ليبيا: الفرقاء يلجؤون للتصعيد العسكري والمجلس الرئاسي يترنح

كلفت حكومة الانقاذ الوطني وزارة الدفاع والكتائب الموالية لها بسط الامن والاستقرار في العاصمة طرابلس بعد 3 ايام من المواجهات المسلحة بين الميليشيات راح ضحيتها 3 قتلى و9 جرحى. وكان البنيان المرصوص الذراع العسكري الذي تبناه المجلس

الرئاسي عند تحرير سرت من الدواعش انقلب على الرئاسي وحكومة الوفاق ليدعم حكومة الانقاذ ، حيث عقد التنظيم اجتماعا عاجلا في مصراته عشية سيطرة قوة الردع بقيادة هيثم التاجوري الموالي للوفاق على قصور الضيافة واصابة رئيس حكومة الانقاذ خليفة الغويل مما حتم نقله الى مصراته للعلاج.

الاجتماع الطارئ صدر عنه بيان دعا كافة التشكيلات المسلحة الى العودة الى مقراتها والالتزام بوقف اطلاق النار . وأكد البيان على ان البنيان المرصوص لن يقف مكتوف الايدي تجاه مايهدد سلامة المدنيين ، وأشار نفس البيان الى تشكيل البنيان لغرفة عمليات تحت اسم –طرابلس- مصراته- وإرسال 1500 عربة مسلحة الى طرابلس لتأمينها. واشارت تقارير اعلامية ان الدعوة لوقف اطلاق النار تم انتهاكها امس ليستمر بذلك القصف والاقتتال.

وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج اضطر لتأجيل زيارته الى السودان بسبب الظروف الطارئة في طرابلس دون تحديد الموعد الجديد للزيارة. يشار الى ان الرئاسي المتهم بعدم استغلاله للدعم الدولي لبناء اجهزة الدولة المنهارة، بينما الجيش المؤسسة الامنية والعسكرية ونيل ثقة الشعب، اصبح وبعد تعثر تنفيذ الاتفاق السياسي الذي جاء به كجسم تنفيذي واستقالة احد اعضائه وتعليق اثنين اخرين عضويتهما ، اصبح في مأزق حقيقي فالداعمون له بدؤوا يتخلون عنه الواحد تلو الاخر وما قبول المجتمع الدولي تعديل الرئاسي الا دليل على ضعف عمله وترنحه .حكومة الانقاذ برئاسة خليفة الغويل استغلت فشل الرئاسي ،واستنجدت باذرعها العسكرية المتكونة من كتائب مصراتة من اجل بسط نفوذها على العاصمة . تصميم الغويل على قلب الاوضاع لصالحه تسبب في انقسام تيار الاسلام السياسي والتجاذبات الحاصلة بين الانقاذ والوفاق.

الجيش يسترجع هيبته باستعادة الهلال النفطي بعد سيطرة سرايا الدفاع عن بنغازي على الجزء الغربي من الهلال النفطي ودون مواجهات تذكر مع قوات الكرامة ولا حرس المنشات النفطية الذي أوكلت إليه حماية الموانئ النفطية. تسربت شكوك فيما يتعلق بتحقيق قدرات الجيش شكوك محلية ودولية غذت الرأي القائل بان قوات الكرامة ليست سوى مليشيات غير منظمة ومتدربة ولا مسلحة بالكيفية التي تسمح لها بالتصدي لميلشيات تماثلها.

