوم ان زيارات الوفود البريطانية الى غرب وشرق ليبيا تعددت في الاونة الاخيرة ، لكن اللافت ان اغلب التقارير التي تلت تلك الزيارات تنوه بدور حفتر وتتبنى مطالب مجلس النواب سيما في النقطة المتعلقة بتغيير المبعوث الاممي مارتن كوبلر وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي ودعم الجيش الوطني، بالاضافة الى ضمان منصب هام للقائد العام للجيش خليفة حفتر . ‎وأضاف عضو مجلس العموم البريطاني أنه على بريطانيا مساعدة ليبيا في مسألة تأمين الحدود غير المؤمنة والمخترقة والتي تقارب 4 آلاف كيلومتر.

وأكد كوارتينغ أن هذه المساعدة تسهم في تحسين الأوضاع ومعالجة الأزمة الإنسانية وأزمة الهجرة غير الشرعية التي تمثل كارثة إنسانية لا يمكن معالجتها إلا بوجود حكومة ليبية قوية تسيطر على كافة ربوع ليبيا.

وأوضح عضو المجلس السكرتير الخاص أن مجلس النواب نواة لبناء دولة مستقرة ويمثل أغلبية البلاد جغرافياً، لافتا إلى أن المنطقة الغربية موبوءة بأمراء الحرب والمليشيات، بالذات طرابلس، ويعملون على إطالة أمد معاناة البلاد بالذات في غرب ليبيا لمصالحهم فقط.

وختم النائب البريطاني تقريره بعدد من التوصيات لمجلس العموم أجملها في نقاط وهي ضرورة التواصل العاجل مع القائد العام مشير ركن خليفة حفتر وفتح آفاق التعاون مع القوات المسلحة ومع مجلس النواب.
وأفاد كوارتينغ أنه على المملكة المتحدة التعاون العاجل مع القوات المسلحة بهدف حماية الحدود وإيقاف الإجرام وتهريب البشر من الموانئ والشواطئ الليبية.ودعا عضو مجلس العموم البريطاني المملكة المتحدة لإعادة النظر في موقفها من حكومة الوفاق وقبول حقيقة بأنها غير قادرة على أي حوكمة أو توفير الأمان للبلاد.

القمة الثلاثية
على صعيد اخر يبدو تمسك دول الجوار بالحل السياسي السلمي للأزمة الليبية الآن اقوى من اي وقت مضى سيما بعد التطورات العسكرية الأمنية الأخيرة، وإدراك الليبيين انفسهم بأن الحسم العسكري والقفز على الحل السياسي غير ممكن ،وان الرهان على ذلك سوف يطيل عمر الأزمة ويدمر النسيج الاجتماعي.ويفتح الباب على مصراعيه امام التدخل الخارجي، كما يدرك الفرقاء بأنه لا الأمم المتحدة ولا للمجتمع الدولي بإمكانهم صنع السلام في ليبيا والأمثلة عديدة على فشل الامم المتحدة في احلال السلام في بؤرة الصراع والتوتر ، الصومال افغانستان اليمن العراق والقائمة تطول .

ويرى مراقبون بان الفرقاء الليبيين وطالما أنهم يدركون تلك الحقائق فهم في قرارة انفسهم يؤيدون مبادرة دول الجوار العربية باعتبارها تبعد شبح التدخل الخارجي وترفض تقسيم ليبيا،ويضيف المتابعون بان بوادر قبول الفرقاء بمضمون المبادرة التونسية الجزائرية المصرية توحي بنجاحها لكن هذا القبول لدى الداخل الليبي لم يرض اطرافا خارجية محددة ومعلومة بدعمها لأطراف محلية معينة سواء في غرب ليبيا او شرقها. لذلك وحينما اقترب تفعيل المبادرة وعقد القمة تم افتعال ازمات وسجلت تطورات عسكرية والهدف منها كان التشويش على المبادرة وعرقلتها فعلى مدى شهر كامل غاب الحديث عن تلك المبادرة غير ان الدول العربية الثلاث لم تيأس من إمكانية انجاح القمة ،بل هي مصممة أكثر على عقدها قبل نهاية أفريل القادم.

ومما يشجع دول الجوار الثلاث على الاستمرار في جهودها دعم الامم المتحدة ومنظمات اقليمية كالاتحاد الافريقي والجامعة العربية فالأمين العام لمنظمة الامم المتحدة يشعر بإحراج كبير بعد فشله في تعيين مبعوث جديد للمنظمة لدى ليبيا بسبب الفيتو الأمريكي وشبه تخلي الإتحاد الأوروبي عن دعم الاتفاق السياسي فعليا وليس بمجرد اصدار بيانات ،و ايضا دخول روسيا على خط الازمة كل ذلك جعل الامين العام للأمم المتحدة متحمسا لدعم كل مبادرة جديدة لتجاوز حالة الجمود من جانبه يشاطر الاتحاد الافريقي دول الجوار رفضها التدخل الخارجي ويتحفظ على قبول ودعم اية مبادرة من خارج المنطقة ، اما الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط فيسعى جاهدا لإعادة الإعتبار للجامعة بعد سلسلة طويلة من الاخفاقات والخيبات في حل أزمات المنطقة العربية .

المحصلة المبادرة المطروحة من دول الجوار العربية من المكن أن تحقق ما عجزت عنه المبادرات السابقة لكن بشروط بعضها بيد الفرقاء الليبيين إذ عليهم التنازل ،وتحكيم العقل والحكمة وبعض تلك الشروط بيد بعض القوى الخارجية اقليمية كانت أم دولية إذ عليها الكف عن تغذية الصراعات المسلحة وبتنفيذ هذه الشروط يجوز الحديث عن نجاح قمة دول الجوار .

عبث مفتي الديار الليبية يتواصل
الى ذلك دعا الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا المليشيات الموالية له في مصراته للسيطرة على المدينة، وعرف الغرياني بدعواته المتكررة لتأجيج الصراعات واصدار الفتاوى المثيرة للجدل والمحرضة على الاقتتال بين ابناء الوطن وكانت المليشيات المحسوبة على الغرياني. وفي إطار المعركة على النفوذ بين الانقاذ والوفاق انقلبت على المجلس البلدي الشرعي عقابا له على دعمه للرئاسي وانتقاما لحكومة الوفاق .
يشار إلى ان مفتي ليبيا المعزول من طرف مجلس النواب صادرة بحقه عدة مناشير ومذكرات توقيف وقبض من طرف بريطانيا ودول أخرى اوروبية بسبب ضلوعه في التحريض على الاقتتال و التناحر في ليبيا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115