Print this page

ليبيا: طرابلس تنتفض رفضا للمليشيات المسلحة

لليوم الخامس على التوالي تتواصل المظاهرات السلمية المطالبة بإخراج المليشيات من العاصمة طرابلس في ظل تواصل تناحر تلك المجموعات على السلطة والمواقع حيث شهد ميدان الشهداء وسط طرابلس ساحة الخضراء سابقا – تجمعا شعبيا رفعت فيه

شعارات منددة بالمليشيات، ومطالبة بدخول الجيش والشرطة وصورا للمشير خليفة حفتر ونقل شهود عيان من وسط ميدان الشهداء تعمد مسلحين بلباس مدني استهداف المتظاهرين بالرصاص انطلاقا من أسطح البناءات المحيطة بالميدان.

وبعد انتهاء المظاهرة عمدت مليشيات مسلحة الى اقتحام ميدان الشهداء وحرق عدد من المحلات التجارية، وقد ألقت تلك المليشيات بيانا أشارت فيه إلى رفض دخول الجيش وتسليم السلطة للعسكر على حد وصف البيان وذكره. ميدانيا عاد الهدوء إلى بعض مناطق التوتر في طرابلس مثل محيط سجن الهضبة وحي الأندلس وأبو سليم واحياء غرب العاصمة. وكان المسؤول عن مؤسسة التأهيل والإصلاح خالد الشريف أكد سيطرة الشرطة القضائية والأمن المركزي على الوضع بمحيط سجن الهضبة، أين يعتقل مسؤولون في نظام القذافي .وأضاف خالد الشريف إصابة 5 عناصر أمنية نافيا ما تردد من أنباء عن تعرض السجناء لأية مضايقات على خلفية الأحداث الأخيرة .

وتخشى منظمات بالمجتمع المدني في طرابلس من تصاعد العنف المسلح واندفاع المليشيات نحو استعمال السلاح ضد المتظاهرين العزل وتكرار إحداث غرغور في 2014 حيث سقط العشرات من القتلى من بين المتظاهرين على يد مليشيا غنيوة الكللي .

معلوم أن أصواتا ارتفعت مطالبة المتظاهرين بالاتجاه نحو قاعدة ابو ستة البحرية لطرد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ،باعتبار انه تحول وأصبح جزءا من المشكل والأزمة وليس جزءا من الحل.

وسط هذه التجاذبات تقف العاصمة على أبواب عدة سيناريوهات احدها تقدم قوات حفتر من خلال غرفة العمليات المنطقة الغربية بقيادة العميد إدريس مادي، وبدعم مباشر من اللواء الرابع ورشفانة والعسكريين الموالين للجيش في بني وليد وأبو سليم والزاوية وباقي المناطق. غير أن هذا السيناريو ورغم انه متوقع الحدوث إلا أن القيادة العامة للجيش مازالت مترددة في شأنه، وسبب ترددها وجود ضباط كبار في القيادة العامة تنادي بتكليف قيادات الجيش المتمركزة في الجنوب تولّي اقتحام طرابلس من جانبه يرى المشير خليفة حفتر بان أي تقدم لقواته نحو العاصمة لابد ان تتوفر له حاضنة شعبية واضحة قبل أي تحرك.

سيناريوهات متوقعة
السيناريو الآخر هو تصاعد الاقتتال بين مليشيات الوفاق والإنقاذ مما يستوجب تدخل طرف أو أطراف خارجية لبسط الأمن ومنع سقوط الرئاسي نهائيا، ويبدو أن ايطاليا مرشحة لهكذا تدخل دون صدور قرار أممي سيما وان ايطاليا في حال قررت التدخل العسكري ليست بحاجة لغطاء قانوني فليبيا مازالت تحت البند السابع الذي يقر التدخل من اجل حماية المدنيين ولو أن هذا التدخل لو حصل فهو من اجل حماية فايز السراج وفريقه.

السيناريو الثالث أن يغض المجتمع الدولي الطرف عن الاقتتال الدائر بين المليشيات إلى حين انهزام من طرف وانتصار آخر.

السيناريو الرابع ظهرت بوادره وهو تصاعد الانتفاضة الشعبية وتحولها إلى عصيان مدني وقتل الحركة الكامل في العاصمة ومزيد من الالتفاف حول الجيش الوطني والمطالبة بتفعيل مديرية امن طرابلس واقتحام قاعدة بوستة البحرية ومحاصرة قاعدة معيتيقة الجوية .

استهداف بلدي مصراتة
في سياق التعقيد الأمني أعلنت مصادر إعلامية محلية من مصراتة شرق طرابلس استهداف مقر المجلس البلدي مصراتة فجر أمس السبت بقذائف ار –بي – جي مما احدث خسائر مادية وتدميرا بالمقر دون حدوث خسائر بشرية، واتهم المجلس المستهدف مجموعات محسوبة على المفتي الصادق الغرياني بالضلوع في الهجوم. يشار إلى أن الغرياني انتقد اجتماع بلدي مصراتة بالمجلس الرئاسي عقب أحداث طرابلس الأخيرة وما تمخض عنه من اتفاق حول تكليف كتائب معينة بحماية طرابلس ووقف إطلاق النار

ويرى متابعون بان جهود التسوية السياسية سوف تطيل الأزمة السياسية في ليبيا وسوف تؤدي بالضرورة إلى مزيد انقسام ما يسمى تيار ليبيا السياسي .

المشاركة في هذا المقال