وفجأة رد الجيش مباغتا ووفق خطة إستراتيجية أذهلت السرايا ومن يدعمها في الداخل والخارج .من خلال الهجوم المفاجئ من أربعة محاور كان الامتياز فيه لسلاح الجو في حيث قامت الوحدات البرية بعمليات التمشيط والتطهير بأخف الأضرار تمكن الجيش من استعادة الموانئ النفطية وقام الجيش بتحييد المنشات في خزانات ومصانع ومرافق أخرى. وبعد تحرير المنطقة التي تمتد على مسافة 30 كلم واصل الجيش ملاحقة السرايا إلى بن جواد – هرواة – النوفلية . وأكدت مصادر عسكرية من غرفتي عمليات اجدابيا وسرت بان وحدات الجيش تواصل تقدمها نحو سرت. ويرى مراقبون بان الجيش بانتصاراته تلك أعاد هيبة المؤسسة العسكرية التي شكت فيها أطراف محلية ودولية. ويجمع المتابعون بان الهزيمة الخماسية لسرايا الدفاع عن بنغازي في إطار سعيها بسط نفوذها على الموانئ النفطية أحرجت المجلس الرئاسي وجماعة الإخوان والجماعة المقاتلة وحلفائهم من تنظيم القاعدة وسوف تصعب موقف فايز السراج والإخوان في مسار المفاوضات من اجل التسوية السياسية
السراج في موقف لا يحسد عليه أولا السرايا التي دعمها انهزمت وانهارت بطريقة متوقعة لافتقار مقاتليها للحرفية والانضباط العسكري ولغياب غطاء جوي لها والسراج أيضا تلقى صفعة من خلال دفاعه عن السرايا وتأكيده بأنهم ثوار بنغازي سيسعون إلى إعادة نازحي بنغازي وانتزاع الهلال النفطي وتسليمه للمؤسسة الوطنية للنفط الصفعة التي جاءت من خلال التقرير الذي رفعته هيئة

الاتصال بالخارجية الأمريكية حيث أكدت الهيئة في تقريرها إلى إدارة ترامب بان سرايا الدفاع عن بنغازي تضم قيادات ومقاتلين من تنظيم القاعدة الإرهابي وأنصار الشريعة وذلك ما سبق للقيادة العامة لقوات الكرامة أن نفته.

تصعيد عسكري في طرابلس
إلى ذلك تشهد العاصمة طرابلس ولليوم الخامس على التوالي تصعيدا عسكريا وامنيا غير مسبوق حيث اندلعت مواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والهاون بين شباب حي الأندلس – قرقاش ،ومناطق أخرى من جهة ومليشيات مصراتة من جانب ثان وتحول في التطورات الأمنية أكدت مصادر إعلامية محلية حرق محتجين لقصر على ملك المدعو عبد الحكيم بالحاج وسط طرابلس.
ذات المصادر شهدت احتجاج أهالي طرابلس بالانتفاضة ضد المليشيات المسلحة انتفاضة يبدو أنها على علاقة وثيقة بالتسريبات الأخيرة التي أفادت بلقاء سري وبعلم الرئاسي يجمع بين سيف الإسلام القذافي ووفد من أعيان ومشايخ كافة أقاليم ليبيا ،بما فيهم أعيان طرابلس الموالون للنظام السابق ،وبحسب التسريبات فان نجل القذافي سيف طلب من الأعيان حث أبنائهم من أفراد الجيش السابق دعم المشير حفتر بسبب اعتراف المجتمع الدولي به .وشدد سيف الإسلام لمخاطبيه على ضرورة تجاوز الخلافات القديمة مع المشير حفتر إلى حيث نجاح الجيش في تحرير كامل التراب الليبي من المليشيات والجماعات المتطرفة ، وبعد ذلك صندوق الاقتراع سوف يحدد من سيحكم ليبيا ولمح نجل القذافي إلى إمكانية ترشحه في ولاية انتخابية قادمة.
التضارب بين أنصار القذافي والمشير حفتر في الواقع تجلى بالمعاملة الحسنة التي تلقاها العسكريون المحررون من قبضة الدواعش،حيث عرضت عليهم القيادة العامة للجيش إمكانية الانضمام للجيش من جديد أو الاندماج في المجتمع.

