وسط انتفاضة شعبية في طرابلس وانقسام في مصراته: حفتر يعلن عملية «الرمال المتحركة» للسيطرة على أكبر قاعدة جوية في الجنوب

توقع المتابعون لمنعطفات الأزمة السياسية الليبية بان يكون شهر مارس 2017 شهر اصدار القرارات الهامة ،وذلك بالاعتماد على المتغيرات والتحولات الدولية والمحلية والمبادرة المطروحة من دول الجوار العربية .لكن وبحلول شهر مارس حافظ المشهد السياسي

المحلي على تعثره وضبابيته خاصة ماشهده المشهد العسكري من تصعيد غير مسبوق من خلال مهاجمة ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي في الثالث من مارس منطقة الهلال النفطي .

وقد أمكن لها السيطرة على موانئ راس لانوف والسدرة بسرعة مذهلة وبعد اسبوعين تقريبا نفذ الجيش هجوما معاكسا ومن اربعة محاور، تمكن بعده من استعادة الموانئ النفطية في غضون ذلك اتخذ مجلس النواب قرار تعليق الحوار السياسي والغاء اعترافه بالمجلس الرئاسي وتمادى المجلس في اتخاذ القرارت الارتجالية وذلك من خلال التنصل من قرار توحيد الوطنية للنفط .

من جانبها أكدت القيادة العامة للجيش عدم اقتصار عملياتها العسكرية على تحرير الهلال النفطي، وإنما هي مصممة هذه المرة على ملاحقة السرايا الى النقطة التي انطلقت منها وهي الجفرة . مستجدات اقترنت بانتفاضة اهالي طرابلس ضد المليشيات المسلحة الوافدة من خارج المدينة انتفاضة ،ومظاهرة أثارت غضب المليشيات بسبب دعوتها للمشير حفتر بالقدوم الى طرابلس وتخليصها من المجموعات المسلحة في ظل ذلك تصاعد الصراع المسلح بين المليشيات الموالية لحكومة الانقاذ من جهة والمليشيات الداعمة للمجلس الرئاسي المترنح .وتبعا لذلك شهدت عدة أحياء من طرابلس مواجهات بجميع أنواع الاسلحة في إطار الحرب على المواقع، وبدل معالجة الأزمة بعقلانية لجأ الرئاسي مرة ثانية للتصعيد ولو بصفة غير مباشرة حيث كلف السراج المليشيات الداعمة له بحماية المقرات الرسمية وطالب البقية الباقية من المليشيات بإخلاء طرابلس في غضون شهر .

انقسام وتشتت
تطورات ومستجدات عجلت بحدوث انقسام بين قيادات مصراته إذ انضم عبد الرحمان السويحلي رئيس الأعلى للدولة والمليشيات الموالية له للرئاسي ،وكذلك فعل صلاح بادي وكتيبة النواصي ،والمليشيات الموالية لأحمد معيتيق بينما اصطفت باقي قيادات مصراته خلف حكومة الانقاذ برئاسة خليفة الغويل ابن مصراته.

الى ذلك واصلت مليشيات مصراته ارسال تعزيزاتها الى طرابلس تحضيرا للمعركة الكبرى ضد حكومة الوفاق لكن الحشد العسكري، توقف فجأة بسبب بروز مخاوف لدى مصراته من أمكانية زحف قوات حفتر على مصراته ،حيث تفيد اخر المعلومات بوصول طلائع قوات الكرامة الى منطقة الخمسين شرق سرت .

وفي هكذا موقف يسيطر القلق والحيرة على مليشيات مصراته المنقسمة فيما بينها فإن هي واصلت دفع قواتها الى طرابلس ،تكون قد سهلت على قوات حفتر بسط نفوذها على مدينة مصراته قلعة الإخوان وإن هي ركزت تواجدها في مصراته أضاعت نفوذها في طرابلس لصالح حكومة الوفاق .

ويرى مراقبون بان قيادات مصراته في موقف لا تحسد عليه ،فهي مهددة من كل جانب قيادات تباهت وعلى مدى سنوات الازمة الليبية بانها الاقوى عسكريا وأنها تحكم ليبيا لكن فجأة تجد نفسها واهمة و نفوذها مهدد بالضياع .

الرمال المتحركة
وكانت القيادة العامة للجيش اعلنت اطلاق عملية عسكرية تحت شعار الرمال المتحركة من اجل السيطرة على أكبر قاعدة عسكرية جوية - تمنهنت في سبها – التي تتواجد فيها القوة الثالثة المتحركة التابعة لمصراته و أكدت القيادة العامة على لسان الناطق باسمها العقيد احمد المسماري بأن العملية بدأت عبر اربعة محاور مهددا باستهداف سلاح الجو و القوات البرية لأية تحركات على طريق سبها الجفرة .

وعن أخر المستجدات في محيط تمهنت، ذكرت مصادر عسكرية متطابقة ان الكتيبة 32 مشاة قد أعلنت انضمامها رسميا الى القيادة العامة للجيش الليبي في قيادة المشير حفتر .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115