أما مظاهر التضارب الأخرى فهي على سبيل المثال اندماج اغلب أفراد اللواء 32 التابع لخميس القذافي سابق وغيره من كتائب القذافي لقوات الكرامة، هذه معطيات وتحالفات عسكرية سوف ترجح كفة الميزان لصالح قوات الجيش لا محالة وإذا ما أضفنا إلى ذلك تصميم الجيش الحالي على التقدم نحو سرت وتضييق الخناق على مصراتة ،وانتفاضة أهالي طرابلس الراهنة ضد المليشيات وتصدع المجلس الرئاسي وترنح الاتفاق السياسي وتذبذب الموقف الدولي . معطيات كلها تؤشر لتغييرات ميدانية كبيرة في ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة .

إصابة رئيس حكومة الإنقاذ
وأكدت مصادر مختلفة ومتطابقة إصابة خليفة الغويل رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني من قوة الردع أثناء اقتحامها لقصور الضيافة ،ولم تحدد كذلك المصادر نوع الإصابة وخطورتها. مصادر مقربة من حكومة الإنقاذ تحدثت عن إمكانية نقل رئيس الحكومة المصاب إلى تونس أو تركيا للعلاج.
وكانت العاصمة طرابلس شهدت خلال فترة الصباح مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين الأهالي ومليشيات مصراتة المتمثلة في البنيان المرصوص – الجلوص – لواء المحجوب – الفرقان ، أما مساء أمس الاول فقد حدثت تطورات ميدانية أكثر خطورة حيث أقدمت مليشيات مصراتة على حشد قواتها حول المقرات الرسمية استعدادا للحرب ضد قوة الراعي الموالية للرئاسي .معلوم أن قوة الردع التي تحظى بدعم أهالي طرابلس لدورها في ضبط الأمن نجحت في السيطرة على جزء من مجمع قصور الضيافة بعد خوض مواجهات باستعمال كل أنواع الأسلحة وانتهت بتراجع مليشيات مصراتة ،وسجل خلال تلك المواجهات إصابة رئيس حكومة الإنقاذ.

الصراع والتناحر على السلطة
على الرغم من دعوات المجتمع الدولي الى التهدئة وضبط النفس بين الأطراف المتناحرة على السلطة في طرابلس ،تصر قيادات المليشيات على التصعيد وفرض أمر واقع يتيح لها تحقيق مطالبها. فبعد خسارة ورقة النقد في أي تفاوض على اقتسام السلطة لم يعد أمام مليشيات مصراتة وطرابلس سوى ورقة العاصمة طرابلس. حيث لم تجد دعوة مارتن كوبر وقف إطلاق النار نفعا بل عكس ذلك الكل يحشد قواته استعدادا للمعركة الكبرى، ولا احد يعير اهتماما للمدنيين مما جعل منظمات المجتمع المدني تتهم الأمم المتحدة بالسلبية وأخذ موقف المتفرج إزاء ما يلحق المدنيين من أذى وانتهاكات.

أحداث طرابلس واندلاع الصراع بين مليشيات طرابلس ومصراتة يؤكد بان الجماعات الإسلامية سواء الإخوان أو المقاتلة أو غيرها من المسميات لا تعترف بالتعهدات حتى فيما بينها، في البداية جرى إنشاء تنظيم فجر ليبيا وسرعان ما نشب الخلاف بين صفوفه ثم جاء البنيان المرصوص المدعوم من الجماعة المقاتلة ثم الردع ،وبمجرد ظهور بوادر تنفيذ التسوية السياسية طفا الخلاف بين حكومة الوفاق والإنقاذ تصاعدت الخلافات إلى أن بلغت ماهي عليه الآن من عنف وتناحر ودموية. ومن حسن حظ الليبيين أن قرارا حظر التسليح عن ليبيا مازال ساري المفعول وإلا استعملت تلك الأسلحة للقضاء على شعب بأكمله المهم لدى المليشيات من يبقى على قيد الحياة هو الذي يحكم ليبيا حتى لو كان تعداد سكانها مئات الآلاف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115